حرب المعلومات في الحرب الروسية على اوكرانيا

13 مارس 2022
حرب المعلومات في الحرب الروسية على اوكرانيا

 

اللواء المتقاعد عوده شديفات

هي من أكثر المصطلحات التي أثارت جدال ً واسعا ً حول تحديد معناها و هي تستخدم لوصف
استخدام و إدارة المعلومات بقصد الحصول على ميزات تنافسية على العدو ، و قد تتضمن
جمع المعلومات االستراتيجية ، و التأكد من صالحية المعلومات الموجودة و نشر دعايات و
إشاعات و معلومات مغلوطة و خاطئة الحباط العدو و شل معنوياته و قدراته القتالية ، و
تشكيكه بالمعلومات الموجودة لديه الى جانب محاولة حرمان العدو من استخدام نظم
المعلومات وهذه الحرب قد تكون بين اشخاص أو ضد أشخاص أو مؤسسات أو دول و أحيانا ً
تتجاوز إلى أحالف أو منظمات و إتحاد دولي و هكذا .
إن المتابع لما يجري في الحرب الروسية على اوكرانيا سواء قبل بداية العمليات العسكرية
على األرض أو بعد بدء العمليات العسكرية و خالل ساعاتها و أيامها التي ربما تجاوزت كل
التوقعات من الطرفين المحارب و المدافع ، المراقب و الداعم ، و المؤيد و المحايد ، و كل
ما يصدر من هؤالء يتلقاه المواطن و المشاهد و المتابع ، و أصبح الجمهور المستهدف كل
من يصل إليه بث القنوات التلفزيونية ، أو شبكات التواصل أو أي وسيلة ناقلة للخبر و
المعلومة و الصورة، و يمكن الوقوف على المشهد من خالل التدبر بمصادر المعلومات التي
تتابع هذه الحرب بكل أبعادها و جوانبها و مخرجاتها فتجدها تصدر من رؤساء الدول أو
نوابهم ، و رؤوساء الحكومات ، وزراء الخارجية و وزراء الدفاع ،و الوزراء المخولون،و
المتحدثون الرسميون باسم أركان الدولة ، الجيش و نواب الشعب ، وعمدة المدينة ، حتى
تصل إلى المواطن الذي أصبح مراسالً حربياً في الميدان إلى جانب مراسلو وسائل االعالم.
إن كل ما يصدر من هذه الجهات من معلومات يتلقفها االعالم بغثها و سمينها وسمها و
دسمها و صحيحها و المغلوط منها ، ويبثها أحياناً بال تمحيص أو تدقيق أو تأكد ، علما ً بأن
الكثير منها يدخل في دائرة الحرب و هو من أجل تغذية حرب المعلومات و في الغالب يكون
مقصودا ً و متعمداً وتوليد حرب إعالمية تطال كل المتلقين و بكل اللغات و تتوسع دائرة
التأثير بالتحليل و التأويل و األخبار العاجلة و اآلجلة ، تزيد األرقام و تتغير الخسائر و تفبرك
الحقائق ، و يكثر الدمار و القتل و التشريد ، و تستمر المباحثات و المماحكات و ترتفع وتيرة
الشروط و تنقض العهود ،و تفرض العقوبات وتختل األسعار و تتداخل السياسة و االقتصاد
ويزداد بيع السالح و يجرب الجديد منه على أرقاب العبيد ، و يبدأ االستنكار و الهرج و
المرج و الحرب على األرض تحصد األخضر و اليابس فهل بدايتها مثل وقفها.