قانون أوم  للجهد يعطي الأردني أحقية الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية 

13 ديسمبر 2020
قانون أوم  للجهد يعطي الأردني أحقية الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية 

بقلم: لين عطيات

تساؤلات شعبية ونحن على عتبات مئوية الأردن الثانية “ما الإنجازات التي حققتها الأردن خلال المائة عام !” قضية جدلية يتناولها الأفراد ،وتناقشها الجماعات، ونظرات ترقبية تترقب احتفالات المئوية الثانية ،عيون تترقب بحماسة لتتويج الأردن بأمجادها ،وعيون أخرى تترقب لتعلق  بسلبية وتنتقد بلذع ،فالأفواه جاهزة ،وأقلام البعض ممتلئة لتهجي بطريقتها بغل صريح إن هذا الإنقسام يشدنا لنضع المجهر في زاويا ما بعد المئوية الثانية ،فعلينا من الآن أن نحدد الزاويا التي تليق بنا كأردنين لنقف فيها فلطالما كان الأردني أكثر وعي ومتغلب بفكره على معكرات الصفوف التي تدس شوابها ،فالجميع يراهن على فكر الأردني الناضج والواعي والمثقف الذي يعرف تاريخ وطن لا يمكن لأي كفة من العقبات أن تطغى عليه فوزن الإنجازات الأردنية كالألماس قليل الوزن ثمين جداً إنها الحقيقة التي لا يراها سوى البعض ،فنحن لا نرى حجم الصعوبات ،ولا حجم المطبات ،والمعيقات التي يواجهها الوطن، ولا حجم العمل المتطلب الذي يحمله قائد ها الوطن – حفظه الله ورعاه – لو أننا رأيناها لرأينا كل مائة عام بمائة ألماسة والوطن بمنجم ألماس فالأشياء لا تقدر بحجمها وكثرتها بل بالجهد والعمل المبذول فيها ،وبالعرقلات التي تصيبنا ،ونحن على سلم كل مائة  .

المقارنات ومحركاتها 

ونحن على عتبات المئوية بدأ البعض بإتخاذ المقارنات وسيلة لتشويه صورة المائة عام ،وأداة لحقن العقول بمغيبات الوعي التي لم تجد الموانع لإيقافها ،فهل من المنطق أن يتساوى غرام الذهب بغرام الفضة وهل يعقل أن نقارن حصاد أرض بور ،وأرض مثمرة بعد عام من الإهتمام ؟ !،كما أننا لا نستطيع أن نقارن دولة محدودة الموارد بدول فارهة الموارد كما أن الطريق غير المهيأ  للعبور لا يمكن مقارنته بالطريق المعبد ،فكيف لنا أن نقارن إنجاز الدولة الأردنية خلال مائة عام مع غيرها دون تكافئهما أو تساويهما ؟،فالمقارنات غير العادلة مقارنات ظالمة ،والمعادلة العادلة  والتي يجب أن نعتمدها حقاً في هذه المئوية لرد على هذه المحركات هي مسألة الجهد ،والذي يلخصه قانون أوم، فالجهد هو علاقة طردية بين التسارع والمقاومة فالدولة الأردنية قاومت كما أنها تحاول القيادة بتسارع متزايد لتلحق العالم لو أننا نطلع على منحنى الجهد على مدى السنين لانطفئ التسائل الشعبي هذا إلى تساؤل آخر ” هل يحق لنا الاحتفال بمئوية المملكة الثانية ” .

أحقيتنا في الاحتفال بمئوية الدولة الأرنية الثانية 

يقف هؤلاء المتسائلين حول الإنجازات بالاستخفاف بمدى أحقية الأردني بالاحتفال بالمئوية اعتقاداً منه أن ما من إنجازات يستحق أن نحتفل بها بغض النظر عن تغيب هؤلاء عن الإطلاع كما هو تغيبهم عن العمل والجهد كذلك  هو تصغير ما حقق ليبدو لهم بصورة مصغرة لا يكادوا  يرونها ، ولا نستطيع لوم هذه الفئات، ففعلياُ نحن لا نسلط الضوء على الإنجازات بالقدر الذي يسلط على كل عثرة بهدف جذب الأفراد واستعطافهم فسادت السلبية جميع المنصات من مواقع تواصل إجتماعي أو منصات إعلامية ،وحتى الصالونات لم تتغير أصداء الأحاديث السلبية عنها منذ سنين حتى تسللت هذه السلبية كسم بيننا لتهاجم فكر البعض ،فما عدنا نرى أي بذرة إنجاز في واقعنا إلا أنها موجودة ،ولكن الوصول لخبرها صعب ،فلا مشاعر تشد الساحات لتمجيدها ،فالسلبية فينا  توهمنا بأننا  لا ننجز إلا بالمثالية ، والمثالية وضع خارج الطبيعة أما عن أحقية الأردني بهذا الاحتفال هي أحقية شرعية وواجبة على الأقل هي كذلك لصاحب كل إنجاز حققه بارتفاع منحنى الجهد الملحوظ الذي حققه لليوم ،فإنجاز هذا الوطن باستمراريته وبمقاومته وبجهده الذي يتسارع للمضي نحو الغراس .