“موديرنا” تنشر نتائجها النهائية لتجارب لقاح كورونا

1 ديسمبر 2020
“موديرنا” تنشر نتائجها النهائية لتجارب لقاح كورونا

وطنا اليوم – أكدت النتائج النهائية لتجارب لقاح شركة Moderna الأميركية المضاد لفيروس كورونا، أن فاعليته تصل إلى 94%، وأن من حصلوا على اللقاح لم يُصب أيٌّ منهم بأعراض شديدة للمرض، وفق ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية عن الشركة، أمس الإثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وتستعد لتمرير بياناتها إلى الجهات التنظيمية؛ من أجل الحصول على تصاريح للقاح كورونا.

بحسب الصحيفة، فإن الشركة تُعد لتقديم بياناتها إلى الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة؛ من أجل الحصول على تصريح طارئ للقاح كورونا، فيما من المتوقع أن تنظر إدارة الغذاء والدواء الأميركية في أمر التصريح خلال اجتماع الـ17 من ديسمبر/كانون الأول، وفقاً للشركة.

النتائج النهائية: وتضمنت تحليلات Moderna بالمرحلة الثالثة 30 ألف شخص شاركوا في التجارب داخل الولايات المتحدة، ولم يمرض منهم سوى 196. فيما تدهورت حالة 30 منهم، ولكن لم يمت سوى شخص واحد فقط.

وشارك في التجارب كثير من الأشخاص ضمن الفئات الأكثر عرضة للخطر، بينهم سبعة آلاف شخص أكبر من 65 عاماً، وخمسة آلاف شخص من الشباب المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والسمنة المفرطة وأمراض القلب.

كما شملت الدراسة 11 ألف شخص من ذوي البشرة السمراء، والآسيويين، ومجتمعات الأقليات العرقية، وفقاً للشركة التي قالت إن نسبتهم تصل إلى 37%، وهي نسبتهم نفسها في السكان الأميركيين.

وتضمن التحليل النهائي 33 من البالغين الأكبر سناً، و42 شخصاً من الأقليات. وقالت الشركة إنها لم ترصد أي أعراض جانبية خطيرة. وكانت أكثر الأعراض الجانبية شيوعاً هي الصداع، والإرهاق، وآلام الذراع.

ولم تُنشر البيانات الكاملة للتجارب بعد، لكن ستُنشر في دورية علمية تخضع لمراجعة الأقران في الوقت المناسب، وفقاً لـModerna.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للشركة ستيفان رانيا، إن “هذه التحليلات الأوّلية الإيجابية تؤكد قدرة لقاحنا على منع كوفيد-19 بفاعلية تصل إلى 94.1%، والأهم من ذلك هو قدرته على منع حالات الإصابة الشديدة بالمرض”، كما أضاف: “نحن مؤمنون بأن لقاحنا سيمثّل أداةً قوية ربما تغير مسار هذه الجائحة وتساعد في الحيلولة دون حالات الإصابة الشديدة والنقل إلى المستشفيات والوفاة”.

إنتاج ضخم: ورغم صفقات قد عقدتها الشركة مع عدة أطراف في مختلف أنحاء العالم، فإن الولايات المتحدة ستحصل على اللقاح أولاً، إذ تقول الشركة إنها تتوقع توفير 20 مليون جرعة من لقاحها جاهزة للاستخدام داخل الولايات المتحدة بحلول نهاية العام الجاري.

ولكن الشركة قد أكدت أنها في طريقها إلى تصنيع ما يتراوح بين 500 مليون ومليار جرعة حول العالم خلال عام 2021.

وعلى غرار لقاح Pfizer/BioNTech، استخدمت Moderna تقنية الحمض النووي المرسال لتطوير لقاحها، الذي تضمن الشيفرة الجينية للفيروس وليس جزءاً ميتاً أو ضعيفاً منه، وهو ما ضمِن نتائج مبهرة للقاحين ومتقاربة للغاية، حيث حقق لقاح Pfizer في بياناته النهائية فاعليةً تصل إلى 95%.

وبذلك تصير Moderna ثالث شركة تمرر بياناتها إلى الجهات التنظيمية من أجل الحصول على التصاريح، بعد لقاحي Pfizer وجامعة أكسفورد بالتعاون مع AstraZeneca.

ويتمتع اللقاح البريطاني بنسبة فاعلية تصل إلى 70% إجمالاً، رغم أن بعض المتطوعين الذين حصلوا على جرعةٍ أقل وصلت الفاعلية لديهم إلى 90%، فيما سيجري اختبار تلك النتائج داخل الولايات المتحدة، وسط مخاوف من أنها قد تكون مرتبطة بالمتطوعين الأصغر سناً ولا تتجاوز أعمارهم الـ55 عاماً.

الأنظار نحو “موديرنا”: الإثنين الماضي، أعلنت شركة موديرنا لتصنيع الأدوية، أن لقاحاً طورته للوقاية من الإصابة بمرض “كوفيد-19” يعتبر سهل الاستخدام والحفظ والنقل، ضمن درجات الحرارة الطبيعية لأجهزة البراد، ويمكن تخزينه لمدة ستة أشهر في حرارة (-20 درجة مئوية).

بينما يواجه لقاح فايزر تكاليف مرتفعة في الحفظ والنقل مرتبطة بدرجات الحرارة المتدنية التي تصل إلى (-70 درجة مئوية)؛ للحفاظ على استقرار مكونات المادة الفعالة فيه، لحالات التخزين لفترة تتجاوز خمسة أيام.

يرتكز لقاح “موديرنا” على تكنولوجيا حديثة، تقوم على إدخال تعليمات وراثية إلى الخلايا البشرية، لتحفيزها على إنتاج بروتين مطابق لبروتين فيروس كوفيد-19، وإحداث استجابة مناعية ضدّ هذا البروتين.

وفي حال ظلت النتائج مبهرة كما هي في التجارب، فيمكن أن يتفوق لقاح “موديرنا” على نظيره في شركة فايزر.