على خُطاهم سنسير

23 ديسمبر 2020
على خُطاهم سنسير

 

 

د. ايمان الشمايلة الصرايرة

لعلك تسأل نفسك دائما من الذين سوف يرشدوننا، بل من هم الذين سوف يأخذون بأيدينا الى الطريق الصحيح، بل من هم الذين سوف يُضيئون لنا مناراتهم لتدلنا على الطريق السليم، تبحث وتتعثر وتُخطئ في الاختيار، ثم تقول لنفسك لقد أخطأت هنا سوف أجد مرشدي ودليلي، تتخبط، بل وتنحني وتتألم وتعيش لوعات من القهر، ولكن كلها ( دبه تتبعها هبه)، وكثيرا ما سرنا في طرقٍ مختلفة ووسائل متعددة ولكنها كانت طُرقاً مجهولة

 

وتجد نفسك مرهقاً تجلس على قارعة الطريق، تُفكر في تلك المسيرة من حياتك التي رأيت فيها العجب العجاب، تضحك ليس فرحاً بل ضحكة المستغرب لنفسك كيف كنت تعيش لحظات عجيبة، وتُجبر نفسك على التعايش معها، لترى أنك لو ركزت قليلا لتداركت الكثير من العقبات والآلام والمواقف التي استنزفت من وقتك وعمرك الكثير، فبدل أن تسخرها لذاتك ضاعت لطيبة قلبك واتباع عادات مجتمعك خجلا واستحياء.

 

من هنا قلنا ( على خُطاهم سوف نسير) من هم الذين يجب أن نقرأ خلاصة تجاربهم وكلمات حِكمهم، الذين عاشوا تجارب كثيرة، الذين قالوا ( درهم وقاية خير من قنطار علاج) الذين تخاذلنا أن نقرأ عنهم كيف واجهوا تلك الصعاب، لنركز في تلك السنوات المتشابهة، مع اختلاف المسميات والأرقام، ولكن المسيرة واحدة على الأغلب لا تغيير، لماذا؟ لأن طريقة التفكير هي نفسها وطرق التعامل مع الشخوص والمواقف لم تتغير وننتظر التغيير ، من يتلفظ بنفس العبارات ويطمح لنفس الأهداف لن يرتقي بحياته ولا تفكيره، لان ما بجعبته هو نفسه لم يأتي بالجديد، لأنه رفض التنقل لرؤية التطوير ورفض أن يجالس من بجعبتهم الكثير الكثير ، لماذا؟ لأن العنفوان لديه لا يسمح، فبقي ذلك العنفوان والغرور هو بيته الذي أغلقه على حياته حتى ضيع الكثير من عمره، اذاً ما علينا فعله أن نترك ذلك الكبرياء والتعنت الفكري ونقتنع أننا يجب أن نبحث عمّن يجب ( على خُطاهم سوف نسير).