لا تؤمن بعبارة مكانك سر

14 ديسمبر 2020
لا تؤمن بعبارة مكانك سر

بقلم الدكتورة مرام أبو النادي

إن كنت تبحث عن التحديات الحالمة التي تجعلك تصطدم بجدار ضخم بعد رحلة سعي قصيرة جعلتك تيأس بسبب عقباتها فهذا اختيارك؛ لكن يبدو أن التفكير السليم أن تبحث عن الأشياء الممكنة وأن تفكر في الفرص. فالعقلانية تظهر بوضوح عندما تدرك أنك في سياقات كثيرة لا يمكنك التحكم في كل الأمور؛ لكن الشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم به هو نفسك وهكذا فإن الفرصة هي أن تصبح العنصر المؤثر ( النجم أو القائد) الذي كنت ترغب في أن يكون، فتكون قادرا كل يوم على خلق بيئة على الأقل غير اعتيادية غير روتينية مع الأشخاص الذين يشاركونك المكان سواء أكانوا تابعين أم غير ذلك.
إذن المسألة تتعلق بنمط تفكيرك فالعقلية المحدودة تؤذي الثقة و تضر بالتعاون مع الآخرين و تضر كذلك بالابتكار و الإبداع . نحن في علاقاتنا البشرية نحتاج إلى الثقة؛ فهي ضرورية بالنسبة إلى كل واحد منا، لذلك نحن نتبنى علاقات عميقة وذات مغزى قائمة على التعاطف و المساندة مما يعزز الشعور بالأمن النفسي، العقلية المنفتحة مؤشر من مؤشرات الشخصية القيادية التي وجدت لتوحّد الجميع وتظهر نوع من الفضول المحبب الذي يشعر بالاهتمام لكل من يتعامل معها.
إذا اخترت أن تعيش حياتك بعقلية محدودة، فهذا يعني أنك تجعل هدفك الأساسي بؤريا أي محصورا بنطاقك الضيق؛ كأنك لا تبرح مكانك أو كما يقال :(مكانك سر) ؛ أما أن نعيش حياتنا بعقلية لا نهائية منفتحة؛ فيعني أننا مدفوعون إلى النهوض بقضية أكبر من أنفسنا. ونحن نرى أولئك الذين يشاركوننا رؤيتنا كشركاء في القضية ونعمل على بناء علاقات ثقة معهم، حتى نتمكن من دفع الصالح العام معا.