نخبة معطرة واغلبية مُدَمرة !

20 ديسمبر 2021
بسام الياسين

بسام الياسين

غاب الكبار وتعملق الصغار،فاصبحت الركاكة اصلاً والاصالة استثناء.رغاء يسود الاجواء وجعجعة تثير الغبار وتعمي العيون.الحقيقة غائبة، والقيم في اجازة،على راسها الحرية. سقوفها العالية يوم تناجي نفسك وتشتكي لربك ما يدور من حولك من سريالية ممجوجة.رغم كل هذا الانهيار،فمسؤولية المسؤولين مؤجلة،ومحاسبتهم معجزة،بينما وحش الفساد التهم حديد الخزينة.و لم يبق من الاستثمار الا ضريبة الاكفان على الهياكل العظمية التي تزدحم على الارصفة طلباً للقمة.

 الانكى ان النخبة،ما زالت تخوض في جدل الهوية،متجاهلة ان الغالبية الغالبة محرومة ومغلوبة على امرها،بينما المواطنة الحقة تحل المسألة،و تنهي الجدل العقيم هل الملائكة اناث ام ذكور، وتنهي الفلسفة العقيمة، ـ اي المواطنة ـ لانها حالة يضمنها القانون بموجبها يحق لابناء المجتمع كافة، تسيير شؤونهم العامة .بهذا تحسم المواطنة القضية برمتها، ولا حاجة لنخبة جاءت بالصدفة او بجينات الوراثة او محمولة على دبابة المحسوبية.

 نُبشر هؤلاء الذين يعيشون بعقلية الخمسينيات ان الوطنية تبدلت من تسحيج واغاني ذرورها الريح واغنية الى اقتناص فرصة هجرة، بعد ان امحلت الديار وتخوزقت العامة، بسبب سوء الادارة،الفساد وتسلط الطبقة السياسية المكروهة. فمعروف حتى للجهلة،ان الخراب عملية تراكمية تشاركية في عهود مختلفة، وكل رئيس مسؤول عن مرحلته.فلا تتقافزوا من على ظهر السفينة لابراء الذمة. اللافت اننا نخرج من خيبة الى خيبة،وما زالت النخبة تتصدر القاعات المكيفة والمنصات العالية،متباكية على المركب التائه بلا بوصلة والطائرة الخربانة القابعة على ارضها،متجاهلة السؤال الجماهيري المعلق الشفاه :ـ من اضاع البوصلة وكَسرّ مجاديف المركب ورهن محرك الطائرة،وباع براغيها باسعار زهيدة.؟.اليست السياسة الارتجالية وتحول الرؤساء الى ادوات طيعة بيد الدولة العميقة.

الضمير الجمعي مأزوم،والاعتراض على هدر اموال الدولة قائم لا يسقط بالتقادم،اما القبض على موظف بلدية، بتهمة الرشوة و التعامي عن الجذور المنخورة نكتة بايخة. فكيف تطلبون الفضائل والاغلبية جائعة،وكيف تصل الحقيقة للناس و الاعلام يعمل تحت الوصاية والبرلمان يُصوت بآلو صغيرة. وعلى بلاطة لا احد يثق بالحكومة ولا بفلذكات الرؤساء الجالسين على الدكة مرخين الدكة .

إن الف غُرزة تجميلية بيد امهر اطباء التجميل ، ليس بمقدورها تجميل وجه محروق،فالتمظهر بالوطنية عملة رديئة لا يقبلها صاحب بقالة بضاعته مضروبة .فالثرثرة لا تقلي بيضاً،فكيف اذا كان بيض النخبة رائحته منتة وصلاحيته منتهية.

للخروج من المأزق،العودة للقاعدة، الشعب مصدر السلطات. غير ذلك إستهانة بالوعي الجمعي،وجناية سياسية وجنابة اخلاقية.فامسكوا السنتكم ايها الساسة،فالعالم يتغير بخطوات مذهلة،ونحن نتراجع لعصر الجاهلية.

لقد بات ضرورياَ، فتح الملفات كلها،وكلً رئيس ملفه بيمينه،ثم تسليط الضوء على الممارسات المعتمة داخل النخب ” العلية “. فالخطاب النخبوي شعارات خاوية ومتعاليات هشة، بعيدة عن الاستنارة العقلية،اسلحته مفلولة تطلق نيرانها للوراء.ما سيؤدي بنا للدخول الى المنطقة الحرجة المنذرة بانفجار القاعدة.