الفقر يدفع الأطفال في الأردن للعمل بحثا عن لقمة العيش

20 نوفمبر 2020
الفقر يدفع الأطفال في الأردن للعمل بحثا عن لقمة العيش

وطنا اليوم:يحيي الأردن والعالم، في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، “اليوم العالمي للطفل”، بالتزامن مع قرب دخول جائحة كوفيد-19 عامها الثاني التي أحدثت ضررا لا رجعة فيه على تعليم الأطفال وتغذيتهم ورفاههم.

” 40% من سكان الأردن أطفال”

دائرة الإحصاءات العامة، قالت إن نسبة الأطفال الذين لم يتجاوزوا 18 عاما من العمر بلغت حوالي 40%، من سكان الأردن وفق تقديرات سكانية لعام 2019.
وأضافت الدائرة أن نسبة الذكور من أطفال الأردن بلغت 39% مقابل 41.5% إناث، مشيرة إلى أن طفلين من بين كل 5 أطفال بين 3 سنوات إلى أقل من 5 سنوات ملتحقون في مرحلة رياض الأطفال، حيث تعتبر البرامج التعليمية خلال مرحلة الطفولة المبكرة مهمة في تهيئة الأطفال وتحسين استعدادهم لمرحلة التعليم الأساسية.
وأوضحت أن 13% من الأطفال الذين أعمارهم (3 سنوات إلى ما دون 5 سنوات) والذين يعيشون مع أمهاتهم ملتحقون في برنامج منظم للتعليم بمرحلة الطفولة المبكرة، مشيرة إلى أن النسبة تتوافق مع بيانات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2018-2019، حيث بلغ معدل الالتحاق لمرحلة رياض الأطفال 37.7%.
وأضافت الدائرة، أن بيانات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2018- 2019 أظهرت تقدما واضحا في معدل الالتحاق في مرحلة التعليم الأساسي، حيث بلغت 94.7%.

“632 ألف طفل فقير في الأردن”

وأشارت الإحصاءات إلى انخفاض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بين 2012 و2017، من 21 إلى 19 وفاة لكل 1000 مولود حي، واستقرار نتائج وفيات الأطفال الرضع عند 17 حالة وفاة لكل 1000 مولود.
وبحسب دراسة جديدة ليونيسيف، فإن في الأردن 3.16 مليون طفل، من بينهم 20٪ (1 من 5) يعانون من فقر متعدد الأبعاد، أي حوالي 632.000 طفل.
وأظهرت دراسة أخرى ليونيسيف الأردن شملت عينة من عائلات أردنية وسورية، انخفاض معدل دخل بعض الأسر، بحيث تضاعف عدد العائلات التي يقل دخلها الشهري عن 100 دينار أردني منذ انتشار جائحة كورونا، و28% من العائلات لديها تمويل يكفي لأسبوعين فقط لإعالة أنفسهم، وأن 60% العائلات تعطلت أعمالهم بسبب الجائحة.
وأضافت أن 17% من الأطفال دون سن الخامسة لم يتلقوا اللقاحات الأساسية، إلى جانب أن 23% من الأطفال المرضى خلال الجائحة لم يحصلوا على الرعاية الطبية اللازمة، بسبب الخوف من انتقال الفيروس وعدم توفر القدرة المادية للعلاج.
وبينت نتائج الدراسة أيضا أن جائحة فيروس كورونا كشفت عن وجود فجوة في الوصول إلى التقنيات الرقمية تواجه الأطفال من العائلات الأشد فقرا، مما يستوجب تظافر الجهود المبذولة لضمان استدراك ما فاتهم ومواصلتهم لتعليمهم، حيث إن 25% من العائلات لم يتمكن أطفالها من الوصول إلى منصات التعليم الوطنية الرسمية عبر الإنترنت والاستفادة منها أثناء حظر التجول، وتمكنت 31% من العائلات فقط من الحصول على خدمة الإنترنت المنزلي.

“أفضل استثمار للمسقبل”

الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان عبلة عماوي، قالت إنه “لا يوجد استثمار أفضل من الاستثمار في فئة الأطفال والتي تشكل مستقبل الأردن”، مبينة أن الأردن حقق إنجازات عدة في مجال تعزيز حقوق الطفل وتنمية الطفولة، تنفيذا لاتفاقية حقوق الطفل وأهداف التنمية المستدامة، لضمان شمول كل طفل في نطاق التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
وبينت عماوي أنه وفي مجال التعليم حقق الأردن نقلة نوعية في هذا القطاع، وتمكن من إرساء دعائم نظام تعليمي شامل عالي الجودة، حيث تم تحقيق مجانية التعليم وإلزاميته وشموليته لكل المواطنين حتى سن السادسة عشر.
وأظهرت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية (2017-2018) أن 86% من الأطفال ضمن الفئة العمرية (12-23 شهراً) تلقوا جميع المطاعيم الأساسية.
وبينت عماوي “رغم إنجازات حققها الأردن، إلا أن هناك تحديات؛ حيث يعاني طفل من بين كل ثلاثة أطفال بنسبة 32% في الفئة العمرية (6-59 شهراً) من فقر الدم، كما أن ربع الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية هم من الأطفال، إلى جانب أن 79% من الأشخاص ذوي الإعاقة ممن هم في سن التعليم غير ملتحقين بالتعليم.
وأظهرت نتائج مسح السكان والصحة الاسرية (2017-2018) أن 3% من الأطفال في الأردن والذين تقل أعمارهم عن 18 سنة هم أيتام، ومن أكثر الفئات حاجة للرعاية لضمان الحماية اللازمة لهم، و5% من الأطفال السوريين في الأردن هم أيتام أيضا.
في مجال العنف ضد الأطفال، أشارت نتائج المسح أن نسبة الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين (سنة و14 سنة) والذين تعرضوا لأي أسلوب عنيف للتهذيب من جانب مقدمي الرعاية في الشهر السابق للمسح بلغت 81.3%.
وبلغت نسبة عقود الزواج الإناث في الأردن ممن هن دون سن 18 سنة والموثقة لدى دائرة قاضي القضاة لعام 2019 حوالي 10.7%، بحسب المجلس الأعلى للسكان.
وأوضحت نتائج المسح الوطني لعمالة الأطفال 2016 أن عدد الأطفال العاملين في الأردن بلغ ما يقارب 76 ألفا بما نسبته 1.89% من إجمالي الأطفال في العمرية (5-17سنة).
وأوصى المجلس الأعلى للسكان بأهمية العمل على ضمان أن ينشأ الفتيان والفتيات في بيئة آمنة تضمن وصولهم إلى خدمات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، إضافة إلى تعزيز التدخلات التي تساهم في تعزيز التنمية وتحسين أوضاع الأطفال والشباب ومجتمعاتهم المحلية، وزيادة الاستثمار في تحسين الجودة الشاملة للتعليم وزيادة فرص الوصول العادل والمنصف إلى التعليم المبكر، واستمرار الاستثمار في تمكين الشباب اقتصاديا.

“عمالة الأطفال في ازدياد”

وحذر مرصد العمال الأردني من زيادة عمل الأطفال في الأردن بسبب اتساع رقعة الفقر والبطالة والاستمرار في تطبيق سياسة التعليم عن بعد، داعيا إلى إعادة النظر بمختلف السياسات الاقتصادية والتعليمية التي يتم تطبيقها في الأردن خلال جائحة كورونا.
وأوضح المرصد أن عدد الأطفال المنخرطين في سوق العمل في ازدياد ملحوظ وأن أغلبهم ينتمون إلى أسر فقيرة تدفعهم حاجتهم للسماح بانخراط أطفالهم في سوق العمل.
وأكد على أن جائحة كورونا زادت من معدلات الفقر، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة دخول المزيد من الأطفال إلى سوق العمل، خاصة في ظل تطبيق سياسة التعليم عن بعد، حيث لا يضطر الطلبة للانتظام في مدارسهم.
وبين المرصد العمالي أن سياسة التعليم عن بعد التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا سهلت على الأسر الفقيرة سحب أطفالهم من المنظومة التعليمية بهدف المساهمة في توفير مداخيل إضافية تساعد هذه الأسر على تلبية حاجاتها الأساسية.
ودعا إلى ضرورة تشديد الرقابة من قبل المؤسسات الرسمية على الأماكن التي تتركز فيها عمالة الأطفال، والعمل على تطبيق القوانين التي تحظر عمل الأطفال، ووضع عقوبات رادعة بحق المخالفين وعدم الاكتفاء بدفع غرامات بسيطة، هذا إلى جانب تفعيل الحملات التوعوية حول الآثار السلبية الناتجة عن عمل الأطفال في المدارس والأسر.
وأشار المرصد العمالي إلى أن “قانون العمل الأردني رقم (8) لسنة 1996 والتعديلات التي أجريت عليه، يحظر تشغيل الأطفال والأحداث، فقد نصت المادة (73) منه، على منع تشغيل الأحداث (الأطفال) الذين لم يكملوا سن السادسة عشرة من عمرهم بأي صورة من الصور.

“2 مليون وفاة إضافية عالميا”

وبحسب تقرير يونيسيف، تأثر 572 مليون طالب بسبب الإغلاقات الشاملة في المدارس في 30 دولة، وبنسبة 33% من الطلاب المسجلين في المدارس حول العالم.
وتشير تقديرات إلى احتمالية حدوث 2 مليون حالة وفاة إضافية للأطفال و200 ألف حالة يولد فيها الجنين ميّتا، خلال فترة 12 شهرا مع الانقطاعات الشديدة للخدمات وارتفاع معدلات سوء التغذية.
وسيعاني ما بين 6 إلى 7 ملايين طفل دون سن 5 من الهزال أو سوء التغذية الحاد في 2020، وهو ارتفاع بنسبة 14% أي أكثر من 10 آلاف حالة وفاة إضافية للأطفال شهريا، ومعظمهم في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا.
عالميا، تشير تقديرات إلى أن عدد الأطفال الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد “دون الحصول على التعليم أو الصحة أو السكن أو التغذية أو الصرف الصحي أو المياه” قد ارتفع بنسبة 15%، أو 150 مليون طفل إضافي بحلول منتصف 2020.

** الأطفال في العالم

منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، قالت في تقريرها إن التأثير طويل المدى على التعليم والتغذية والرفاهية لجيل كامل من الأطفال والشباب يمكن أن يغيّر حياتهم، ورغم أن الأعراض بين الأطفال لا تزال خفيفة، إلا أن العدوى آخذة في الارتفاع.
تقرير “تجنّب ضياع جيل كوفيد”، بيّن أن نحو ثلث الدول التي شملها التحليل (وعددها 140 دولة) شهدت انخفاضا بنسبة 10% في تغطية الخدمات الصحية، مثل التحصين الروتيني، وعلاج أمراض الطفولة المعدية، وخدمات صحة الأم، بسبب الخوف من انتقال العدوى، وأفاد بانخفاض تغطية خدمات التغذية للنساء والأطفال في 135 دولة بنسبة 40%.
وكشف التقرير، أنه اعتبارا من 3 تشرين الثاني/نوفمبر، في 87 بلدا تتوفر لديه بيانات مصنفة حسب العمر، كان الأطفال واليافعون الذين تقلّ أعمارهم عن 20 عاما، يمثلون واحدا من بين كل تسع إصابات بمرض كوفيد-19، أي 11% من 25.7 مليون إصابة أبلغت عنها تلك الدول.
وبحسب التقرير، فإن الاضطرابات المرتبطة بكوفيد-19 التي طالت الخدمات الصحية والاجتماعية تشكل أخطر تهديد على الأطفال.