ماذا يريد الملك من الحكومة؟

31 يناير 2022
ماذا يريد الملك من الحكومة؟

كتب الدكتور قاسم العمرو- لم تكن لي رغبة في الكتابة منذ فترة ؛لان كل ما ينشر ويكتب مكرر حتى أصبحت قراءة المقالات مملة لا تعني للمواطن شيئا؛ ولكن بعد كلمة جلالة الملك انتعشت امالنا حتى نشارك أبناء الوطن بآرائنا المتواضعة لعل وعسى تلتقط الحكومة إشارة الملك وتبدا العمل الحقيقي؛ ففي عيد ميلاده الستين يبدو ان الملك أكثر إصرارا على مواجهة التحديات والعمل على تحقيق إنجازات يلمسها الموطن، لا مجرد تغريدات لهذا المسؤول أو ذاك  لرفع العتب او لتمرير الوقت؛ إذ ندرك جميعا ان مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة وان وضع القدم على اول درجة في السلم سيوصل الى النهاية؛ من هنا جاء حديث جلالة الملك وتركيزه على الإنجاز بشكل جلي وواضح من خلال خطط مدروسة وانجازات يلمسها الموطن.

والجميع يعلم ان كل حكومة تُشكل خطة عملها  هو كتاب التكليف السامي الذي يشتمل على الخطوط العريضة لبرنامج متكامل اقتصادي وسياسي واجتماعي، حتى تعمل الحكومة وتنهض بالاقتصاد والمجتمع؛ وتضع خطط عمل وبرامج تقبل القياس وتعتمد الشفافية بعيدا عن الشخصنة.

يبدو ان المسؤولين لا يدركون خطورة الوضع ؛ وفي محاولات يائسة يعتقدون ان  السويشال ميديا تشكل لهم طوق نجاة عندما يطلقون  تغريدات يفهمها الشارع جيدا فهي تأتي من باب تأكيد المؤكد ونحن اليوم امام تحدي ومفترق طرق وقد اثبتت الظروف التي تمر بها الدولة ان الحكومة ومؤسسات الخدمة العامة دون المستوى المطلوب حتى وصل بالبعض ان يقول ان الثلج لا يليق بنا؛ خصوصا بعد تعثر الأمانة وشركات الاتصالات وشركة الكهرباء في إدامة الخدمات للمواطنين، وخطاب الملك الذي وجهه لشعبه يحمل مضامين عديدة وخريطة طريق واضحة وهي رسالة للحكومة واذرعها للبدء بالعمل.

 يحاول المسؤولون اقناع الناس بانهم مستعدون من خلال الاستعراض الإعلامي واللفظي الذي اصبح سلعة لا وزن لها في ظل وعي شعبي كبير وهو يرى حجم الترهل والاخطاء المتكررة والمحسوبية والواسطة والفساد؛ علما بأن هيئة النزاهة تقوم بدور محمود وهي تحاول جهدها لملاحقة قضايا الفساد من أجل الحفاظ على المال العام.

مشكلة الحكومات المتعاقبة وليس هذه الحكومة فحسب انها تأتي بدون برنامج واضح ولا تترجم خطاب التكليف الى خطة، وغالبا ما يكون الفريق الحكومي غير متجانس واذكر ان احد الوزراء قال اننا تعرفنا على بعض بأول جلسة لمجلس الوزراء مما يفتح الباب على مصراعيه لتصرف الرؤساء وكأنها اقطاعية او حقل تجارب وهذا دليله الواضح والبين تكرار التعديلات الوزارية  وأيضا لا ننسى دور النواب في تردي الحالة العامة للإدارة الحكومية واستخدام سلطتهم للقضاء على أي بصيص امل في العدالة.

المواطن الأردني محب لبلده ونظامه السياسي ويحمد الله في الصباح والمساء على نعمة الامن والاستقرار؛ ولكنه يشعر بالغبن عندما يرى سلوكات الحكومات التي لا تعمل على خطط واضحة ومشاريع يلمس اثرها المواطن فزادت نسبة البطالة الى ارقام مخيفة قد تؤدي الى انفجار الشارع؛وتقلصت الطبقة الوسطى التي ارهقتها الضرائب واتسعت قاعدة الفقر ، وكل هم المسؤول هو الخروج على فضائية بصورة مزيفة وهو يتكلم عن إنجازات غير موجودة على أرض الواقع، سرعان ما تنكشف حقيقتها في اول رد فعل عبر السويشال ميديا وقد تابعت برنامج على احدى الفضائيات للبحث في اوجه القصور في مواجهة اثار المنخفض  الأخير إذ كرر المتحاورين كلمة بتوجيهات معاليه اكثر من مرة وكأنه جاء الى البرنامج ليتحدث عن بطولات الوزير وليس عن أسباب الإخفاق في خدمة الناس.

الحكومات المتعاقبة وضعت مسؤوليتها جانبا  لتجعل من مواقع التواصل الاجتماعي شماعة تعلق عليها الفشل المتكرر، وهنا نؤكد بأن لا حسابات وهمية ولا حقيقية تجعل المواطن لا يرى الحقيقة لأنها تتحدث عن ذاتها بذاتها ولا تحتاج  الى فضائيات الفزعة واعلاميي الترويج.

الملك قال كلمته وننتظر رد فعل الحكومة على الأرض ونأمل ان تشمر عن سواعدها وتبدأ في العمل وان يكون همها النهوض بالوطن والمواطن الذي كدرت عيشه الضرائب وغلاء الأسعار.