في رثاء وصفي

28 نوفمبر 2020
في رثاء وصفي
قصيدة للشاعر ماجدالمجالي
لو الأشعارُ يا هزاعُ تشفي

غليلي أو لبث الحزن تكفي

لكنتُ جعلت أبحرها مداداً

وصغت قلائداً في وصف وصفي

ولكني أحترقت بنارِ عجزي

سما وصفي فلن يكفيه وصفي

فوصفي نصف أحلامي بأرضي

وثورة ُمصطفي بالشعر نصفي

فكيفَ أفرُ من نصفي ونصفي

يلاحقني ليذكي فيّ نزفي

أنا الاردنُ حرت بسوء حالي

وقد سلمتُ للعراف كفي

فراحَ يسومني ألماً وحزناً

وينذرني لشحططتي وخسفي

طريقي قال لي صعبٌ مريرُ

امامي الخصم والتطبيع خلفي

بنو أبن الكلب ما قتلوا طموحي

ولا كسروا برغم الجور أنفي

فراحَ يضجّ بي شعري بعذري

إذا انحرفوا وما حرّفت حرفي

أأفضي والجموع قطيعُ عجز ؟

وعمّن حالنا يخفى لإخفي

رؤوس عقارب أولى بسحقٍ

وشعر شواربِ أحرى بنتفِ

فكيف أطيقُ بينهمو حياتي ؟

أنا وبلادنا منفىً ومنفي

وما في منّهم منٌّ بظني

ولا في عفوهم عفوا بعرفي

لقد صفّوا بلادي افلسوها

وصبّوها بأرصدة المصفي

وقد صرفوا دماء الشعب نقداً

وما حفلوا بنحوي أو بصرفي

وأنت قريحتي والارض روحي

أعيذكِ بالثرى من أن تجفي

ألا فلتغرفي من نزفِ قلبي

معينكِ لا يضيقُ بكل غرفِ

فحب الحق أسرج لي جوادي

وانت التُرسُ ولأشعار سيفي

أرد به الخنا عما تبقى

من الاردن في العصر المسفِ

فخصخصةٌ ولصلصةُ وعهرُ

وثرثرةُ مغطاةُ بزيفي

وقبحُ ظل يتركنا لقبحٍ

وسخفٌ راح يسلمنا لسخفِ

أخاف على بلادي من بلادي

كأن قصورها شيدت لنسفي

فقد شدت على قططُ سروجها

وأين رؤوسهم من نعل وصفي