ابو دلبوح يكتب .. وصفي التل 2021 .. أكبر خائن؟

4 ديسمبر 2021
ابو دلبوح يكتب عن وصفي التل

بقلم/د. وليد خالد ابو دلبوح/ في ثقافة المفاهيم .. كل شيء في الوطنية لدينا قد تغير! وصفي التل
لا أدري ماذا كان سيفعل وصفي وماذا سيقول لو استفاق من قبره اليوم ؟ هل سنراه يصفق للتطبيع ويبرر له واقفا أمام الجمع ينشد الذرائع الواحدة تلو الأخرى … لماذا وكيف انقلب على نفسه ومبادئه في الأمس … أم سنراه يقود الجماهير شامخا من أمام مسجد الحسيني في وسط البلد من يوم كل جمعة مناهضا محتجا للتطبيع وصفقاته؟! عن أي وصفي تتحدثون؟ كفاكم نفاقا .. كفاكم ابتزازا لوصفي وانجازاته.
أن ما جعل وصفي الأمس رمزا وطنيا وبطلا قوميا حتى اليوم هي مجموعة من القيم والمآثر والمبادئ الوطنية التي اعتنقها وعمل بها واستشهد من أجلها .. وان الغرابة في الأمر أن ذات القيم والخصال أصبحت للأسف تتنافى اليوم مع قيم البطولة والوطنية التي أوصلته الى ما هو عليه اليوم على حد سواء .. لا بل وأصبحت عبئا على كل ينادي ويعمل ويضحي من أجل تلك الخصال .. فالحديث عن فلسطين أصبحت شبهه واسرائيل أصبحت “نصرة” والمقاومة أضحت ارهاب والتطبيع مع العدو تبين أنها مصلحة وطنية  وأبسط ثوابت الدين نالتها تهم التطرف والغلو.. ومكافحة الفساد في اللاوطنية و جلدا للذات … ومكافحة الانسان وفكرة وحريته أصبحت مناؤه لمبادئ الأمن والأمان !

ان كل الأسس والمبادئ التي تعلمناها وتربينا عليها أصبحت هما غما لكل من ينادي بها ويعمل لأجلها .. تهمة صدقناها وصدقها شبابنا وطلابنا وكافأناهم في سجوننا بتهمة ” الوطنية الرجعية” التي تبناها وصفي وأمثاله وعلمناتها لأجيالنا لعقود ثم عاقبناهم عليها ” !! والغرابة أيضا في الأمر أن “أمراء” الفساد والتطبيع والخيانة هم أعلى الأصوات “حبا” ب وصفي في المنابر وهم فعليا أكثر الناس عداوة له على الورق وعلى أرض الواقع وللقيم التي جعلته رمزا وطنيا الى يومنا هذا؟!

فاذا كان هذا الواقع المرير هو الحال, من هنا نقول فلتشطب مناهجنا جميعا في التربية الوطنية وما شابهها من مناهج قي القدس والقضية الفلسطينية ولتستبدل مناهج أخرى تعتذر بداية للأجيال السابقة عن القيم التي رسموها لهم وصدقوها بسبب المعاناة النفسية والمادية التي حصدوها تباعا جراء فعلتهم تلك وليتم بعدها رسم مناهج أخرى تبرر لماذا وكيف مفهوم الوطنية تغير وتبدل تحت من باب “الغاية تبرر الوسيلة وكيف تلك الغاية تنقلب على المبادئ والثوابت اخذين بعين الاعتبار “المصالح الوطتية العليا” … هذا أقل ما يمكن تقديمة لطلابنا وشبابنا حفاظا على مشاعرهم وأرواحهم ومستفبلهم!!

الخاتمة:

نتفهم تبدل وتغير المفاهيم في عصر التكنولوجيا والعولمة خاصة على “المصطلحات” العلمية .. مثل مفهوم الحرب حيث المواجهة والتلاقي بين الجيوش والقوة النارية جزء من هذا المفهوم أما الان  فالحرب قد تشن بدون جيوش أو اطلاق رصاصة واحدة … هذا يتوقع و”يصلح” للمفاهيم العلمية ولكن لا يجوز أن تتأثر المفاهيم التي تتعلق بالقيم والمبادئ والثوابت مع الوقت وتحت أي ظرف وبأي متغير أو طارئ.

تلك هي القيم الحقيقية التي يجب أن تجمعنا في هويتنا الوطنية لا كتلك الفئوية المجتزءة أو الاخرى المصدرة الينا ” تيك أوي” من الخارج بدون أي رائحة أو طعم أو لون.

ان عدم فهمنا وقناعتنا للمفاهيم اليوم والتي تكاد في مجملها تفرض علينا فرضا لا نعقلها ولا نهضمها ننساق وراءها بكبسة رز في لحظة ما ستكون بها اثار وخيمة على قيم الانتماء والولاء والمواطنة الصالحة خاصة على الأجيال القادمة حيث سنخرج أجيال فارغة الهوية هشة غير متزنة … كوننا نحن في الأصل نصدرها لهم وغير مقنعين بها .. نلهث فقط وراء الفتات من المناصب هنا أو هناك ضاربين بالاردن وأجياله ومبادئه عرض الحائط تحت مسمى “الحاجة أوالمتغيرات أوالبعد الاستراتيحي أوالمصالح العليا للوطن!

حمى الله الاردن وشعبة وقيادتة والله والوطن من وراء القصد

Dr_waleedd@yahoo.com