مزارعون : هذا أسوأ موسم زيتون منذ 25 عاماً

29 نوفمبر 2020
مزارعون : هذا أسوأ موسم زيتون منذ 25 عاماً

وطنا اليوم:ينتظر مزارعو الزيتون بفارغ الصبر موسم قطف الثمار ليجنوا ما أنتجت أشجارهم من ثمار وزيت وليحصدوا موسمهم ويغطوا احتياجات أسرهم اليومية، والنفقات المترتبة عليهم.
طقوس خاصة ومميزة للموسم سواء أكان في الأردن أم في بلاد الشام، فهو الموسم الذي تجتمع به العائلة بلهفة ليجنوا تعب واهتمام عام كامل بأشجارهم لما لها من رونق خاص في حياتهم.
ويعتبر زيت الزيتون عنصرا مهما، ولا يكاد أي مواطن على ثرى الأردن يستغني عنه، هذا المنتج الوطني والعربي له خصائص بلاد الشام له أهمية وفوائد عديدة، وهو يدخل في قائمة غذاء كل افراد المجتمع، واساسي وليس له بديل على طاولة الفطور صباحا.
موسم الزيتون هذا العام لم يكن بالمستوى المطلوب كما يقول مزارعون ومختصون، وزادت أعباءهم ثقلا مع جائحة كورونا.
المزارع عبدالمجيد البربراوي قال: إن الموسم الحالي الأسوأ من حيث كمية إنتاج الزيت، مبينا أن السبب في ذلك كان الجفاف، وموجات الحر التي أثرت على رطوبة التربة، إضافة إلى تأخر الموسم المطري.
ومن ناحية كمية إنتاج الزيت هذا العام بالنسبة لمزرعته أشار إلى أنها أنتجت لكل 140 كيلو زيتون، 16 كيلو زيت.
ومن ناحية الازدحام في المعاصر علل البربراوي أن السبب يكمن في خوف الناس من إعلان حظر تجول كامل إضافة إلى الانتظار لقطف ثمار الزيتون بعد المطر الذي تأخر الموسم الحالي.
ودعا البربراوي وزارة الزراعة إلى العمل على حملة رش تشمل جميع أشجار الزيتون في المملكة لافتا إلى أن الرش الفردي للمزارع لا يعطي نتيجة في حال لم يقم المزارع المجاور بالرش أيضاً لأن أغلب الأمراض والآفات التي تصيب الزيتون تنتقل بالعدوى.
المزارع قاسم قوقزة اتفق مع البربراوي، وقال: “لم أشهد أسوأ من الموسم الحالي في إنتاج زيت الزيتون منذ 25 عاما”.
وعلل ذلك بموجات الحر الشديدة التي شهدتها المملكة في فصل الصيف الماضي.
وأوضح قوقزة أن مزرعته أنتجت لكل 150 كيلو من ثمر الزيتون، 16 كليو من زيت الزيتون.
وبالنسبة لسعر البيع بين قوقزة أن السعر الحالي خاسر إذ إنه يبيع التنكة بـ62 دينارا نتيجة الإقبال الضعيف من المواطنين مشيراّ إلى أن تكلفتها عليه تقارب 65-70 دينارا.
واتفق معهم مزارع رفض ذكر اسمه وقال أن الموسم الحالي شهد شحا في كمية الزيت واصفاّ نسبة الزيت بالسيئة، مقارنة بكمية الثمار الوفيرة.
وأضاف أن مزرعته والتي تقع في منطقة مرج الحمام وتحديداّ في وادي البحاث أنتجت لكل ما يقارب 180 كيلو من ثمر زيتون – 16 كيلو زيت.
وأشار إلى أن تكلفة تنكة الزيت على المزرعة تقارب 55 دينارا تتوزع ما بين أجور عمال، فواتير مياه، أجور نقل، أسمده، بدل عصر الزيتون.
وحمّل المزارع وزارة الزراعة المسؤولية مبيناّ أن الوزارة لم تنشر نشرات توعوية أو إرشادية الموسم الماضي بخصوص الزيتون.
المزارع باجس الرشود كان له رأي مختلف وقال إن نسبة إنتاج زيت الزيتون في الموسم الحالي لم تكن سيئة، واعتمدت على اهتمام المزارعين في أشجار الزيتون، ونوعية الزيتون.
وبين الرشود أن النسب متفاوتة حيث إن هنالك مزارع أنتجت لكل 100 كيلو من ثمار الزيت أو أقل؛ 16 كيلو زيت، وهنالك مزارع أنتجت لكل 200 كيلو من ثمار الزيتون: 16 كيلو زيت.
ومن ناحية إنتاج مزرعته قال الرشود إن الإنتاج كان أقل من الموسم السابق مشيراّ إلى أنه كان من المتوقع وذلك لقلة الاهتمام منه مقارنة بالموسم السابق.
وأشار الرشود إلى ضرورة التثقيف والإرشاد حول الفكر السائد عند بعض المواطنين والمزارعين “من أن شجر الزيتون لا يحتاج الماء في فصل الشتاء” منوهاّ أن أهمية الري في فصل الشتاء لا تقل عن فصل الصيف خصوصاّ في مناطق البادية.
ومن جهته مدير إحدى معاصر الزيتون محمد نصيرات قال: إن الموسم الحالي أفضل من الموسم السابق من ناحية كمية الزيتون ولكن أقل نسبة زيت من الموسم السابق.
وبين نصيرات أنه في المواسم السابقة كان كل ما يقارب 70 كيلو من ثمار الزيتون، ينتج 16 كيلو زيت، مشيراّ إلى أنه أنتج في الموسم الحالي لكل ما يقارب 110 كيلو من ثمار الزيتون 16 كيلو، معللاً ذلك بالتأخر في عقد ثمر الزيتون، وموجات الحر في فصل الصيف الماضي، واستعجال المواطنين لقطف الثمار.
وأشار نصيرات إلى أن الازدحام الحالي لم تشهده المعصرة منذ أربع سنوات، مبينا أن المواطنين استغلوا أيام الحظر الأربع بعد الانتخابات لقطف الثمار مما ساهم في الازدحام الحالي الذي تشهده كل معاصر المملكة.
وشدد نصيرات على أن المعصرة تلزم العاملين والمواطنين بارتداء الكمامات وتوفرها لهم، وتقوم بتعقيم المعصرة بشكل يومي.
ومن ناحية الإقبال أشار النصيرات إلى أن الإقبال “متدن” بسبب الوضع المادي الذي يعاني منه المواطنين وأضاف أن المعصرة تبيع تنكة الزيت بـ ٧٠ دينارا.
ودعا نصيرات المواطنين إلى التريث في قطف الثمر إلى ما بعد الأول من كانون الأول.
وقال النصيرات إن المعصرة تتقاضى 65 قرشا بدل عصر عن كل كيلو غرام من الزيت، بحسب التسعيرة المعتمدة من النقابة العامة لأصحاب المعاصر.
مدير مديرية الزيتون في وزارة الزراعة المهندس أسامة قطان اتفق مع المزارعين من حيث أن الموسم الحالي شهد نسبة إنتاج زيت متدنية مقارنة مع الموسم السابق، لكن الجودة كانت أفضل من الموسم السابق ولا يعتبر هذا الموسم الأسوأ من حيث نسبة الزيت.
وعلل قطان انخفاض نسبة إنتاج الزيت بموجات الحر التي شهدها الأردن خلال شهري آب وأيلول، والتي تزامنت مع فترة تكوين الزيت داخل الثمار مما أدى إلى انخفاض نسبة الإنتاج.
وفي سؤال عن دور الوزارة في التخفيف من المشكلة أو حلها، أجاب قطان أن الظروف الجوية لا يمكن التحكم فيها، والوزارة تنشر وترشد المزارعين إلى الري التكميلي في موجات الحر مما يساهم في تحسين نسبة الزيت، وخصائص الزيت، ويخفف من آثار درجات الحرارة على ثمار الزيتون.
وأضاف قطان أن وزارة الزراعة من خلال مديرية الإرشاد ومديرية الوقاية تقوم أيضا بعقد دورات للمزارعين حول كيفية وموعد رش شجر الزيتون لحمايته من الآفات الزراعية وتقوم في بعض الأحيان بتوزيع المبيدات والمصائد اللازمة لمحاربة هذه الآفات مما يساهم في ارتفاع نسبة الزيت والجودة.
وحول توقعات الإنتاج للموسم الحالي قال قطان: إن الوزارة أجرت عملية مسح إحصائي على مزارع الزيتون، وكان الرقم المتوقع 189 ألف طن من ثمار الزيتون، و 22-24 ألف طن من زيت الزيتون، مشيرا إلى أن كمية الإنتاج في الموسم السابق كانت 214 الف طن من ثمار الزيتون و 34 الف طن زيت زيتون.
من جهته نفى مساعد الأمين العام للتسويق الزراعي والجودة الدكتور أيمن السلطي إغلاق باب التصدير لزيت الزيتون وقال إن تصدير زيت الزيتون متاح حاليا، مضيفا أن أبرز الدول التي يصدر لها زيت الزيتون الأردني هي دول الخليج، والولايات المتحدة ويصدر إلى دول أخرى في العالم حسب الطلب.