الإذاعية إيلين شديد تفكّر بالهجرة: أشمئز من تصرّفات بعض الإعلاميين

24 نوفمبر 2020
الإذاعية إيلين شديد تفكّر بالهجرة: أشمئز من تصرّفات بعض الإعلاميين

وطنا اليوم – لم يُخطئ من أطلق عليها لقب نجمة البرامج الإذاعية، هي التي عشقت الراديو منذ نعومة أظفارها، فتألقت وتفوّقت في عالمها الإذاعي بصوتها الجذّاب وثقافتها ومهنيتها العالية. إنها إيلين شديد خليفة التي خطّت لها أسلوباً خاصاً بها في البرامج المنوعة التي قدّمتها بذكائها وثقافتها الواسعة، فاستحوذت على اهتمام المستمعين الذين يتابعونها يومياً عبر أثير إذاعة “صوت لبنان” قبل أن تُصبح “صوت كلّ لبنان” وعبر الإذاعة اللبنانية.

 

الإعلامية المتفوقة إيلين شديد مُعدّة ومقدمة العديد من البرامج الإذاعية الناجحة والموجزات والنشرات الإخبارية والتي تحدّثنا معها في “القدس العربي” عن سرّ نجاحها وتفوّقها في هذا المجال، وعن رأيها بهجرة الإعلاميين المخضرمين من لبنان إلى الخارج.

 

وعن اختيارها المجال الإذاعي الذي أبدعت به عادت إيلين بالذاكرة إلى الوراء، مؤكدة أنها “أحبّت العمل الإذاعي بفضل الإعلامي الراحل حكمت وهبي الذي أُغرمت به وحلمت بالتعرّف عليه، هي التي عشقت الترانزيستور الصغير الذي سحرها صوته منذ صغرها، فأحبّت الراديو وكان حلمها أن تتعرّف إلى حكمت وعندما كبرت وتمكّنت من السفر إلى فرنسا وزيارة راديو “مونت كارلو” وإذاعة “الشرق” في باريس التي كان قد انتقل إليها وكان قد توفيّ للأسف فحزنت جداً”. وأوضحت أنها “دخلت إلى صوت لبنان في أواخر العام ١٩٨٨ قبل أن تحصل على إجازتها الجامعية بعد أن اختارتها الإعلامية ماغي فرح من بين الكثيرين الذين تقدّموا”.

 

وأكدّت أنها “تعلّمت في إذاعة صوت لبنان هذه المؤسسة العريقة التي كانت بمثابة مدرسة لها حيث تعلّمت فيها مختلف أنواع العمل الإذاعي من قراءة الأخبار إلى إعداد وتقديم البرامج الفنّية والترفيهية والاجتماعية والنقل المباشر والإعلانات التجارية إلى أن تابعت دراستها الجامعيّة وحصلت على إجازة في الأدب العربي وليس في الإعلام”.

 

وأضافت إيلين أنها “التحقت بعدها بإذاعة الشرق في بيروت فعملت فيها ما يُقارب الـ 5 سنوات حيث قدمت على أثيرها برنامجاً يومياً بعنوان “صباح الشرق” وحازت بفضله جائزة أفضل أداء إذاعي من مهرجان وسائل الإعلام الثالث في العام ٢٠٠٤، إلى أن عادت إلى بيتها الإذاعي الأول “صوت لبنان ضبيه” قبل أن يُصبح “صوت كل لبنان” منذ حوالي الـ7 سنوات فضلاً عن تقديمها برنامجاً أسبوعياً يتناول مواضيع قانونية بشكل مبسّط عبر إذاعة لبنان الرسمية”.

 

وعن ظاهرة هجرة الإعلاميين اللبنانيين إلى الخارج قالت: “إنّ الإعلامي اللبناني مثله مثل أي مواطن عادي ُيعاني من قسوة الوضع الاقتصادي ومن حقّه أن يغتنم الفرصة المتاحة أمامه وخصوصاً مع تردّي أوضاع المؤسسات الإعلامية نتيجة الأزمات الأخيرة”.

 

وهل تُفكرين بالعمل في الخارج؟ أجابت: “نعم ولكن ليس من أجل المال، بل من أجل تحقيق حلمي بالعمل في إذاعة باريسية أحبها منذ الصغر هي إذاعة “مونت كارلو”.

 

ولدى سؤالها إلى أي مدرسة إعلامية تنتمين؟ تقول: “أنتمي إلى المدرسة التي تقول إن الإعلامي يجب أن يكون أديباً قبل أن يكون مذيعاً، وأستنكر وأشمئز من تصرّفات بعض الإعلاميين المشهورين من مستوى خطابهم والكلمات النابية والشتائم التي ينطقون بها”. ولفتت في الوقت عينه إلى أنّ “الإعلامي الحق مهما كانت قضيته محقة فلا يجوز له على الإطلاق أن ينحدر الى هذا الدرك وهذا المستوى الهابط، فهذا الأمر لا يعكس حقيقة الإعلام اللبناني الرائد والقدوة”.

 

وعن مستوى البرامج اليوم على الإذاعات والتلفزيونات، وصفت ما يجري اليوم بالـ”معيب” وقالت: “لقد تغيّر مفهوم تقديم البرامج اليوم.. فنحن ننتمي إلى جيل إذاعي يُعّد وُيقدّم وُيشرف على عمله من الألف إلى الياء.. الإذاعي كان موسوعة معرفة مُطلعاً وملّماً بكلّ المواضيع.. بينما اليوم هناك فريق إعداد يقف وراء المذيع و”يوشوشه” طوال الحلقة على أذنه وتراه أحياناً ضائعاً وغير واثق، وهذا شيء معيب”.