ماذا حلَّ بالصحفية التي كشفت عن تفشي كورونا بووهان

11 ديسمبر 2020
ماذا حلَّ بالصحفية التي كشفت عن تفشي كورونا بووهان

وطنا اليوم:قال محامي الصحفية الصينية، تشانغ زان، التي اعتُقلت بسبب تقاريرها عن تفشي وباء كورونا في مدينة ووهان، والتضييق على عائلات الضحايا من طرف السلطات في بكين، إن موكلته المضربة عن الطعام وُضعت في القيود وتتعرض للإطعام القسري عبر أنبوب تغذية، وذلك وفق ما نقلته صحيفة The Times البريطانية في تقرير لها، الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول 2020.
“تشانغ زان” كانت قد سافرت إلى ووهان التي كانت بؤرة تفشّ لفيروس كورونا في شهر فبراير/شباط الماضي لترى بعينيها وتنقل مباشرة ما كان يحدث على الأرض، وسط الشكوك الحاضرة وقتها بأن السلطات الصينية كانت تتستر على خطورة تفشي المرض.
إذ قامت من هناك ببث تقارير ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرةً فيها إلى تضييق السلطات على عائلات الضحايا، كما زارت مواقع حساسة مثل المستشفيات ومحارق الجثث.

اعتقال وتعذيب

اختفت الصحفية الصينية من ووهان في مايو/أيار الماضي، قبل أن يكتشف لاحقاً أنها معتقلة في شنغهاي، بتهمة “افتعال الخلافات وإثارة الاضطرابات”، وهي تهمة لا تنفك السلطات الصينية تستخدمها على نحو متزايد ضد النشطاء والمعارضين، وبناءً على تلك التهمة، قال ممثلو الادعاء أمام المحكمة الشهر الماضي، إنها ينبغي الحكم عليها بالسجن لأربع أو خمس سنوات.
كانت تشانغ، البالغة من العمر 37 عاماً، قد بدأت إضراباً عن الطعام في سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجاً على احتجازها.
يقول محاميها تشانغ كيكي، بهذا الخصوص، إنه زارها يوم الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول، وإنها كانت مقيدةً بحزام مربوط حول خصرها لمنعها من تحريك يديها، وقد أخبرته أنها رُبطت بالحزام بعد أن حاولت مؤخراً نزع أنابيب التغذية التي أُدخلت قسراً في أنفها وفمها.
كما كتب المحامي عبر حسابٍ إلكتروني نقلت عنه المدونة الصينية لشبكة حقوق الإنسان، المعنية بكشف انتهاكات حقوق الإنسان في الصين، أن موكلته مجبرةٌ على ارتداء الحزام الذي يقيد حركتها 24 ساعة في اليوم وأنها تحتاج إلى المساعدة لمجرد الذهاب إلى الحمام.

أسئلة قادتها للسجن

قالت تشانغ لمحاميها إنها تعاني الدوار والصداع وآلاماً في معدتها وفمها وحلقها، وأخبرته أنها لن تتوقف عن الدعاء بإطلاق سراحها، وأنها لن توقف إضرابها عن الطعام، على حد قول المحامي.
كانت تشانغ قد نشرت تقارير وبثت مشاهد مباشرة من ووهان على تطبيق “وي شات” WeChat وموقعي فيسبوك وتويتر، وقد شمل ما نشرته أدلةً على محارق جثث تعمل طوال الليل للتخلص من الجثث مع ارتفاع أعداد الوفيات بالفيروس.
إذ صرحت في أحد مقاطع الفيديو التي نشرتها: “المشكلة الحقيقية التي تواجهها بلادنا هي التستر على كل شيء”.
كما تجرأت تشانغ على طرح أسئلة من قبيل: “لماذا لا تمنح الحكومة الناس الأشد فقراً معدات الوقاية الشخصية بدلاً من استخدام كل مواردها لتقييد الحريات الفردية؟”.
في المقابل، تصر السلطات في الصين على أنها انخرطت على الفور في مواجهة الفيروس خلال الأسابيع الأولى الحرجة وتنكر أي تستر على حالات مبكرة، كما تقطع الحكومة الصينية الطريقَ أمام أي تحقيق مستقل في مصدر الفيروس.

قمع لإسكات الأفواه

من جانبها، قالت مجموعة “المدافعين الصينيين عن حقوق الإنسان”، الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول، إن “الصحفية تشانغ زان واحدة من أربعة أفراد ألقت الشرطة الصينية القبضَ عليهم؛ على أثر منشورات وتعليقات بشأن وباء كورونا، وقد حُرم الأربعة من أبسط حقوقهم الأساسية مثل التواصل مع محامٍ أو الحماية من التعذيب”.
فيما تضم قائمة المنتقدين، الملياردير الصيني رِن زهيكيانغ، قطب العقارات الذي كتب منشوراً على الإنترنت في مارس/آذار الماضي، يقول فيه: “يعرف الصينيون أن هذا الوباء وكل هذه المعاناة التي جلبها علينا، رغم أنها لم تكن حتمية، سببها المباشر هو هذا النظام الذي يحظر بكل ما يملك حرية الصحافة والتعبير”.
لكن رجل الأعمال الصيني ما لبث أن اختفى عن الأنظار، وفي سبتمبر/أيلول، أصدرت محكمة في بكين حكمها على رِن، البالغ من العمر 69 عاماً، بالسجن 18 عاماً بتهم الفساد والرشوة والاختلاس.