ونحن في مئوية الدولة : التاريخ السياسي للحكومات الاردنية كمصدر غني

7 ديسمبر 2020
ونحن في مئوية الدولة : التاريخ السياسي للحكومات الاردنية كمصدر غني

بكر خازر المجالي

هناك أكثر من محطة على درب مئوية الدولة الاردنية ، وقد احتفلنا في أول هذه المحطات وهو وصول الامير عبدالله بن الحسين الى معان يوم 21 تشرين الثاني 1920 بهدف أن يبقى مشروع النهضة العربية قائما وان تبقى راية الملك فيصل ملك المملكة العربية السورية مرفوعة ،ورفع سموه راية الجهاد لاستعادة عرش سوريا ، وهذا السبب الذي دفع بأحرار العرب خاصة أعضاء حزب الاستقلال بالقدوم الى معان لاسناد الامير عبدالله في حملته لأنهم كانوا يبحثون عن قائد وعن قاعدة لنضالهم .

بعد أن دخل الامير عبدالله الى معان في 2 آذار 1921م بدأت التحضيرات لتشكيل اجهزة الدولة وفق ما يتوفر من جنود وفرسان ودرك ، وكذلك من سياسيين اغلبهم من أعضاء حزب الاستقلال .

فتشكلت أول حكومة اردنية في 11 نيسان 1921 ، وهي حكومة اردنية على الارض الاردنية وفيها اردني واحد هو علي خلقي الشرايري والذي بسببه اضطرت الحكومة للاستقالة واعادة تشكيلها بنفس الرئيس مع استبعاد علي خلقي. من هنا نبدأ القراءة في تاريخ الحكومات الاردنية في ظل مئوية الدولة . ثم توالت الحكومات الاردنية التي سيطر عليها حزب الاستقلال وتشكلت الحكومات الاربع التالية بلا أي وزير أو ناظر أو مشاور أردني ، وكان هدف هذه الحكومات ادارة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي لسوريا والتواصل مع الثوار هناك ، فمعظم أعضاء هذه الحكومات هم سوريون ، وكان الاردني الوحيد مع حزب الاستقلال هو علي خلقي الشرايري ، وكان يواجه رفضا من قبل بريطانيا وبضغط من فرنسا لأن يكون في اي حكومة اردنية بسبب انه مطلوب لفرنسا ومحكوم بالاعدام لديها .

ثاني اردني في الحكومة السادسة

شكل حسن خالد ابو الهدى حكومته السادسة باسم مجلس النظار ، ودخل لثاني مرة وزير شرق أردني هو علي خلقي الشرايري واستلم منصب ناظر المعارف، ثم استقالت الحكومة ولم يعد علي خلقي الى الحكومة الجديدة بل لأول مرة يتم استعارة ثلاث شخصيات فلسطينية لتدخل في الحكومات الاردنية بدءا من حكومة حسن خالد ابو الهدى الثامنة ،وهؤلاء هم حسام الدين جارالله وعبدالرحمن غريب ورضا توفيق فلسطيني وهو من أصل تركي ، مع استثناء اهل شرق الاردن .

وانتظرنا الى ما بعد صدور القانون الاساسي وانتهاء انتخابات المجلس التشريعي الأول ، وتشكيل حكومة حسن خالد ابو الهدى في 17 تشرين الاول 1929 ، وحسب القانون الاساسي فان رئيس الوزراء هو نفسه رئيس المجلس التشريعي ،ومن التعليمات أن يدخل اعضاء من المجلس التشريعي في الحكومة ، وبما أن كل أعضاء المجلس التشريعي هم شرق اردنيين فقد دخل اثنان منهم في هذه الحكومة هما : عودة القسوس من الكرك وسعيد المفتي من عمان ( شركسي ) ، ودخل أول وزير من الطفيلة هو فرحان شبيلات في حكومة سعيد المفتي رقم 31 بتاريخ 22 أيار 1956، ثم ليشكل هزاع المجالي كأول شرق أردني يستلم منصب رئيس وزراء حكومته رقم 32 بتاريخ 15 كانون الاول 1955 .وكانت الحكومات خلال فترة المجلس التشريعي ذات رقم واحد محدد هو 6 وزراء . (للعلم أول استخدام للقب وزير كان يوم أن شكل توفيق ابو الهدى حكومته الاولى بتاريخ 28 أيلول 1938م ) .ثم ليدخل أول وزير من معان هو عمر مطر كوزير للداخلية في حكومة ابراهيم هاشم الثالثة الى جانب فلاح المدادحة .

هنا نلقي الضوء على بدايات الدولة الاردنية من خلال الحكومات ، ونلحظ ان بدايات الدولة الاردنية هي قومية عربية تتصل بقضايا الامة ، ولعل في كلمة المغفور له الملك عبدالله الاول يوم ان غادر معان بتاريخ 28 شباط 1920 عنما قال ” لا اريد منكم من يعتزي الى اقليمه ، فالبلاد العربية كلها بلاد هي بلاد كل عربي ” لعل فيها ترجمة لهذا المعنى متوافقا مع فكر حزب الاستقلال .

تاريخ الحكومات الاردنية غني بالاحداث والمواقف ، وهناك مواصفات لحكومات ادت دورا مفصليا في تاريخ الدولة ، ويمكن اطلاق اسماء على بعض الحكومات كأن نقول حكومة حلف بغداد ، أو حكومة التعددية السياسية الاشتراكية ، أو حكومة الفدائيين وهذه تسمية اطلقها المغفور له الملك الحسين على حكومة عبدالمنعم الرفاعي عام 1970، وهناك تسميات اخرى ترتبط بأحداث بعينها .

والقصد هو فتح ابواب الدراسة والبحث في تاريخنا “وقد بلغنا المائة “من خلال التاريخ السياسي للحكومات الاردنية التي وصلت الان الى 102 حكومة .