الشريف حسين وفلسطين في كتابات الغربيين حتى نكون منصفين (2)

11 أكتوبر 2020
الشريف حسين وفلسطين في كتابات الغربيين حتى نكون منصفين (2)

 

  د. عادل يعقوب الشمايله

في رسالة من الرئيس الامريكي الراحل جون كنيدي الى مؤلف هذا الكتاب، قال: إنني اوافق تماما بان الانحياز الامريكي في الصراع العربي الاسرائيلي لجانب واحد، هو أمر خطير للولايات المتحدة وللعالم الحر.

“I wholly agree that American partisanship in the Arab-lsrael conflict is dangerous to both the United States and the Free World.” —John F. Kennedy in a letter to Alfred M. Lilienthal”

– هذا المقال يعتمد كتاب المؤرخ والمحلل Alfred M. Lilienthal ? THE ZIONIST CONNECTION: What Price Peace حيث قمت بترجمة مقاطع منه الى اللغة العربية، مرفقا بعد الترجمة النصوص باللغة الانجليزية كما هي في الكتاب الاصلي لمن اراد التحري.

-تضمنت نصوص اعلان بلفور تعهدا بحماية الحقوق المدنية والدينية لسكان فلسطين من غير اليهود (المقصود العرب). غير أن الضمانات التي تم إضافتها لاحقا من قبل الكوماندر البريطاني هوقارث نيابة عن الحكومة البريطانية، كانت اكثر اهمية لانها نصت على الحقوق السياسية والاقتصادية للسكان العرب. وكان هوقارث قد أُرسِل الى مدينة جده للقاء الشريف حسين ليبلغه ” أنه فيما يتعلق بفلسطين فإن الحكومة البريطانية مصممة على أن لا يهيمن فيها فريق على آخر، وأن السماح بهجرة اليهود الى فلسطين سيكون مُقيدا بعدم المساس بحرية السكان الحاليين وحقوقهم الاقتصادية والسياسية.

-إستنادا لرواية هوقارث، فإن الشريف حسين كان موافقا على أمرين. الاول: السماح بهجرة لاجئين يهود من بين الذين يتعرضون للاضهاد وسوء المعاملة والتمييز في الاقطار التي يعيشون فيها (الى البلاد العربية بشكل عام) كملجأ آمن. الثاني حرية وصول اليهود الى اماكن العبادة المقدسة عندهم . لكن الشريف حسين رفض الموافقة إطلاقا على إنشاء دولة مستقلة لليهود. ويضيف هوقارث، أنه لم يكن لديه تعليمات لتنبيه الشريف وتحذيره من هذا الموقف، نظرا لأن الحكومة البريطانية لم تفكر أصلا بقيام دولة لليهود.

– كتب هيقارث في مقدمة كتاب ” فلسطين بلاد الاديان الثلاث” لمؤلفه فيليب جريفز ” أن الروح الوطنية المتأججة لدى العرب في فلسطين، لم يكن من الممكن تجاوزها وتضمين اعلان بلفور أي وعود لها آثار سياسية مستقبلية”. واضاف، بأن الحكومة البريطانية لم تدرك في عام 1917 حقيقة الوضع في فلسطين، وأنها مسكونة من العرب الذين لهم عاداتهم وطموحاتهم، والذين لا يمكن أن يقبلوا ان يتم تحريرهم من الاستبداد التركي ليقعوا تحت استبداد جديد.

– اليهود من جانبهم، كانت آمالهم معلقة على انتصار الحلفاء. وفي غضون فترة الانتظار لحين انتهاء الحرب وظهور نتائجها، كانوا يحاولون تطمين العرب وازالة مخاوفهم من مآلات وعد بلفور على حقوقهم. وبشكل مواز، سعى ناحوم سوكولو لاسترضاء اليهود “المعارضين لوعد بلفور” من خلال إنكار نية الصهاينة إنشاء دولة لليهود في فلسطين. من جهته، نفى حاييم وايزمن وجود مخططات لدى اليهود لترحيل عرب فلسطين من اراضيهم. واضاف، أن الاشاعات حول هذا الموضوع ناجمة عن سوء فهم من جانب العرب، وعن تحريض من قبل اعداء اليهود. كما قام وايزمن بزيارة لمعسكر الشريف فيصل بن الحسين قرب العقبة، ليعيد أمامه نفس التصريحات بأن ليس في نية اليهود ولا في مخططاتهم إقامة دولة لهم في فلسطين. وقد تمت زيارة وايزمن لفيصل قبيل توقيع اتفاقية لندن بين الطرفين في شهر كانون ثاني من عام 1919.

– توصل موقعا اتفاقية لندن وهما فيصل بن الحسين وحاييم وايزمن، الى قناعة بضرورة تعاونهما لاعادة بناء فلسطين. إلا أن الشريف فيصل، “قام بكتابة تحفظ بخط يده” على الوثيقة المطبوعة طباعة، مفادها بأن تنفيذ ما وافق عليه مع حاييم وايزمن مرهون بوفاء الحكومة البريطانية بوعودها والتزاماتها مع والده وخاصة حصول العرب على دولة مستقلة. هذا التحفظ المكتوب بخط يد فيصل، أغفله مناحيم بيغن عندما اشار الى اتفاقية فيصل ووايزمن في خطابه أمام الكنيست بحضور أنور السادات خلال زيارته للقدس.

-أعلن الملك حسين بن علي تخليه عن صداقة بريطانيا، لانها حنثت بوعودها له ، وظل مصرا على هذا الموقف بعد نفيه وحتى لحظة وفاته، بالرغم من أن بريطانيا قد نصبت ابنه فيصل ملكا على سوريا اولا، ثم ملكا للعراق بعد أن اخرجته فرنسا من سوريا. ونصبت إبنه الثاني عبدالله ملكا على شرق الاردن.

– في عام 1939 حاولت الحكومة البريطانية ايجاد صيغة لإنهاء النزاع العربي – اليهودي، فقامت باجراء مباحثات مع ممثلي الطرفين، وأشركت مندوبين عن زعماء العالم العربي الى جانب عرب فلسطين. بعد مراجعة اللورد فنسنت كالديكوت لمراسلات الشريف حسين واللورد مكماهون، إعترف بأن وجهة النظر العربية تبدو أقوى واوضح مما كانت تتصوره القيادة في لندن. وبناءا عليه، اوصت اللجنة التي كان يشارك فيها مع الممثلين العرب، بأن حكومة صاحبة الجلالة البريطانية لا تملك حرية التصرف بفلسطين دون احترام رغبات ومصالح سكانها الاصليين.

-كان انعقاد المؤتمر فرصة تاريخية للكشف للرأي العام، ولاول مرة، الرسالة التي ارسلها هوقارت (الذي سبق الاشارة اليه اعلاه) للشريف حسين قبل واحد وعشرين عاما. تلك الرسالة التي تضمنت التفسير الرسمي لاعلان بلفور بعد فترة قصيرة من اطلاق الاعلان بصيغته النهائية.

-اوضح التقرير الابيض لماكدونلد بعد زيارته لفلسطين عام 1939 أن الضبابية في عبارة ” وطن قومي لليهود” التي هي صلب اعلان بلفور، هي المسبب الرئيس لحالة عدم الاستقرار والعنف بين اليهود والعرب. وقد أكد التقرير الابيض على التفسير الذي بينه تشرشل عام 1922 نيابة عن الحكومة البريطانية “بأنه لن يتم في أي وقت من الاوقات اخضاع واقصاء السكان العرب، ولا التعرض للغتهم وثقافتهم…. وأن السياسة البريطانية لا تتضمن أي توجه لانشاء دولة يهودية في فلسطين، انسجاما مع قرار الانتداب الذي منحته الامم المتحدة لبريطانيا على فلسطين، والتعهدات التي سبق وأن التزمت بها بريطانيا بأن العرب لن يخضعوا لسلطة دولة يهودية رغما عنهم. ذلك ان الهدف المنشود هو انشاء “دولة فلسطينية” يكون فيها العرب واليهود مواطنين متصالحين كما هو حال الاسكتلنديين والبريطان في بريطانيا

-While the safeguarding clauses in the Balfour Declaration protected the “civil and religious” rights of the Arab communities in Palestine, it was the promise delivered by Commander D. G. Hogarth that protected the “political and economic” rights. The British archaeologist had been sent to Jedda a few weeks after the promulgation of the Balfour Declaration to reassure Sharif Hussein that “as far as Palestine is concerned we are determined that no people shall be subjected to another” and that the return of the Jews to Palestine was to be permitted but only “insofar as compatible with the freedom of the existing population, both economic and political.”

-According to Hogarth’s own account, Hussein was willing to welcome Jews to all Arab lands but would not accept an independent Jewish state. Nor was I instructed to warn him ,” continued Hogarth, that such a state was contemplated (considerd ) by Great Britain.” Hussein assented both to Jewish settlement in Palestine as a refugee-haven from persecution and to free access to the Holy places. Writing later in an introduction to Graves, Palestine: The Land of the Three Faiths, Hogarth noted that the spirit in which nationalism was preached to the Arabs could not be reconciled with any political implications read into the Balfour Declaration. It was not realized, he stated, by our government of 1917 how far it [Palestine] was a settled land in occupation of a people Arab in tradition and hope, which had not been oppressed so greatly by the Turks as to welcome liberation at the price of a new subjection.”

-The Zionists, whose own hopes now rested on Allied victory, also attempted to allay Arab fears regarding their ultimate designs. As Nahum Sokolow had calmed the doubts of the anti-Balfour Declaration Jews in 1917 by denying that Zionism had any intent to establish a state, so now Weizmann attempted to dispel the doubts of the Arabs. On April 27, 1918, he stated that Arab fears of being ousted from their present position indicated either a “fundamental misconception of Zionist aims or the malicious activities of our common enemies.” Weizmann visited Faisal in his camp near Aqaba and gave the Arab leader assurances that Zionism was not working for the establishment of a Jewish government in Palestine. This meeting was a forerunner to the London agreement between Faisal and Weizmann, signed early in January 1919, in which full cooperation was pledged toward joint efforts in the upbuilding of Palestine. But Faisal consented with a stipulation inscribed by him on the text of the agreement he signed, conditional upon the fulfillment by Great Britain of her pledges respecting Arab independence. (In his Knesset speech on November 20, 1977, following President Sadat’s address, Prime Minister Menachem Begin referred to the agreement but totally ignored the Faisal condition, the non-fulfillment of which as to Palestine vitiated the agreement.)

-Hussein, whose sons Faisal and Abdullah were destined (intended, designed) to sit upon thrones created by the British in Iraq and in Transjordan, rejected to his last days friendship with Britain, on the grounds that the promise of Arab independence in Palestine had been broken.

-At the London Conference of 1939 the British government sought to end the strife and consulted separately with representatives of the Arabs, both of Palestine and other Arab countries, and then with Jewish leaders. During his participation in this Conference, the Lord Chancellor, Vincent Caldecot, upon examining the McMahon-Hussein correspondence, admitted that the Arab point of view proved to have greater force than had appeared heretofore. The Committee on which the Lord Chancellor served with Arab delegates unanimously reported that “His Majesty’s Government had not been free to dispose of Palestine without regard for the wishes and interests of the inhabitants of Palestine.”

-The occasion of the London Conference served to make public for the first time the Hogarth message to King Hussein of twenty-one years previous, which contained the official interpretation of the Balfour Declaration shortly after its final drafting. The MacDonald White Paper of 1939 pointed to the ambiguity in the expression “a national home for the Jewish people” as the fundamental cause of unrest and hostility between Arabs and Jews. Affirming the 1922 interpretation given by Colonial Secretary Churchill that the government “at no time contemplated the subordination of the Arabic population, language, or culture in Palestine,” this White Paper declared “it was not part of their policy that Palestine should become a Jewish State. . . . This would be contrary to their obligations under the Mandate, as well as to the assurances which have been given to the Arab people in the pact that the Arab population of Palestine should not be made the subjects of a Jewish state against their will.” The goal was described as an independent Palestine state within ten years, in which “Arabs and Jews could share in such a way as to ensure that the essential interests of each are safeguarded.” In such a Palestinian state, it was envisioned that “Jews and Arabs would be as Palestinian as English and Scottish in Britain are British.”

-The British Prime Minister was firmly reminded that “the British and their allies would be making the wrong choice between a friendly and peaceful Arab world and a struggle to the death between Arabs and Jews if unreasonable immigration of Jews to Palestine is renewed. In any case the formula must be arrived at by and with Arab consent. (Italics added.)