المعارضة المطلوبة

19 فبراير 2022
المعارضة المطلوبة

الدكتور بسام العموش

إن المعارضة في الدول الديمقراطية شريكة في إدارة البلاد، فنحن نرى في مجلس العموم البريطاني مثلا كيف يقف زعيم المعارضة يتبادل الحديث مع رئيس الحكومة وباختصار من الكلام وليس كما هي المأساة عندنا خمسة أيام للموازنة ومثلها للثقة مع ولائم ونفقات مع أن النتيجة معروفة

المعارضة في الديمقراطيات يتحدث باسمها واحد ويكون كلامه مرتبا ومرقما ومدعما بالأدلة وليس على طريقة “يا خالتي شوفيني”.

المعارضة في الديمقراطيات تعيش على أرض بلادها وليست معارضة عبر البحار وعبر فيديوهات لان المعارض أمامه الأبواب مفتوحة بالقانون والدستور، كما أنها ليست معارضة فرد هنا وهناك، بل معارضة منظمة عبر حزب أو ائتلاف حزبي.

المعارضة في بلدي مهزلة لأن الحكومات تعتبر المعارضة عدوا يجب مطاردته وملاحقته وتقليم أظافره وإضعافه، ناسية أو متناسية أن اضعاف المعارضة إضعاف للدولة.

وأنا بالطبع أتحدث عن المعارضة القانونية والتي تحترم عقول الناس وإمكانات البلاد وظروف الدولة، ولا اتكلم عن معارضة فرد يريد نجومية ولا معارضة حزب لا يحمل رؤية ولا يملك طرحا.

نريد المعارضة التي تتكلم بعلم وأدب وأخلاق بعيدا عن سفاسف الأمور والردح والشتم لان هذا انصراف عن جوهر النقد المطلوب. نريد معارضة تتكلم بقوة وأدلة وأرقام وبرنامج.

إن إضعاف المعارضة هو الذي يخلق حالات تنفيس تحك على الجرب وتغازل العواطف وكأننا نبحث عن (المهدي أو المنقذ أو المخلص). لا يمكن أن تكون المعارضة فردا على فضله لأن الفرد مهما كان لا يقدم برنامجا بل يعيش تصورات هو يراها.

على الدولة أن تعيد النظر لتتذكر المعارضة التي وقفت تعارض بطريقة دستورية وقانونية لا تردح ولا ترقص ولا تنافق ولا تمثل ولا تتباكى.

معارضة من هذا القبيل يجب احترامها والتعامل الإيجابي معها، أما التضييق والإقصاء والمحاصرة فإنه طريق لظهور السوبرمان والوطواط واللهو الخفي.