اخلاق البيع

27 ديسمبر 2020
اخلاق البيع
كثير من المواطنين يشتكون من عدم قدرتهم على تمييز المنتج الاصلي من المقلد معتمدين على خبرة البائع لارشادهم الى المنتج الحقيقي ودرايته فيما يعرض من منتجات مختلفة، لكن المشكلة الاساسية تكمن فيمن سيقدم النصيحة الامينة للمستهلك، فالقلة من الباعة من اجل بيع بضاعتهم بسرعة ليتمكنوا من احضار بضاعة جديدة ويبيعوا اكبر كمية ممكنة من بضاعتهم لاجل ربح اسرع واكبر بخاصة في ظرف صعب من ظهور فيروس كورونا، لا يقولون الحقيقة للمستهلك فيشتري بضاعة غير تلك التي يريد! فالصدق في التعامل بين البائع والشار هو الاساس حتى يبارك الله في ربح البائع والمنتج الذي اشتراه المواطن، اما ان يعمد القلة القليلة من الباعة تفضيل الربح ايا كان الاسلوب على حساب المنتج المقدم للمواطن، امر لا يمكن القبول به وازمة كورونا تضرب كافة القطاعات في المجتمع ويتعارض مع الحاجة الى تعاون جميع افراده لتجاوز الازمة بكل سلام، ان الثقة المتبادلة من الطرفين (البائع والمشتري) من الضروري تواجدها حتى يتم تنشيط حركة السوق ورفده بالمنتجات الجديدة المحلية وتدعيم المنتج المحلي.
لا يعيب احد على البائع ان يكون هدفه الاول الربح لكن ربح على حساب اخفاء ماهية المنتج المعروض امام الزبائن من ناحية جودة الصناعة وبلد الصنع ومحتواه، لا يمكن ان يصب في صالح البائع والمستهلك على حد سواء بالتوازي مع الثقة بالمنتج المعروض، هذه معضلة الكثير يواجهها ويصادفهااثناء تسوقه في المحال والمتاجر والمولات المنتشرة في كل مكان، فعلى سبيل المثال البعض من الباعة وهم قلة والحمد لله تاكد لك ان بضاعته هي انتاج مكان ما لكنها في الاصل من صنع مكان اخر، ليس الغرض هو المكان المصنع للبضاعة بقدر ثقة المستهلك في صناعة المكان الذي يود ان تكون البضاعة من صناعته، ان الامانة فيما يقوله البائع ويقدمه من منتج للمواطن هو جوهر التعامل بينهما.
اذا اردنا الارتقاء بمجتمعنا فمن الاهمية بمكان الارتقاء بتعاملنا فيما بيننا، فليس الكسب المادي وحده هو السبيل الافضل للترويج لما هو معروض للبيع، بغض النظر عن الصورة التي ستطبع في ذهن المستهلك، الربح ليس ممنوعا لكن الصدق والاخلاص في بيع المنتج يحتم على الجميع مراعاتهما كي يبارك الله في اموالنا وابنائنا مهما كانت الاسباب والمبررات، فالرزق بيد الله لن يستطيع كائن من كان اخذه والتطاول عليه. الايمان بان لكل انسان رزقه الذي كتبه الله له لن يتعارض مع اصرارنا على سلك الطريق الصحيح في تعاملاتنا في البيع والشراء٠

ختاما:

ان الاقتصاد المحلي يزدهر وينمو على قاعدة الصدق والامانة، فالبركة من الله ومراقبة الانسان نفسه في كل خطوة يقوم بها هي العمود الذي ترتكز عليه إزدهار المجتمعات.
خوله كامل الكردي