والد رئيس وزراء بريطانيا يطلب الحصول على جنسية دولة أوروبية

31 ديسمبر 2020
والد رئيس وزراء بريطانيا يطلب الحصول على جنسية دولة أوروبية

وطنا اليوم:قال والد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، إنه بصدد التقدم بطلب للحصول على جواز سفر فرنسي؛ من أجل المحافظة على علاقاته مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
سيحدث الانفصال بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، الذي أصبح يُعرف باسم البريكست، عندما تدقُّ الساعة معلنةً انتصاف الليل في بروكسل، أي الـ23.00 بتوقيت لندن، حيث تنتهي عندها عضوية بريطانيا المؤقتة التي استمرت بعد انسحابها رسمياً من الاتحاد في 31 يناير/كانون الثاني 2020.

والد بوريس جونسون يريد الجنسية الفرنسية
قال ستانلي جونسون، وهو عضو سابق في البرلمان الأوروبي وصوَّت لصالح بقاء بريطانيا ضمن التكتل في استفتاء 2016، لإذاعة “آر.تي.إل”، إنه يرغب في الحصول على الجنسية الفرنسية، بسبب الروابط العائلية القوية بفرنسا.
كما أضاف جونسون الأب (80 عاماً)، متحدثاً بالفرنسية: “لو أني أفهم الأمر بشكل صحيح فأنا فرنسي. فأمي مولودة في فرنسا وكانت أمها فرنسية خالصة وكذلك جدها. وبالنسبة لي فالأمر يتعلق باستعادة ما لديَّ بالفعل، وهذا يسعدني جداً”.
ستانلي جونسون أوضح قائلاً: “سأبقى أوروبياً على الدوام.. هذا أمر يقينيٌّ. فليس بوسع أحد أن يقول للبريطانيين: لستم أوروبيين. وجود رابط مع الاتحاد الأوروبي أمر مهم”.

عائلة جونسون منقسمة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي
وسائل إعلام فرنسية أشارت إلى أنه لطالما انقسمت عائلة بوريس جونسون بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما فعلت العديد من العائلات البريطانية.
في عام 2019، غادر شقيقه الأصغر “جو” الحكومة، واعتبر أن استراتيجيته متطرفة للغاية بشأن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وأن شقيقته راشيل، الصحفية البالغة من العمر 53 عاماً، ناشطة مؤيدة للاتحاد الأوروبي.
من ناحية أخرى، كانت والدة بوريس جونسون ستصوت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفقاً لرئيس الوزراء نفسه.
يشار إلى أن نجله بوريس جونسون كان الوجهَ العام لحملة الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016. وتخرج المملكة المتحدة رسمياً من فلك الاتحاد الأوروبي ليل الخميس، بعد ارتباط متوتر بالمشروع الأوروبي استمر 48 عاماً.

خمس سنوات من التقلبات والأزمات بسبب البريكست
على مدى خمسة أعوام، هيمنت تقلبات أزمة بريكست المحمومة على الشؤون الأوروبية، وأرّقت أسواق الجنيه الإسترليني، وهزت سمعة بريطانيا كأحد الأعمدة الرئيسية التي يرتكز عليها الاستقرار الغربي اقتصادياً وسياسياً.
صوَّر المؤيدون البريكست على أنه فجر جديد للمملكة المتحدة كأنها ستنال به استقلالها، لكنه أضعف الروابط التي تجمع إنجلترا وويلز وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية في اقتصاد واحدٍ، حجمه ثلاثة تريليونات دولار.
بينما قال رئيس الوزراء بوريس جونسون، للبرلمان، قبل ساعات من اعتماد اتفاقه التجاري مع الاتحاد الأوروبي: “البريكست ليس نهاية، بل بداية”. وقال للصحفيين مازحاً وهو يبتسم فيما بعد، إنه قرأ الاتفاق الذي وقَّعه. وطمأن أوروبا بأن بريطانيا ستظل “الحضارة الأوروبية المثالية”.
غير أن بوريس جونسون، الذي كان عنواناً لحملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، لم يسهب في الحديث عن تفاصيل ما يريد بناءه من خلال الاستقلال الجديد أو كيف سيفعل ذلك في الوقت الذي يقترض فيه مبالغ قياسية لسداد تكلفة أزمة كوفيد-19.

البريطانيون صوتوا لصالح الانفصال
في 23 يونيو/حزيران 2016، صوَّت 17.4 مليون ناخب يمثلون 52% من الناخبين، في استفتاء، بالموافقة على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، في حين أيد البقاء فيه 16.1 مليون ناخب يمثلون 48% من مجموع الأصوات. ولم يغير أحد تقريباً رأيه.
أيدت إنجلترا وويلز الانفصال، في حين أيدت أسكتلندا وأيرلندا الشمالية البقاء بالاتحاد.
أظهر الاستفتاء انقسام بريطانيا على ما هو أكثر بكثير من الاتحاد الأوروبي، وغذَّى عملية ا‭‬‬لبحث عن الذات في كل شيء؛ من الانفصال عن الدولة إلى الهجرة إلى الرأسمالية والتاريخ الإمبراطوري ودور بريطانيا في العصر الحديث.
كان الخروج من الاتحاد الأوروبي حلماً بعيد المنال لمجموعة متنافرة من “المشككين في الوحدة الأوروبية” على هامش المسرح السياسي البريطاني.

فعندما انضمَّت بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي في 1973، كانت تبدو في صورة “رجل أوروبا المريض”، وقبل عقدين من الزمان فحسب، كان قادة بريطانيا يتداولون فكرة الانضمام إلى اليورو عملة أوروبا الموحدة.
قال بوريس جونسون: “كانت المؤسسة البريطانية قد فقدت في الأساس سحرها ودخلنا ما كان ساعتها السوقَ المشتركة فعلياً، بدافع حماية الذات. اعتقدنا أن ذلك أفضل مستقبل لنا، ولم يكن بوسعنا رؤية طريق آخر للسير فيه”. وبعد أن انقضت 48 عاماً، قال جونسون: “نرى مستقبلاً عالمياً لأنفسنا”.

اضطرابات متوقعة على الحدود
بعد أن تخرج المملكة المتحدة من السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي الخميس، سيحدث بالتأكيد تقريباً بعض الاضطراب على حدودها. فزيادة الإجراءات البيروقراطية تعني زيادة التكلفة لمستوردي البضائع ومُصدِّريها بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
يتوقع ميناء دوفر انخفاض أحجام البضائع في أوائل يناير/كانون الثاني، ويقول إن أكثر الفترات إثارةً للقلق ستكون في النصف الثاني من الشهر نفسه، عندما ترتفع أحجام البضائع من جديد.
يعني الانفصال بعد عضوية استمرت ما يقرب من نصف قرن، تغييراً في كل شيء؛ من جوازات سفر الحيوانات الأليفة إلى قواعد إصدار رخص القيادة للبريطانيين في أوروبا، بل ما يخص البيانات من قواعد.
إذ ازداد التأييد لاستقلال أسكتلندا لأسباب، منها البريكست وجائحة كوفيد-19، الأمر الذي يهدد الاتحاد السياسي بين إنجلترا وأسكتلندا والذي يبلغ عمره 300 عام.
فيما قالت الزعيمة الأسكتلندية، نيكولا ستيرجن، إنه يجب إجراء استفتاء على الاستقلال، في أوائل الدورة البرلمانية التي تبدأ العام المقبل.