بالرغمِ من اعترافاتكم باخطائكم ومَن لم يُسهّلْ لكمْ كلُ ذلكَ يعادلُ صفراً في “جهنّمِنا”…

10 أكتوبر 2020
بالرغمِ من اعترافاتكم باخطائكم ومَن لم يُسهّلْ لكمْ كلُ ذلكَ يعادلُ صفراً في “جهنّمِنا”…

الهام سعيد فريحة

هل تعرفون؟ الناسُ ملُّوا التكرار، وملَّتْ آذانهم من سماعِ ما يعرفونه وما لا يصدّقونهُ من وعودٍ ؟
لم يعد الزمنُ زمنَ إعطاءِ فرصٍ جديدةٍ على غرارِ ” جَرِّبوني بعد مرة”!

باللهِ عليكم ، متى تفهمونَ ان شعبَ لبنان لم يعد حقلَ تجارب ؟
لقد جُرِّبَت فيه الحروبُ والقذائفُ والمتفجراتُ ، وآخرها نيتراتُ الأمونيوم .
وجُرِّبَت فيهِ كل صنوفِ الذلِّ والبهدلةِ والعوزِ والفقرِ والتعتيرِ .
وجُرِّبَت فيه بدعةُ حجزِ أموالهِ وجنى عمرهِ .
وجُرِّب فيه انقطاعُ الكهرباءِ والمياهِ والإنترنت .
والأهمُ من كل ذلك أنه جُرَّب بهِ سياسيون فاشلون، أثبتوا بالملموسِ أنهم لا يعرفونَ كيف يحكمون أو كيف يديرون السلطةَ التنفيذية ،
فكيفَ للشعبِ اللبناني ان يثقَ بهم مجدداً؟
***
وفِّروا الإرهاقَ للناس …. اللبنانيون ليسوا في مزاجٍ، لا باعترافاتكم باخطائكم، ولا بمن لم يسهّلوا لكم…
الناسُ يريدون ” حج خلاص”:
أموالهم بين مسروقةٍ ومحجوزةٍ .
دواؤهم بين مفقودٍ وعلى حافةِ رفعِ الدعمِ .
مدارسُ ابنائهم بين الأقساطِ التي لا تنخفض، والتعليم فقط ” أون لاين”
فباللهِ عليكم ،ماذا تحضّرونَ بعدُ للناس ؟
***
إذا دققنا قليلاً في الجهودِ المبذولةِ لبدءِ استشاراتِ التكليف تمهيداً لاستشاراتِ التأليفِ ، فماذا نجدُ ؟
رئيس الجمهوريةِ حدد موعدَ الاستشارات النيابيةِ الملزمةِ لتكليفِ الشخصيةِ التي ستشكِّلُ الحكومةَ الخميس المقبل .

الدعوةُ بحد ذاتها جيِّدةٌ، لكن الكتلُ النيابيةَ لم تتلقفها بحماسةٍ ، ربما لأنها تُدرِك أنه ما لم يتم التوافقُ على التسميةِ قبل بدءِ الإستشارات ،
فإنهُ من المحتملِ ان يصارَ إلى إرجاء موعدِ الإستشارات إلى حينِ نضوجِ ” طبخةِ التسمية”.
***
وطبخةُ التسميةِ ، قبل ان توضَعَ على نارِ الإستشاراتِ في القصر الجمهوري ، لا يستبعدُ البعضُ ان تجولَ على عواصمِ القرارِ سواءٌ غربياً او عربياً أو إقليمياً :
واشنطن لها رأيٌ
وباريس لها رأيٌ
والرياض لها رأيٌ
وطهران لها رأيٌ …
إلى هذا الحد صار الإختيارُ صعباً ، وكأن لبنانَ يحتاجُ الى توافقٍ عربيٍ إقليميٍ دوليٍ في كل مرةٍ يريدُ فيها ان يكلِّفَ شخصيةً لتأليفِ حكومةٍ .
بالتأكيدِ الآليةُ بحاجةٍ إلى تسهيلٍ، لكن الآن ليس أوان سوى الإسراع في تشكيلِ حكومةٍ من وجوهٍ جديدةٍ : رئيساً وأعضاءً …
وهنا نسأل: اذا كان الجميعُ مازالوا مقتنعين بالمبادرةِ الفرنسية ، فعليهم ان يراجعوا تجربة الرئيس ماكرون في تشكيلِ الحكومات :
هل شكَّلَ مرةً حكومةً سبق لرئيسها ان كان رئيساً للحكومة ؟
ام كانت الوجوهُ كلها جديدةً :
من رئيسِ الحكومةِ إلى الوزراء ؟
إذا كنتم مقتنعين بمبادرةِ الرئيس ماكرون ، تمثَّلوا بها ، وإذا لم تفعلوا، وربما لن تفعلوا، نحن اساساً في “آتونِ جهنمٍ” بفضلكم جميعاً.