ويح قومي لمن يقرأ…!

14 مايو 2022
ويح قومي لمن يقرأ…!

بقلم :سهل الزواهره

ويحَ قومي لو يعلمون على أيِّ درجات سُلم اللُعبة أضحى نردنا المُزور و كم هي كثيرة تلك الحيات التي تترصدنا مع كل طالعة نور لتهوي بنا إلى أدراكٍ سُفلى أُعدت زنازينها الضيقة لتحجُر على أحلامنا الساذجة بأمل في وطن مُنصِف مُنصَف يشمخ سيادة متجاوزًا موائد السفراء و خُطب الولاء، مُحلقًا مُرفرفًا بعلمه الذي أضحى قماشه لباسًا و دثارًا لغيلان غريبة لا يجمعها إلا لؤم المصلحة و عبث الولدان، و وادي خصب أجدَبَ و غدا بِجهاته الأربع كشِعبِ أبي طالب لا يدخل إليه النسيم الا مُعتلًا مُلوثًا يحملُ في ذراته بُذور التيئيس و التسليم بأمرٍ واقع خَط بُنوده المُجحفة أبو الحكم و الملأ من أهل دار الندوة المسلوبة.
ويح قومي شغلتهم معارك الفُتية بين جاز و ما جاز و يضيع تحت غبار تلك الملاحم المُصطنعة ألف شيرين ودُرة و يبقى لصُ الدجاج الغاصب يتسلى على ريشنا الوثير و لحمنا الني الوفير مَسنودًا بعالم اكتنز دجلًا و محاباةً يُدين الدم و يُبارك السكين و يتباكى نصف لحيظة بخجل و دموع لا ملوحة فيها و لا عبرة على مآسينا الخالدة التي بنتها أيدينا دون أن نشعر أو نتدارك ،بل نكتفي ببلاهة بحك رؤوسنا المخمورة عجبًا من مقدار قيمتنا و وزننا بين الأُمم و فاتنا أننا فرقتنا البسوس وجلست على صدورنا تحكمنا و تسوس، و تلكمنا ليل نهار، غربتنا و شرقتنا و شردت وحدتنا و أهلكت رقابنا سجودًا و التفاتًا تثبيتًا للكراسي و العروش الورقية التي أضحت تُفصَّلُ في عواصم ما وراء البحار و توزع على إبني ربيعة كل حسب ولاءه و كنانته التي يرميها في صدر أخيه و قومه.
ويح قومي نامَ نواطيرهم وطال و استنسر بُغاثهم وصال متبخترًا وجال منتفخًا يعبثُ بالأجيال و الآمال و يتفنن في تلقيننا بالتجويع و الترويع أُصول الخنوع و التطبيل و تمجيد الوُد و اليغوث و تشريبنا الخوف على ما لا يُخاف عليه و لا يُخشى، و كأننا خلُقنا لنُساق أُسارى و تُساق عقولنا سبايا مُرهَقة إلى مذبحها العتيق لتُنحر و تُغسل و يعاد بثها من جديد في فضاء مَوبوء لا حرارة فيه فتثور و لا قلم فيه فينطق …