دراسة جديدة.. الاحتباس الحراري يؤثر على درجات الحرارة الليلية بشكل مختلف

10 أكتوبر 2020
دراسة جديدة.. الاحتباس الحراري يؤثر على درجات الحرارة الليلية بشكل مختلف

وطنا اليوم – كشفت دراسة جديدة عن التغير في درجات الحرارة الليلية بمعدل أسرع من تغيرها في ساعات النهار، وقد يكون ذلك دليلاً على أمور كثيرة.

 

فقد قام باحثون من جامعة Exeter بتحليل أكثر من 3 عقود من بيانات درجات الحرارة اليومية من جميع أنحاء العالم، وقد خلصوا إلى وجود عدم تناسق في ارتفاع حرارة الكوكب مع دورانه حول محوره

وتقدم درجات الحرارة المأخوذة خلال الفترة بين 1983 و2017 قاعدة بيانات وفيرة من قراءات درجات حرارة سطح الأرض كل 6 ساعات تغطي الكوكب بأكمله خلال بعض أكثر السنوات سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة عالمياً.

 

ففي بعض المناطق، تبين أن هناك أياماً كانت حارة بشكل كبير خلال النهار بينما بالكاد تأثرت درجات الحرارة ليلاً. كما شهدت بعض الأوقات أيضاً برودة كبيرة بالنسبة لبعض الأماكن.

 

وفي أكثر من نصف اليابسة، بلغ متوسط ارتفاع درجة الحرارة السنوية ليلاً أكثر بربع درجة مئوية من ارتفاعها في أوقات النهار، وهنا يكمن الاختلاف.

 

ومع أن ربع درجة سنوياً قد يبدو ضئيلاً، لكنه يصبح كبيراً مع مرور الوقت، إذ قد يتراكم ويحدث تأثيراً كبيراً على النظام البيئي.

 

وقال عالم البيئة وقائد فريق الدراسة دانييل كوكس من جامعة Exeter: «ستتأثر الفصائل التي لا تنشط إلا خلال ساعات الليل أو أثناء النهار بشكل خاص».

 

ولتحقيق فهم أفضل للقوى البيئية المؤثرة، قام الفريق بجمع بيانات عن العوامل المناخية الأخرى ذات العلاقة مثل الرطوبة والهطول. كما قاموا أيضاً بمقارنة الاختلافات الإقليمية في نمو الغطاء النباتي.

 

ويؤدي الاحتباس الحراري إلى حبس كميات إضافية من الطاقة بالقرب من سطح الكوكب مشجعاً المناخ على الاحتفاظ بالرطوبة التي تعمل بعد ذلك على التكاثف لتشكل الغيوم.

 

ومن المعروف أيضاً أن الغيوم تعكس موجات ضوء طولية معينة إما إلى الفضاء أو تعيدها إلى الأرض. ويمكن لهذا أن يساهم أثناء النهار بتشكيل درع لسطح الأرض من التعرض لموجات أشعة الشمس الكاملة. وربما لولا تأثير التظليل هذا لرأينا ارتفاعاً جنونياً في درجة حرارة سطح الأرض.

 

وتنعكس العملية ليلاً، حيث إن السخونة المشعة من الأرض تجد صعوبة أكبر في الصعود إلى الفضاء، وبالتالي تبقي سطح الأرض أكثر سخونة.

 

وبغض النظر عن الاختلافات في تغير درجات الحرارة في مختلف المناطق مع مرور الوقت، فقد يكون للتغيرات في درجات الحرارة بصورة مختلفة بين الليل والنهار أثر عميق على هطول الأمطار الذي يؤثر بدوره على جودة نمو النباتات.

 

وحتى مع الزيادة العامة في هطول الأمطار، تشكل السحب الزائدة أثناء النهار خطر خفض كمية الضوء الذي تحتاجه النباتات من أجل التركيب الضوئي.

 

وقال كوكس: «قد يكون لعدم تناسق ارتفاع الحرارة آثار بارزة على العالم الطبيعي. لقد برهنا على أن ارتفاع الحرارة أثناء الليل مرتبط بتحول المناخ ليصبح أكثر رطوبة، وقد تبين أن لهذا عواقب مهمة بالنسبة لنمو الكوكب وكيفية تفاعل بعض الفصائل مثل الحشرات والثدييات مع ذلك».