معاريف الاسرائيلية: يتعرف الأردنيون على علاقاتهم مع إسرائيل من منشورات أجنبية

27 نوفمبر 2021
معاريف الاسرائيلية: يتعرف الأردنيون على علاقاتهم مع إسرائيل من منشورات أجنبية

وطنا اليوم – وصفت صحيفة معاريف العبرية مذكرة التفاهم بين الاردن واسرائيل لتبادل الطاقة “لكهرباء مقابل الماء” بالبسيطة لكنها إبداعية. حيث سيصدّر الأردن لإسرائيل كهرباء أنتجت بالطاقات المتجددة. وبالمقابل، تفحص إسرائيل إمكانية أن تعيد للأردنيين ماء محلاة.

وقالت الصحيقة إنه لإنتاج الكهرباء، على الأردنيين أن يقيموا منشأة “خضراء” وإلى جانبها مشروع تخزين. أما إسرائيل فعليها أن تقيم منشأة إضافية في أحد شواطئها. وتحققت مذكرة التفاهم بمساعدة الإمارات ووقعت برعاية أمريكية. وهي ستعطي للأردنيين ماء غالياً ليس لديهم، ولكن ليس كل من في عمان يرحبون بهذه الفكرة.

وأضافت، “في صباح التوقيع على الاتفاق، أجريت مقابلة إذاعية مع وزير الإعلام فيصل شبول، الذي يعمل كناطق بلسان الحكومة. نفى شبول كل توقيع مرتقب على الاتفاق. بعد ساعات قليلة من ذلك، علم من دبي أن الاتفاق وقع، رغم نفيه. وعندها، أجرى الأردن التفافة حدوة حصان. وكالة الأنباء الرسمية “بتراء” التابعة للناطق نفسه، بشرت بعنوان كبير للاتفاق المتحقق”.

وتابعت، هذا التذبذب جعل حكومة الأردن، ولا سيما وزير إعلامها، نكتة في دوائر العقلاء في عمان. شاب أردني يدعى عمر جلال، غرد في حسابه على تويتر: “وزير الإعلام ينفي صباحاً، ووزير الماء يوقع. ذكروني كم حكومة عندنا؟”. مغرد آخر يدعى محمد الخطيب، كتب: “في الساعة 10 لا يوجد شيء، وفي الساعة 11 وقعوا. إذا كان ناطق الحكومة لا يعرف أن شيئاً ما حصل في ذاك اليوم، فمن يعرف؟”.

كاتب التقرير في صحيفة معاريف جاكي خوجي يرى أن ناطق الحكومة لا يعمل بالنزوات. فمن يتابع الخطاب العلني في الأردن في هذه السنوات، بالكاد سيجد فيه تفاصيل عن الاتصالات مع إسرائيل. مع أن بالتأكيد ما يمكن روايته للجمهور، ولا سيما مؤخراً؛ فزيارة رئيس الوزراء بينيت إلى القصر الملكي، وزيارة وزير الدفاع غانتس ووزير الخارجية لبيد، وتوسيع الاتفاق على صفقة عمال في إيلات، وكذلك توسيع اتفاق الماء… كان الجمهور الأردني قد عرف عن كل ذلك بتقنين، أو في الهوامش، أو لم يعرف على الإطلاق.

ويقول، “في الغالب، يتعرف الأردنيون على علاقاتهم مع إسرائيل من منشورات أجنبية أو بفضل تسريبات من إسرائيل. هكذا أيضاً اتفاق “الكهرباء مقابل الماء”. فقد وقعت مذكرة التفاهم دون أن تروي القيادة الأردنية عنه لجمهورها. بل إن الأردنيين طلبوا من إسرائيل والأمريكيين في أثناء المباحثات، المحافظة على السرية. ولكن التفاصيل تسربت إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، ووصلت في غضون وقت قصير إلى الشبكات الاجتماعية ومواقع الأخبار في الأردن”.

وأضاف خوجي، إن الغياب المضلل للشفافية يعرفه الأردنيون منذ عشرات السنين، وتعلموا كيف يتعايشون معه. كما أنهم سلموا بأداء فاشل لموظفي القمة، وإن كان يقض مضاجع الكثيرين منهم. ولكن ضعف الأردن في الموضوع الإسرائيلي كشف هذه الحالة. صحيح، استقبلت البشرى بغضب لدى دوائر معينة، وطالب عشرات النواب ببحث عاجل في ضرورة الاتفاق، واتهم نشطاء سياسيون ومعارضون بأن الأردن أودع فرع الطاقة في أيدي الاحتلال الإسرائيلي. “خطر وجودي على مستقبل المملكة”، قال عماد الشوبكي، محلل أردني لشؤون الطاقة. “سيسيطر الصهاينة على المنطقة كلها بواسطة مشاريع بنية تحتية أخرى”، قال هشام البستاني، منسق الحملة الجماهيرية ضد اتفاق الغاز مع إسرائيل.