“حكومة الخصاونة” تزاحم إعلامي يُعيق التنسيق واشتباك الأشغال بتداخل الاختصاص

1 ديسمبر 2020
“حكومة الخصاونة” تزاحم إعلامي يُعيق التنسيق واشتباك الأشغال بتداخل الاختصاص

نضال ابوزيد

بعد شهرين من عمر حكومة الخصاونة، يبدو أن مشهد التزاحم الاعلامي الذي تشهده الشاشات الأردنية بين وزراء طاقم الخصاونة أصبح ملفتاً للانتباه، حتى بات بعض أركان الطاقم الوزاري يتنقل بين محطات التلفزه من مقابلة إلى أخرى، والبعض الاخر باتت الكاميرات ترافقه في كل مشاهد الاستعراض التي باتت السمه الرئيسه للطاقم الحكومي، فيما الخصاونة لايزال قليل الكلام بعيدا عن الاضواء يقود طاقمه من الخلف.

ثمة تزاحم بدا واضحاً على حالة استعراضيه أصبحت ملفته للشارع، حيث يقفز بعض الوزراء من زاوية تصويرية إلى أخرى والاضواء تصاحب تحركات بعضهم بطواقم اعلامية خاصة حتى لاينفلت الخبر عن إطار ما أراده مكتب الوزير، فيما بات ظهور بعض الوزراء مملا للشارع دون إنجازات تذكر ولا إنتاج يسجل ينعكس على واقع الحياة اليومية، في مشهد يشير إلى أن الطاقم الحكومي جاء مكتنزاً بأن الكاميرات هي وسيلة التلميع متناسياً بذلك أن الشارع أصبح يدرك ويرصد كل صغيرة وكبيرة ووسائل التواصل الاجتماعي لا تترك لا شاردة ولا وارده.

يحاول البعض من وزراء الطاقم القفز مجدد في صدارة المشهد، في مقاربة تبدو غير مهنية، حيث التزاحم اعاق التنسيق والحركة مرتبكة بين وزارات حكومة الخصاونة، ثمة تداخل في الاختصاص عكسه التسابق إلى الشاشات، حيث عمق تصريح وزارة الأشغال مفهوم التداخل والتشابك في الاختصاصات وقلة التنسيق بين الوزارات، والذي أشارت فيه الوزارة إلى أن اي جهة غير مخولة بالحديث عن العطاءات والمشاريع، وهنا تبدو المقاربة مقصودة حيث تحاول وزارة الأشغال كبح جماح تصريحات احد الوزراء من باب العزل والاختصاص في الواجبات، وعدم القفز على اختصاصات هي خارج صلاحيات وزارته.

يبدو أن الفارق في الخبرة أصبح ملموساً في أركان حكومة الخصاونة، ويبدو أيضا ان الهاله الإعلامية التي رافقت بعض الوزراء قد اغرتهم واغراقتهم باندفاعه غير محسوبة بدقة بين البوصلة السيادية والبوصلة الشخصية، وثمة مؤشر أصبح واضح يتصاعد طردياً كلما زاد الحديث عن تعديل أو ترشيق وزاري محتمل قد يرافق او يسبق انعقاد جلسات مجلس النواب لمواجهة مشهد طرح الثقة بالحكومة، كلما زاد مشهد الحضور الاعلامي لبعض الوزراء تجنبا لخطر الابعاد، بالمحصله تدافع بعض الوزراء نحو الإعلام وطرق باب مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني قد خلق مشهد مرتبك اعاق الحركة واربك مطبخ القرار الوزاري، حتى بات الشارع يسمع جعجعه ولا يرى طحين.