القرار فى بيت القرار 1/2

29 ديسمبر 2020
القرار فى بيت القرار 1/2

 

حازم قشوع

يبدأ علم التكوين بالتصميم وتشكيل المنظومة، ثم ينتقل الى مرحلة الارساء والانشاء، ومن بعدها يكون الانتاج والأشغال ثم المنتج وعلوم انتشاره لتاتي من بعدها مرحلة جني العوائد والفوائد واعادة توظيفها من اجل تطوير العمل وتسيير مجتمع الاعمال والاسهام.

 

وهي ذات المنظومة الفكرية التي جاءت منها مصفوفة الارقام الجبرية او القمرية والتي كنت بينتها في كتابي الجديد الذي يحمل عنوان (القرار في بيت القرار )، حيث تقوم نظريتها على معادلة المتغير بتسارع الزمن على حساب الوقت، هذا لان طاقتها مائية نورانية تؤثر على حركة المد والجزر وتحسب بواقع احادي يبدأ بوتر الميزان ثم ينتقل الى ثنائية الاستدامة منها الى ثلاثية التكوين لغايات التاسيس، ومن بعد ذلك الى رباعية السكن في الاصول، الى ان ياتي بعدها خماسية الحماية بالدائرة، ومن ثم تاتي سداسية التمام بالبناء ومن ثم تاتي سباعية التواصل المنهجي ومن ثم الانتقال الى مرحلة ثمانية التحرك الحراك وفي التاسعة تكون المرحلة المفصلية ومنزلة الانتقال، الى ان تاتي صفرية الاعجاز للرتبة والمرتبة والتي تعتبر منزلة الانجاز لا يقسم عليها بل يقسم فيها، وهي التي تشكل مراحل النشاة والتكوين.

 

فاذا كان بناء الكون اسس ابتداء وفق منظومة ذات ميزان دقيق، ثم جاءت من بعدها علوم البناء بالتسارع الحركي، فان اصلاح الخلل ياتي عبر اصلاح المنظومة من حيث اعتراها الخلل، ولا تستخدم سياسية الهدم واعادة البناء ابدا لاعتبارات كثيرة موضوعية وليست ذاتية تندرج في الاطار التاريخي كونها تحمل ارث المكان والزمان واخرى مبدئية تسند لسياسية تراكم الانجاز، وهذا ما يجب اخدة بعين الاعتبار عن اصلاح اية اعتلالات او معالجة اية اشكالات.

 

على ان لا يتم اصلاح الخلل بزيادة الموارد او باستخدام سياسية فرض واقع جديد لتناسي الواقع القديم، فان ادارة الكون كما هي ادارة الحياة مع حغظ الفارق والتشبيه، تستند الى منظومة منهجية ان صلحت صلح البناء وتعززت معة الموارد، وان لم تصلح المنظومة فمهما كان حجم زيادة الموارد اليها فستبقى تسرب، ولن تحقق فوائد حتى لو حققت عوائد لانها ستكون منفعية وليست نفعية.

 

فان الغاية تكمن في الفوائد وليس في احتساب جني العوائد على اهميتها، لذا جاءت الاستدامة قبل البناء وبعد التصميم مباشرة في علم التكوين، لكون الاستدامة تعتبر الغاية العلمية للانجاز وليس عوائده، لانها تمتلك قيما ومبادىء واطارا يتسع لدوائر غير مباشرة اجتماعية وانسانية، ولا تقف عند المعادلة البسيطة المجردة لاحتساب عوائد المشروع المراد تحقيقه او الذي يعمل على انشائه حتى تستقيم معادلة الاستكشاف والاستغلال , exploration ,expoloitation على حد تعبير جمس مارش وهي ذات المعادلة التي تقوم عليها معادلة الفوائد والعوائد في علم ادارة الدولة وعلوم تقييم الاداء في بيت القرار.

 

فان الاستدامة هنا تشكل الهدف والوسيلة، على اعتبارها تسعى للعوائد، لكن من اجل الاستثمار في بيت المعرفة والبيت الاجتماعي وفي الجوانب الاخرى المتممة للمجتمع الاهلي او المحلي، لغاية تحقيق درجة السلم الاهلي ومنزلة الاستقرار المتوخاة، باتباع طرق تطوير المنهجية المعرفية والعلمية في شتى روافد العمل وفق الية تنوع مصادر الاستثمار وتشعب روافد مصادره لتحقيق درجة الاستدامة المستهدفة.