وصفي التل مشروع لم يكتمل..!

27 نوفمبر 2020
وصفي التل مشروع لم يكتمل..!

 

الدكتور أحمد الشناق

إغتيال الشهيد وصفي التل ، إغتيال لمشروع لم يكتمل بمشروع دولة العقل والخلق والإنتاج ونهج الحكم النظيف ، مشروع الوطن والهوية والأرض والإنسان .

وصفي بمراحل حكوماته تم تحقيق الإنجاز وبناء المؤسسات وإستغلال الثروات والموارد في خدمة الإنسان . وصفي يحرق ملفات الحزبيين والسياسيين ويقول لا يوجد أردني خائن ، ويستصدر العفو العام وتعود المعارضة من الخارج وتتبوأ مواقع في الدولة، ويزور السجون .

وصفي باب الحكومة المفتوح للمواطن ، والمحارب الشرس للشلل والصحبة والاصدقاء والجهوية والإقليمية الضيقة والمحسوبية والواسطة في مواقع المسؤولية .

وصفي رسّخ نهج حُرمة المال العام في إدارة شؤون الدولة .

وصفي آمن بالأردن وطن ، وأن موقع المسؤولية للأجلاء بما يستحقه الوطن . وصفي عاش تفاصيل الأردنيين بحياتهم ومناطقهم فكان يشبه الناس في وطنهم .

وصفي المجاهد الجريح على أرض فلسطين ، مشروع الوطن الفلسطيني والهوية الوطنية الفلسطينية والجبهة الثالثة المقاومة بالداخل الفلسطيني . وصفي طرح فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة بالضفة الغربية عام ٦٥ ، وادرك اطماع الحركة الصهيونية ومخططاتها بعد معركة السموع .

وصفي رفض دخول حرب ٦٧, غير موافقاً على توقيت الحرب وليس على مبدأ الحرب ، لمعرفته بالظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية ، وكان يؤكد أن الهزيمة والكارثة قادمتان لا محالة ، وأن الكارثة على الأردن ستكون بإحتلال الضفة الغربية والقدس ، الكارثة والهزيمة المسبقة كانت بوعي وصفي وبموقف وصفي ، لغياب الإستعداد العربي وغياب خطة عسكرية عربية وواقع سياسي عربي ، وبديل ذلك كان خطابات التهريج من بعض صبية الحكم العربية .

وصفي المشروع والإعداد والإستعداد لجبهة عربية ، فرضت عليه خوض معركة شرسة ضد التهريج والكذب والخطأ ولعبة كراسي الحكم كذباً وخداعاً وتهريجاً على فلسطين ، وكان يردد أنها معركة وسيكون ليها ضحايا .

وصفي مشروع قومي نضالي لحلم سوريا الكبرى ، فقاومته وتآمرت عليه قوى التهريج في المنطقة وخطوط عالمية ، لأنه العقل المقاوم للمشروع الصهيوني

ومخططات الحركة الصهيونية .

وصفي مشروع وطني أردني بدولة الأرض والإنسان والإنتاج لأردن قوي بأفق خندق لتحرير فلسطين ، وآمن بأنها معركة المصير .

وصفي حالة تاريخية بفهم حجم وخطورة المشروع الصهيوني ، وللقوى الطامعة بالأرض العربية ، وبفكر وصفي ، أنه لا تقل عنه خطورة حجم التهريج العربي وغياب خطة حقيقية على أرض الواقع لمواجهة المشروع الصهيوني ، وهو الذي عاش التجربة مجاهداً على أرض فلسطين ، بكشفه الأسباب الحقيقية للهزيمة التي اطلقوا عليها مسمى نكبة ، وهي نكبة أمة ومستنقع بعورات التاريخ لهذه الأمة ، وليست نكبة شعب بتشريده من وطنه .

وصفي حالة فكرية سياسية تحررية ، وحالة يقظة عروبية شاملة ، ونموذج لمدرسة سياسية في مفهوم التطبيق والتنفيذ لبناء الدولة ونهج الحكم .

وصفي مشروع دولة ولم يكن رجل سلطة ، وحالة وعي عروبية بإمتلاكه مشروع في مواجهة مشاريع الإستهداف ، ولكنه لم يكتمل .

إغتيال وصفي ، مؤامرة بإغتيال لمشروع ناوئته قوى التهريج العربي بشعارات التزوير ولعبة كراسي ، وقوى عالمية تستهدف المنطقة بتمرير مشاريع الهيمنة والإستلاب .

ذكرى استشهاد وصفي ، أعمق في ذاكرتنا ، من وجدان عاطفة تبكيه ، إنها قضية إغتيال أجمل ما في التاريخ الحديث بمشروع لم يكتمل ، وتُباً لأمةٍ تغتالُ أجملَ ما فيها …

رحم الله وصفي التل شهيد أمة ووطن وعلى روحه السلام .

#الأردن #فلسطين #العرب #وصفي_التل