لن تقرع طبول الحرب..!

4 يناير 2021
لن تقرع طبول الحرب..!

 

علا الشربجي

كثر الكلام عن توجيه ترامب ضربة لإيران .

و لأول مرة نتأمل ضبط النفس و التروي من الجانب الايراني يقابله تعطش ترامب لاختلاق ذريعة كحجة لشن حرب شعواء ، يفجر فيها ترامب غضب هزيمته ليترك ورثة مسمومة لبايدن ، يلملم بعدها اشلاء علاقات دمرتها عنجهية #دراكولا_الشرق .

 

في الوقت الذي تنتظر فيه طهران رحيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقدوم #فوكس_واشنطن جو بايدن، الذي تنتظره بآمال كبيرة لبناء علاقات أكثر توازنا.

اذا ، لماذا كثقت ايران حرمتها في الجزر الثلاث و ما هو موقف الادارة الامريكية من الدخول في حرب مفتوحة مع ايران ؟

و اين الموقف الخليجي من استغلال اراضيه لتكون ساحة التصفية لحرب مدمرة ؟

 

و اخيرا مالذي يضع فكرة الحرب في ضرب الخيال ؟

 

اولا :

التحكم الايراني بجزر ابو موسى و طنب الكبرى و طنب الصغرى التي تعتبر منشأة عسكرية تضم حاملة طائرات و عتاد حرب كاملة ، تحركت من خلاله لاثبات وجودها بموقع جيوسياسي و جيوستراتيجي أرادت به ايران تبجحا امام دول الامارات و دول الخليج على اعتبار انهم باتوا مع المعسكر الاسرائيلي بعد التطبيع و نوايا التطبيع القادمة في الطريق

 

ثانيا :

رسالة حرب نفسية ارسلتها ايران بوجود قريب ،اذ تبعد جزيرة طنب الصغرى ستين كيلومتر عن الشارقه و طنب الكبرى ثلاثون كيلومتر عن رأس الخيمة ، و بالتالي فإن اصغر المدافع يمكنه ان يصيب وسط الامارات في حال فكرت اسرائيل الدخول الى المواجهة أو لعب لعبة الاستفزاز لكلا الطرفين الامريكي و الايراني و بالتالي فإن ساحة المعركة ستشهدها اراضي الامارات بشكل خاص التي ما زالت حديثة التطبيع مع اسرائيل و الخليج بشكل عام .

ثالثا :

اشارة ايرانية يفهمها الدهاء السياسي لتصل الى اسرائيل بمدى جاهزيتها في حال فكرت في اشعال الثقاب الاولي لبركان يشعل فتنة بين امريكا و ايران ، حيث سيقع اللوم في كل الاحوال على ايران و التي بدورها لن تكون بهذا الغباء لتلعب هذه اللعبة المدمرة خاصة بعد وعود بايدن لايران بالعودة الى طاولة الاتفاق بشأن الملف النووي .

 

رابعا :

براعة ايران في لعبة حافة الهاوية ، اذ توهمك ان انفجار المدافع سيبدأ خلال ثوان ثم لا تلبث ان يعود كل شئ الى ما كان عليه و كأن شيئًا لم يكن

 

خامسا :

رسالة مبطنة الى دول العالم بأن تحكمها بالجزر الثلاث و بمضيق هرمز الذي تعبر من خلاله 40%من سفن النفط هو معبر تحت السيطره الايرانية ، قادرة على اغلاقه في حال تعرضت مصالحها للخطر .

سادسا :

التصعيد للمجريات سيقابله تصعيد ايراني ، اذ تضع ايران الطرفين الامريكي و الاسرائيلي و الحلفاء لكلا الطرفين في صورة امام العالم لتبنّي النتائج و كأنها تلقي بالمسؤولية الاخلاقية عليهما للفوضى التي ستنجم في حال اندلعت الحرب

لتظهر للعالم انها في وضع الدفاع مع استمرارها في الدعوة الى التهدئة الا ان استنفارها هذه المرة هو دفاعي و ليس هجومي ، و هو فعليا ما يحصل في الواقع لان الوقت ليس في صالحها و لن تسعى الى اشعال فتيلة الحرب و طبعا ليس حبا بالسلام و محبة للامان و انما هي مصلحة الدول في بعض الاحيان طأطأة الرأس و العبور بسلام .

 

اما المخاوف من ترامب في اتخاذ قرار شن هجوم على ايران فهو امر يحتاج الى عدة عناصر منها :

 

1- ان ضربة ايران تحتاج الى تقارير عسكرية استخباراتية ليتم اعتمادها لإعلان الحرب.

2- الضربة بحاجة الى 13 جهاز استخباراتي و الخارجية بان هناك خطر قد يهدد الامن القومي الامريكي و الى الان لم يعلن عن اية تقارير بهذا الخصوص .

3-ما زالت التجربة الامريكية في الحروب عالقة في ذكريات اهالي الجنود الذين سقطوا بالالاف في حرب العراق و سقوط بغداد 2003 ،

4- تكرر المشهد من جديد في زمن أوباما الذي وصف انه ضرب رقما قياسي من بين زعماء الولايات المتحدة بعدد النزاعات الحربية التي أقحم بها الجنود الأمريكان

5- في حرب العراق كانت الخسائر مادية و بشرية ، بدأت بكذبة عن اسلحة دمار شامل و انتهت ب Sorry من توني بلير للعالم .. من الصعب ان يتقبل العالم تداعيات سقطة أخرى و الدخول في حرب طويلة الأمد .

6- الدول العربية في المنطقة سواء كانت الامارات ام العراق او حتى السعودية و البحرين ، ستلجأ تلك الدول الى تهدئة النفوس منعا و خوفا من تناثر الفوضى ، و تصفية الحسابات على حساب أمنها و استقرارها .

خاصة انها دول تسابق الزمن في عجلة التقدم و التطور و ان كان تطورا مصطنعاً مسلوخ الديمقراطية لكنه يبقى ارحم من البدايات .

 

السيناريوهات المطروحة الاقرب من اتخاذ قرار مباشر للحرب

السيناريو التقليدي

التحرشات السياسية هي اقرب الى المشهد من شن الحرب مثل ضربات لمصالح ايرانية من شأنها دفع ايران للرد “التي بدورها فهمت اللعبه و التزمت الهدوء و ليس الصمت ” ، وقد تتمثل تلك المصالح بتوجيه ضربة لحزب الله مثلا

 

السيناريو الخبيث

قد تبادر اسرائيل بهذه الخطوة و تدفع الطرفين لخط النار ، خاصة انها ضمنت لها قواعد استخباراتيه حسب ما جاء في مدونة الكاتب الإسرائيلي ريتشارد سيلفرستيان حيث يشير في مدونة “تيكون عولام”إلى أن “إسرائيل” تنشئ قواعد استخبارية سرية في الخليج بعد إريتيريا، ستسمح لها بمراقبة حركة المرور البحرية وحركة الشحن بين الصين وإيران.

 

السيناريو الوسخ

قيام دراكولا الشرق “ترامب” بضرب السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء ببغداد كحجة تحرش بايران ،لترك ملف مأزوم مسموم لبايدن بعلاقته مع ايران و هذا يتطلب التضحية بأعداد من البعثة الامريكية..هل يفعلها ترامب بابناء شعبه ؟؟

 

اذا الحديث عن حرب بمعنى الحرب ،عتاد و طائرات تدخل الاراضي الايرانية “مباشرة ” هو ضرب من الجنون لن يحظى بموافقة الكونغرس

الا اذا استغل الاستثناء في القانون انه يحق للرئيس التصرف وحيدا في حال حدوثها، إذ يقول نص القانون إنه يمكن استخدام القوة في حالة “إعلان الحرب أو عند وجود إذن قانوني محدد أو في حالة إعلان طوارئ على المستوى القومي حيث تتعرض الولايات المتحدة أو أراضيها أو قواتها المسلحة لهجوم .

 

لكن علينا ان نتذكر ان المصالح الامريكية الايرانية أقوى من حلم ترامب و حقده و غضبه من خسارة الحكم بسبب التقاء مصالحهما في ضبط المنطقة والتحكم بمصيرها .