في حديث لوطنا اليوم محادين : أبرز العوامل المسببة لتزايد العنف والمشاجرات في المجتمع مؤخراً هي الشعور العام بالإحباط

19 يناير 2022
في حديث لوطنا اليوم محادين : أبرز العوامل المسببة لتزايد العنف والمشاجرات في المجتمع مؤخراً هي الشعور العام بالإحباط

وطنا اليوم – خاص- في ظل تزايد الاخبار التي يتم تداولها مؤخرا عن وقوع مشاجرات تؤدي في معظمها الى حالات قتل أو تشوهات نتيجة المشاجرات التي بدأت تتزايد في المجتمع الأردني مؤخرا وكان آخرها ما نشرته وطنا اليوم حول مشاجرة وقعت في احد مناطق العاصمة عمان بين سيدات أدت الى طعن إحداهن في مشهد اعتبر هجين على المجتمع الاردني .

توجهت وطنا اليوم في سؤالها الى الاستاذ الدكتور حسين محادين أستاذ علم الاجتماع والجريمة وعميد كلية العلوم الاجتماعية السابق/ جامعة مؤتة للوقوف على أسباب تزايد هذه المشاجرات ومؤشرات عن تحولها الى ظاهرة حيث قال الدكتور محادين لوطنا اليوم :

لابد من التذكير بأن هذا السلوك العنيف المولد للمشاجرات ليس وليد اللحظة وإنما هو انعكاس لخبرات الطفولة التي تربى فيها هذا أو ذاك

نحن نميل الى ارجاع هذا السلوك الى التنشئة وأنماط الاسرة.

 

حيث ان ذلك يعتمد على البيئة الحاضنة لهذه الاسرة فبعض البيئة الاجتماعية تشجع وتقدر هذه الأنماط وتعتبره نوع من الشجاعة حيث أن بعض الأسر تشجع هذا السلوك من البيئة الحاضنة لهذه الاسرة 

ما نشاهده في مجتمعنا حاليا هو انعكاس لخبرات الطفولة كما يقول العالم فرويد 

وتساءل  محادين ، ولكن ما هي معايير الثقافية التي يؤكد عليها المجتمع و يعززها لدى الافراد والجماعات ؟

وأضاف محادين لعل في أولها دائما يجب ان تكون  انك غالب للاخر وهذا لايعلم لاننا في مجتمع اقرب الى المتحول من قيم البادية والريف الى قيم المدينة لذلك نرى التجاذب بين القانون المدني والقانون العشائري ظاهر والمسافة الواقعة بينهما تشجع على العنف باعتبار أن الصلحات كفيلة بحل كل الإشكاليات والمشاجرات وهناك تفكير مسبق بأن الإصلاحات كفيلة بحل كل شي ، كما ان قيم الحقوق والواجبات تتأثر بمستوى الثقافة السائدة في المجتمع .

وأشار محادين في حديثه لوطنا اليوم بأنه لابد من التذكير بأن كثير من العوامل المسببة للعنف هي الشعور الاحباط كما يقول الصينيون “بأن صاحب الصوت المرتفع يعبر عن حجة ضعيفة”. لكن هذا الصوت العنيف لاياتي من الإنسان نفسه وإنما من الظروف المحيطه به نقلص معا مثل هذه السلوكات العنيفة على الأقل من المتنورين بالقانون .

كل السلوكيات المجتمعية لا تشجع على قيم الحوار بل تشجع على ان تكون قاهر للاخر او فائزا عليه وعلى سبيل المثال مشاهد الرياضة لا تمثل الروح الرياضية حيث نشاهد مباريات وكأننا نشاهد صراعا يمكن أن ينعكس في هتافات الجمهور .

واكد محادين بان دولة القانون وتطبيقاتها بصورة عادلة لها دور في تقليص حجم هذه الممارسات والاهم من ذلك أن يقتنع الناس أننا بوسعنا أن نحل مشاكلنا بالحوار، وخصوصا اننا في مجتمع عربي مسلم.

وختم محادين بأن الخبرات التي يتمتع بها الأفراد جزء من الثقافة العامة وهي ثقافة المغالاة لا ثقافة الحوار والتي تعد من المؤثرات على سيادة الحوار ولا ننسى أن مشاهد التواصل الاجتماعي تشجع على تقليدها هنا وهناك.