القوات المسلحة: أدوار تنموية فاعلة في مختلف المجالات الحياتية

3 يناير 2022
القوات المسلحة: أدوار تنموية فاعلة في مختلف المجالات الحياتية

وطنا اليوم:عند الحديث عن الأدوار التنموية لمؤسسات الدولة، فإن أول من يشار له بالبنان المؤسسة العسكرية، لما تقوم به من أدوار تنموية كبيرة وفاعلة في مختلف المجالات الحياتية، لمسها القاصي والداني وأشاد بها الكبير والصغير، وعاشت في ظلالها مختلف شرائح المجتمع، وما هي إلا غيض من فيض لما تقوم به قواتنا المسلحة الباسلة، في سبيل الحفاظ على الوطن ورفعته.
أسهم الجيش العربي المصطفوي بدور كبير في بناء وتنمية الدولة الأردنية جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة كافة الحكومية والأهلية، فكان الاعتماد الكبير على القوات المسلحة في العديد من مجالات التنمية، كالتعليم والصحة والزراعة وتنمية المدن والقرى والأمن الغذائي والمائي ومجالات الطاقة وتأهيل قطاع الشباب للعمل وغيرها، من خلال مرتبات القوات المسلحة المؤهلة والمدربة على أداء مختلف الواجبات على امتداد رقعة الوطن الحبيب.
وفي مجال الرعاية الصحية والطبية والمساهمة في الحد من أثر تفشي فيروس كورونا المستجد، ساهمت الخدمات الطبية في تقديم الرعاية الطبية والعلاجية لمنتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمنتفعين من ذويهم والإعفاءات، وهي تسهم في القطاع الصحي بنسبة 38 بالمئة من الأردنيين الذين يتعالجون في مستشفيات الخدمات الطبية (ما يعادل ثلث سكان المملكة).
ومن إنجازات الخدمات الطبية عام 2021:افتتاح جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة مركز الأورام العسكري التابع للخدمات الطبية الملكية في الأول من آب الماضي، والذي يتسع لـ140 سريراً، و6 غرف (ICU)، و4 غرف لزراعة نخاع العظم، وقاعتين لإعطاء العلاج الكيميائي للرجال والنساء مزودة بمقاعد خاصة وبعدد كلي 34 مقعداً، وتم تخصيص 8 عيادات لعلاج المرضى، وغرفتين خاصتين لإعطاء العلاج الكيميائي، وغرفتين إضافيتين لبعض التدخلات الطبية للمرضى، بكلفة إجمالية بلغت 37 مليون دينار.

وتم افتتاح عيادة طبية متنقلة في وادي رم بتاريخ 1/3/2021 لتقديم الخدمات الصحية والعلاجية لأهالي المنطقة وبواقع يومين أسبوعياً لتخفيف الوقت والجهد عليهم، واحتوت العيادة على عدد من الأسرة، إضافة لمختبر وغرفة سحب دم وصيدلية، وعيادة طب عام، وسيكون تأمين باقي الاختصاصات حسب الحاجة.

واستحدث في جميع المستشفيات والمراكز الطبية 318 سريراً جديداً ليبلغ عدد الأسرّة 3818 سريراً، ووفرت المديرية الدم ومكوناته بشكل آمن وكافٍ، والذي يعتبر ضمن استراتيجيات وأولويات وخطط مديرية الخدمات الطبية.

كما تم إعادة تأهيل قسم العناية الحثيثة، وقسم غسيل الكلى في مستشفى الحسين، والبدء بإنشاء وتجهيز وحدة غسيل الكلى في مركز مأدبا، وافتتاح وتوسعة وحدة خداج العناية الحثيثة في مستشفى الملكة رانيا للأطفال.

كما تم إجراء عدد كبير من العمليات الطبية النوعية والمعقدة مثل (استئصال ورم متقدم في المستقيم الملتصق في الرحم بواسطة منظار، وإجراء عملية لأول مرة في مستشفى الملكة رانيا وهي قسطرة لتوسيع الشريان الأبهري في منطقة البطن باستخدام الشبكات) وغيرها الكثير.
واستمراراً للدور الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية في تحقيق الأمن الصحي والتنمية الشاملة، باشرت بإعداد التصاميم والدراسات اللازمة لمستشفى تم تأسيسه سابقاً في منطقة ناعور ولم يُستكمل العمل به، ليصبح المبنى المكون من 5 طوابق بمساحة إنشائية 120 ألف م2، مستشفىً عسكرياً يخدم أبناء المنطقة. يذكر أن مدينة الحسين الطبية حصلت على الدرع الذهبي في “مسابقة حصاد الجودة” عن مشروع “المنصة الإلكترونية والعيادة الإلكترونية لعام 2021، وذلك لأفضل مؤسسة صحية أردنية ضمن فئة المستشفيات في ختام المؤتمر السادس للجودة في الرعاية الصحية/6.
وفي ظل جائحة كورونا، ومساندة القطاع الصحي للحد من انتشار الفيروس، تعاملت القوات المسلحة بشكل احترافي، طبياً وإنسانياً، من خلال وحداتها المختلفة بعمل مناطق حجر وعزل صحي، ونشر قوات على مداخل ومخارج محافظات المملكة خلال فترات الحظر، وفتحت قسم عزل متخصص بسعة 18 سريراً في مستشفى الحسين لتعزيز قدرة الخدمات الطبية الملكية في مواجهة كورونا، إضافة إلى إنشاء مستشفى ميداني في رحاب مستشفى الأمير راشد، ومستشفى الأمير هاشم بن الحسين، لتعزيز قدرتها في مواجهة الجائحة، وقدمت المطاعيم في المستشفيات التابعة لمديرية الخدمات الطبية الملكية.

من جانب آخر، نفذ سلاح الهندسة الملكي ممثلاً بمجموعة الإسناد الكيماوي خلال العام الماضي، 606 واجب تطهير وتعقيم في مختلف مناطق المملكة (المؤسسات الحكومية والمستشفيات والمواقع الحساسة) وتم تطهير 29371 غرفة، و1357 شخصاً، و170 آلية، وبلغت تكلفة المواد المستخدمة في عمليات التطهير والتعقيم 645452 ديناراً.

وعززت القوات المسلحة عدداً من المستشفيات الحكومية مثل (مستشفى السلط والكرك والنديم) بمستشفيات ميدانية متحركة، وذلك لزيادة الطاقة الاستيعابية لها لتمكنها من التعامل مع المصابين بفيروس كورونا، واحتوى كل مستشفى على عدد من الأسِرَّة ووحدات (ICU) مزودة بجميع التجهيزات الطبية اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحالات المرضية.
وحرصاً من القيادة العامة للقوات المسلحة على تسخير جميع الإمكانيات والتدابير اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة منتسبيها، وإكسابهم المناعة ضد فيروس كورونا، تم إعطاء جرعتين من المطعوم المضاد للفيروس لكافة مرتباتها وبدأت بإعطاء الجرعة الثالثة.
وتقديراً للدور الكبير الذي قامت وما تزال تقوم به القوات المسلحة، وذلك لجهودها المتواصلة في حماية الوطن ومساندة قطاعات الدولة المختلفة في الحد من انتشار فيروس كورونا، فقد أنعم جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني عليها بوسام الملك عبدالله الثاني للتميز من الدرجة الأولى.

التعليم وفيما يخص التعليم المدرسي، تقوم القوات المسلحة بعدة نشاطات في هذا المجال من خلال مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية، والتي تقدم خدمات تربوية وتعليمية متميزة لقرابة 21345 ألف طالب وطالبة في 46 مدرسة عسكرية منتشرة في محافظات المملكة كافة، ولتحسين جودة التعليم واستيعاب أعداد أكبر من الطلبة هنالك 7 مدارس قيد الإنشاء، ومدرستان قيد إضافة مبانٍ جديدة. وتنفيذاً للإرادة الملكية والتي خصصت 20 بالمئة من مقاعد الجامعات والمعاهد الأردنية لأبناء وبنات العاملين من ضباط وضباط صف وأفراد القوات المسلحة الذين مضى على خدمة آبائهم مدة لا تقل عن 10 سنوات، فقد قُبل جميع المتقدمين للاستفادة من المكرمة الملكية السامية لعام 2021، والبالغ عددهم 20000 طالب وطالبة لمرحلتي البكالوريوس والدبلوم، واستكمالاً لتفعيل الفقرة (ط) المادة (21)، والتي تنص على مجانية التعليم لأبناء المتوفين أثناء الخدمة والمصابين، تم استقبال طلبات عديدة بهذه الخصوص وتوجيه كتب لرؤساء الجامعات لإعفائهم من الرسوم الدراسية، وبلغ عددهم العام الماضي 2594 طالبا وطالبة في جميع مراحل التعليم.

الإسكان والإنشاءات:

تعمل القوات المسلحة من خلال مديرية مؤسسة الإسكان والأشغال العسكرية على تنفيذ العديد المشروعات في مختلف المجالات وعلى رأسها: مشروعات خدمة المجتمع المحلي، حيث قامت المديرية بتلبية مطالب بعض الأسر العفيفة من خلال بناء منازل جديدة أو ترميمها، وجرت صيانة 27 منزلاً خلال عام 2021 و75 منزلاً منذ بداية المشروع في محافظات المملكة كافة، بالإضافة إلى مشاريع نوعية بالشراكة مع الشركة العربية للمقاولات، كتنفيذ مشروع مستشفى السلط الحكومي، ومستشفى الأمير بسمة الحكومي، ومشروع إسكان صندوق ضباط القوات المسلحة / شقق إربد، ومشروع الكلاب البوليسية k9 في مركز الملك عبدالله لتدريب العمليات الخاصة، ومشروعا الغلق الأمني وساحة الثورة العربية الكبرى في العقبة، والمدينة الصناعية في السلط، ومشاريع تطوير وتحديث وحدات وتشكيلات القوات المسلحة في قطاع العمليات والتدريب والنواحي الإدارية، وقطاع التربية والتعليم والثقافة العسكرية، وقطاع المنشآت الترفيهية مثل نوادي الضباط، ومشروعات تأهيل وتطوير المستشفيات والمراكز الطبية مثل مشروع مركز الأورام العسكري، مشروع الحجر الصحي في المستشفيات الميدانية الأول والثاني، ومستشفى اللطرون العسكري وغيرها.

وهنالك العديد من المشاريع المنتظر إنجازها خلال الفترة المقبلة، مثل مشروع تحديث وتطوير الجناح المدني في مدينة الحسين الطبية.

الدور الإنساني (محلياً وعالمياً):وزعت القوات المسلحة، وبالتنسيق مع المؤسسة الاستهلاكية العسكرية، منذ تأسيسها، مساعدات عينية وكوبونات على الأسر العفيفة في محافظات المملكة كافة، بلغت قيمتها 7.849.419 دينار، للتخفيف على المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة، وقامت بتسيير 37 رحلة لأسواق متنقلة إلى المناطق النائية وغير المخدومة بأسواق تجارية في المناطق الشرقية والجنوبية من أراضي المملكة وبشكل دوري طيلة أشهر السنة، كما أصدرت بطاقة خصومات لمشتركي الضمان الاجتماعي بنسبة 5 بالمئة على المشتريات من الأسواق التابعة للمؤسسة الاستهلاكية العسكرية.

من جانب آخر، أرسلت القوات المسلحة الأردنية وبتوجيهات من جلالة القائد الأعلى طائرة مزودة بطاقم طبي متخصص من الخدمات الطبية الملكية، لإخلاء مواطن أردني تعرض لحادثة حريق في المملكة العربية السعودية إلى مدينة الحسين الطبية لاستكمال علاجه تحت إشراف فريق طبي متخصص لمثل هذه الحالات، إضافة إلى إخلاء 3 أطفال من قطاع غزة، وطفلة من لبنان الشقيق إلى مدينة الحسين الطبية، ومتابعة حالتهم الصحية وعلاجهم وتوفير كافة سبل الدعم والرعاية الصحية لهم. إن دور القوات المسلحة الأردنية الإنساني النبيل تجاه الأشقاء والأصدقاء، ينطلق من الثوابت الأردنية الوطنية الهاشمية الراسخة التي جاءت من أجل إحلال الأمن والسلام والطمأنينة وتحقيق المعاني السامية، من خلال إرسال مهام الإغاثة وحفظ السلام والأمن إلى مختلف بقاع العالم أو إرسال المستشفيات الميدانية في الكوارث والأزمات؛ حيث وصلت أعداد الدول التي تم إرسال مستشفيات أو محطات جراحية إلى 25 دولة صديقة وشقيقة وما يزيد على 13401 مجمل المشاركات السابقة وللقوات المسلحة الآن مستشفيان ميدانيان يعمل فيهما ما يزيد على 270 ضابطاً وفرداً من مختلف التخصصات الطبية والإدارية.

ففي قطاع غزة، استمرت القوات المسلحة الأردنية في تقديم المساعدة بإرسال المستشفى الميداني الأردني (والذي وصل إلى 69 مهمة) وتعزيزه بمستشفى ميداني آخر في عام 2021، وإرسال عدد من قوافل المساعدات آخرها قافلة سُيرت يوم 16 تشرين الثاني الماضي، احتوت على 19 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية وطبية، ونظمت حملات للتبرع بالدم لصالح مستشفى الشفاء في غزة، لتوفير كميات كافية من الدم من مختلف الزمر، جراء النقص الحاد لديهم لاستخدامها في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، كما نظم المستشفى الميداني الأردني غزة/68 حملة للتبرع بالدم لصالح القطاع الصحي.

وفي لبنان الشقيق، أرسلت الجمعية الخيرية الأردنية الهاشمية، 4 طائرات مساعدات طبية إلى الشعب اللبناني الشقيق بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية.
وتعد القوات المسلحة الأردنية قوة فاعلة في قوات حفظ السلام، حيث استطاعت من خلال مشاركاتها التي بدأت عام 1992 في كرواتيا، أن تنقل للعالم الصورة الناصعة للجندي الأردني وقدرته على التعامل بشكل حضاري مع ثقافات وشعوب مختلفة في جميع أنحاء العالم.
وللقوات المسلحة الآن قوة عاملة في مالي، بدأت أداء مهامها عام 2020، وما يزيد عن 40 ضابط قيادة قوة ومراقب عسكري في كافة أنحاء العالم. وستبقى قواتنا المسلحة المعطاءة في الطليعة بإسهاماتها وتضحياتها