عين الرئيس حمراء

20 مارس 2022
عين الرئيس حمراء

بقلم/  بلال الطوالبة

ألّف الأردنيون على امتداد عقود ماضية “شطحات” رؤساء الوزراء المكلفين بإدارة دفة الدولة إلى بر الأمان حسب توجيهات كتاب التكليف، إلا أن “شطحات” الرؤساء لم تتجاوز حالة الحدث الذي يمر به الرئيس، وحكومته، فمن قبل مر علينا رئيس انتحاري، ورئيس يتخذ قرارات من غير تركيز، ورئيس عنق الزجاجة، ورئيس ننثر الرمال ذهب، والقائمة تطول إلى أن أطل علينا الرئيس الحالي والذي زار مأدبا مؤخرا وعبّر عن غضبه، وتوعد من يتطاول على قوت المواطن بالعين الحمرا .
صفق الحضور الذي تم اختياره بعنايه فائقة ليجاري ويحاكي تطلعات الرئيس ولا ينغص عليه اجتماعه، وبدا الحديث عن العين الحمرا التي أصبحت “ترند” للرئيس مدعومة “بشطحات” إعلامية أخرى تهلل لما جاء على لسان الرجل، وللوهلة الاولى بدا كأنه خارج إطار الواقع والحقيقة.
إننا نعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة، و الرئيس “فاروق هذا العصر”، سمع بجشع بعض التجار، وأراد إلجامهم، إلا أنه سرعان ما ذهبت الغمامة وعدنا إلى أرض الواقع الذي يعيشه الشعب.
هنا راح الأردنيون يتذكرون إنجازات الرئيس على سبيل الحصر: قنينة زواتي البترولية، ثم مرطبانات اللبنة المدحبرة .
فحاول الشعب عصر ذاكرتهم أكثر لاسترجاع إنجازات الرئيس فتذكروا خطابه الشهير بعد أحداث مستشفى السلط، وأخذوا يرددون “وهذا مجلس نواب الشعب الأردني فسلام على مجلس نواب الشعب الأردني “أبو” ٢٩% وهذه حكومة الشعب الأردني فسلام على حكومة الشعب الأردني، التي لم يخترها الشعب .
برز القلق على محيّا الشعب، إذ تخلو جعبتهم من إنجازات فذهبوا إلى الوعود التي أطلقها الرئيس وحكومته عسى أن تشفع له، وأن يعتمدها الشعب كمنجز تبعا للقول السائد “الريحة و لا العدم”.
هنا، وعد وزير الصحة بعد أحداث السلط بناء مصنع للأكسجين، الذي يستغرق أسبوعي عمل لتزويد المستشفيات بالأكسجين كي لا تتكرر المأساة .
هنا صاح أحدهم ألم يقيل الرئيس وزيرين لمخالفتهم أوامر الدفاع واجتماعهم في مطعم؟ فهلل الشعب وكبر ووسط فرحة هذا الإجاز صاح آخر لقد خرق الرئيس نفسه أوامر الدفاع وتواجد مع جمع غفير في مناسبة ولم يقدم على تقديم استقالته ، دخل الشيطان بين الشعب وأصبح يوسوس أن الرئيس اطاح بالوزيرين لتنفيع محاسيب وأصدقاء فعكّر مزاج الشعب وبدا السخط واضحًا .
هنا التفت أحدهم و قال: “تعوذو بالله من الشيطان يكفينا الأمن و الأمان لازم يصير فينا زي ما صار بدول الجوار “، صمت الشعب وساد الهدوء الوجوه الشاحبه، سمع صوت بعيد خافت: “سوريا الها تعيش بحالة حرب ما يقارب العقد و عند فتح المعابر ذهب نصف الشعب للتسوق من المنتجات السورية لأنها أرخص بكثير من عندنا”، وعاد الصياح ، والأصوات تتعالى، ولم يعد أحد يستمع لأحد .
هنا نادى أحدهم أيها الشعب إن موعد الانتخابات قريب الفزعة الفزعة افتتاح المقر اليوم أهلا وسهلا بالجميع . هنا شمّر الجميع عن سواعده و التزم الجميع مقرات مرشحيه، واتضح اللعب المكشوف فلان يشتري أصوات فلان متعلم فلان عليه إجماع فلان داعمينه الجماعة .
في الاسواق السلع ترتفع بطريقة جنونية وعين الرئيس الحمرا تم تقطيرها و معالجتها