صور/ ” رجل دين مسيحي” .. يحتفل بأعياد الميلاد لهذا العام بطريقة مختلفة

23 ديسمبر 2020
صور/ ” رجل دين مسيحي” .. يحتفل بأعياد الميلاد لهذا العام بطريقة مختلفة

وطنا اليوم  – رصد : اختار رجل دين مسيحي أن يحتفل بأعياد الميلاد لهذا العام، بطريقة مختلفة، بهدف تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني من استمرار الاحتلال الإسرائيلي.

ونصَب الأب مانويل مُسَلّم (83 عاما)، رئيس “الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس”، في منزله ببلدة بيرزيت إلى الشمال من رام الله (وسط)، خيمة، قال إنها بمثابة “مغارة لجوء السيد المسيح”، الذي “يُمثّل كل فلسطيني لاجئ”.

 

وعادة ما تتزين المنازل والمحال التجارية والمدن بأشجار الميلاد في كل عام، غير أن “مُسَلّم” اختار نصب الخيمة، التي قال إنها “تحكي قصة شعب شُرّد من وطنه، ويعيش حالة اللجوء والعذاب”.

ويقول “مُسَلّم”، الذي يتبع لبطريركية كنيسة “اللاتين” بالقدس، لوكالة الأناضول بينما يضع بعض اللمسات على الخيمة: “المسيح فلسطيني عاش فقيرا لاجئا، مضطهدا، وشعبنا الفلسطيني حتى يومنا يعيش ذات الحالة من الاضطهاد”.

 

وزيّن رجل الدين الخيمة بإنارة مصابيح وأحبال مضيئة، ووضع تمثالا للمسيح ووالدته “السيدة مريم” داخل الخيمة التي تعلوها “نجمة الميلاد”.

 

وفي جوار المسيح، تماثيل لرعاة أغنام، وبعض الماشية، وبعض المقتنيات المعيشية البسيطة.

وقال مُسَلّم: “تحكي المغارة قصة الفلسطيني اللاجئ”، مشيرًا إلى أن قضية اللاجئين هي “رسالة دينية وإنسانية وسياسية”.

 

ويحكي مُسَلّم لأطفال عائلته “قصة المسيح، واللجوء، والنكبة”، بينما يتسامرون أمم الخيمة.

 

وأردف: “هي فرصة، لكي نصلّي وندعو الله بأن يرحم المضطهدين اللاجئين الفلسطينيين، وغير الفلسطينيين”.

 

وتابع: “أقول لهم إن المسيح فلسطيني، مثل عمك وخالك، كلنا هكذا من اللاجئين المضطهدين، نحكي لهم قصة اللاجئ الفلسطيني، وحثهم بالدعاء والصلاة من أجلهم”.

 

ويكمل: “قصة اللجوء والعذابات، لها شأن خاص في نفسي (..) أشقائي وشقيقاتي مُهجّرون، وكذلك عدد من أقربائي”.

 

 

 

ولجأ نحو 800 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون فلسطيني، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة في العام 1948 إثر عمليات تهجير على أيدي عصابات صهيونية مسلحة.

 

ومنذ ذلك العام يحيي الفلسطينيون في 15 مايو/ أيار من كل عام ذكرى تهجيرهم، ويطلقون عليها مصطلح “النكبة”.

 

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين بحسب سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حوالي 5.6 مليون لاجئ فلسطين.

 

وينتقد رجل الدين المسيحي “انحياز” المجتمع الدولي لصالح إسرائيل، و”عدم اكتراثه” بمعاناة الشعب الفلسطيني.

 

ويقول في هذا الصدد: “العالم لا يعطي لله مجدا، لأنه يسفك الدم، يُهين الإنسان ويهدم البيوت، ويدنس المقدسات، جعل من الإنسان منبوذا”.

 

وأكمل: “المسيح ولد في فلسطين، في رسالة أن هذه الأرض أرض السلام، لكنّ الفلسطيني اليوم يعاني الوجع والحرب والدمار والخوف، ولا سلام على هذه الأرض”.

 

وتابع: “لا سلام دون حصول الشعب الفلسطيني على حقه، بإقامة دولته المستقلة، وتنفيذ حق العودة”.

 

ويعتقد المسيحيون أن المسيح ولد في الموقع الذي شيدت عليه كنيسة المهد في مدينة بيت لحم (جنوب)، والتي تعد من أقدس المواقع الدينية المسيحية في العالم.

 

ويحتفل المسيحيون الذي يتبعون التقويم الغربي بأعياد الميلاد في 24 ديسمبر/ كانون الأول، أما الذي يتبعون التقويم الشرقي فيحتفلون بالأعياد في السابع من يناير/ كانون ثاني.

 

 

 

ويقول مُسَلّم إن الخيمة التي نصبها، هي رسالة للعالم، مفادها: “ماذا قدمت للفلسطيني المعذب؟ أين رسالة السلام والمسرّة؟ نقول للعالم بذرتم الكراهية، ونحصد منكم الشر، ولم تطبقوا أي قرار بشأن القضية الفلسطينية”.

 

وأضاف: “من لا يحترم المسيحي، لا يحترم القيامة والمهد (في القدس وبيت لحم)، ومن لا يحترم المسلم لا يحترم (المسجد) الأقصى، هذه رسالة تأنيب للعالم، ونقول لهم: يكفي”.

 

وأشار رجل الدين إلى الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، قائلا: “العيد في غزة المتألمة نتيجة الحصار واللجوء يوم حزن بدلا من أن يكون يوم فرح”.

 

وسبق لمسلّم أن عمل لسنوات طويلة، راعيا لكنيسة دير اللاتين في قطاع غزة.

 

ويرى أيضا، أن عيد الميلاد في الضفة الغربية، بما فيها القدس، “حزين، جراء الهدم والتدمير الإسرائيلي اليومي، وحالة اللجوء اليومية التي خلقها الاحتلال”.

 

وختم حديثه قائلا: “إسرائيل مرت من هنا كعاصفة، لم تمر كإنسان يحب الأرض، دمرت في أرض المسيح كل شيء”.