ورحل الرجل الذي علمنا معنى الكلمة، رحل ثابت الهدار شيخ الصحفيين الاردنيين

14 ديسمبر 2020
ورحل الرجل الذي علمنا معنى الكلمة، رحل ثابت الهدار شيخ الصحفيين الاردنيين

نضال العضايلة

رحل عن عالمنا شيخ وعمدة الصحفيين الأردنيين، رحل الأخ الحنون كما كنا نشعر تجاهه دائما، رحل النموذج المشرف والقدوة والمثل لكل صحفي.

فارقنا أبو محمد ثابت الهدار ليحدث لنا حالة من الحزن فتحت معها جميع ذكرياتنا معه منذ بدء ان كان صحفياً شاباً الى ان اصبح مديراً لمكتب وكالة الانباء الأردنية في الكرك، الى ان اصبح صحفياً متقاعداً، انا شخصياً عرفته كثيراً وتعامت معه من منطلق مهني، لكني لن انسى ما حييت ما كان يقدمه لي من نصائح صحفية وأخويه ومواقف إنسانية معي ومع كل من عرفه، حتى الإنسان البسيط يحبه لإنسانيته الواضحة في التعامل مع الجميع.

المواقف عدة يصعب حصرها في مقال بل تحتاج إلى كتب نسرد فيها مواقفه ونصائحه لنا، لكن من أعظم المواقف التي لا تنسى أنه “رحمه الله” كان مهنياً لدرجة كبيرة، وكان اخاً لكل الصحفيين، واباً للنشىء الجديد من الصحفيين الشبان، ونذر كل سنوات حياته لمهنة الصحافة من أجل خدمتها وتدرج فيها ليصبح مديرًا لمكتب وكالة الانباء في الكرك ورئيس تحرير موقع وطنا اليوم الاخباري، ويعد من الصحفيين المؤسسين لنقابة الصحفيين الأردنيين.

ويبدو أن ابا محمد الذي توفاه الله قبل استقباله العام الجديد، رفض أن يستقبل هذا العام بوجه تعلوه الكآبة بعد أن أدرك ان العالم سيستقبل العام الجديد تعلوه الكآبة والوجوم، وسيخاف أن يكون العام المقبل أشد قسوة وأكثر ضيقاً من الأعوام السابقة.
نعم كان ثابت الهدار معلما واستاذا، ومدربا ومهنيا، ومتواضعا حد النخاع في عمله وحياته الخاصة، رحمه الله واسكنه فسيح جناته، لقد كان الفقيد لا يعرف لغة الكلل والملل يتنقل من مكان الى اخر بحثا عن أي فعالية او مهرجان ادبي او صحفي او فني لا يفوته أي نشاط، كان الفقيد صديق الجميع سواء من مجامليه او دون ذلك، ابتسامته لا تفارق وجهه كقلمه الذي لم يكن يستطيع الاستغناء عنه ليعطي انطباعا للأخرين بانه اسعد الموجودين.
لن ننساك أبا محمد ولن انسى انني ظللت لسنوات لابد ان يكون نهاري متعلقاً اما برؤيتك او بالاتصال معك هاتفياً، وكم كانت استفادتي واستفادة الكثيرين من خبرتك وتجاربك.