” أربعون يوماً على فراق أغلى الرجال ” .. الدعجه يرثي والده بهذه الكلمات

14 نوفمبر 2021
” أربعون يوماً على فراق أغلى الرجال ” .. الدعجه يرثي والده بهذه الكلمات

وطنا اليوم – رثى المحامي انس الدعجة ، والده بكلمات مليئة بالحزن بعد مرور أربعين يوماً على فراقه وسط حاله من الحزن الشديد .

وفيما يلي نص الرثاء : 

” إلى كل من عرفك يا أبي عندما كنت ضابطاً وجندياً ومكلفاً وشيخاً وفقيراً .. إلى شيوخ ووجهاء الوطن من شماله إلى جنوبه .. إلى معسكرات الزرقاء وجميع وحدات جيشنا العربي التي كنت تعبرها كل يوم صباحاً ومساء لخدمة الوطن هيبة ومهابة .. ستذكرك وحدات الجيش التي خدمتها ستذكرك طوابير العسكر ستذكرك مشاغل سمو الأمير فيصل ستذكرك كلية الشهيد فيصل الثاني التي تتلمذت فيها أنت ورفاقك آنذاك, ستذكرك أزقة وأحياء وشوارع بلدة صما .
اليك يا من علمتنا بأن الرجولة هي الجد والكفاح والمثابرة وان يكون الانسان مسؤولاً عن جميع افعاله وان لا يتهرب من المواجهة والانصياع الى الحق وان لا يعيش في مخادع الرذيلة وأقبية الخفافيش حيث ان الشجاع بظهور خصمه لا يقبل الهروب او العيش في وسط الظلام ليصارع ظله في ضوء الاحتراق , اليك يا من علمتنا حب الوطن وقائد الوطن وخدمة الوطن .
كان والدي دائماً يفتخر بأنه احد أبناء شهداء الأمن العام حيث استشهد جدي المرحوم عوض المحمود أبو ماجد في مدينة نابلس أثناء قيامه بتنظيم موكب جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال .
تتلمذ الفقيد على أفكار الشهيد وصفي التل في الاتحاد الوطني قبل التحاقه في صفوف القوات المسلحة ليخدم وطنه وقيادته خبيراً ومنفذاً وزملائه خطط القوات المسلحة في تطوير وتعديل بعض الأسلحة والآليات القتالية , وبعد التقاعد استمر في خدمة الوطن من خلال انتخابه رئيساً لبلدية صما تاركاً خلفه بصمات واضحة وشاهدة على نقاءه وإخلاصه في العمل فكرس نفسه لخدمة الناس وبلدته وشرع أبوابه لكل محتاج , وعضو في اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين – كما أسس الفقيد الجمعية الخيرية لأبناء الشهداء والطلبة المحتاجين حيث بقي يتابع أمورهم لأخر يوماً في حياته والتي ما زالت تقدم الخدمات لأبناء وبنات صما من خلال المشاريع التي جلبها وما زالت ومديراً لمركز مجتمع صما المحلي وعضوا في مجلس التطوير التربوي والمجلس الامني في اللواء وأسس الفقيد مكتبة عامه تتبع للمكتبة الوطنية من خلالها لتخدم أبناء صما وعضواً في اللجنة الاستشارية لبلدية الطيبة الجديدة .
ستبقى يا أبي في صدور الرجال يرتلون سيرتك العطرة وسنتلو ماضيك الجميل على أبناءنا والأصدقاء ترجلت أيها الفارس فبأي كلمات نرثيك وبأي دمع نبكيك فلقد اخجلني قلمي واشفقت على نفسي , لقد غيبك الموت عنا يا ابي وقد كنت تاريخاً لنا ولرفاقك , كنت فينا سراجنا يضيء عتمتنا , ومدرسة حياة نشأنا فيها وتعلمنا كنت خفيفاً في حياتك وخفيفاً في موتك غادرتنا سريعاً .
أبي لقد شهد الناس ومن حولك بأنك كنت عوناً للجميع في كل الأوقات كنت محباً للكل فاحبك الجميع وبنيت لك في قلوب الناس منزلاً حتى إذا ما علمو برحيلك حضرو من كل صوب لتشييعك الى مثواك الأخير فلم تثنهم الصعوبات .
فسلاماً على روحك الطاهرة شيخاً وكبيراً وعزيزاً وكريماً في حياتك وفي موتك رحمك الله وجعل الجنة مثواك وسلاماً على روح أمي التي رحلت عنا لتلتحق بها في غضون تسعة أشهر أمي المرأة الحنونة الكريمة الاصيله عليها رحمة الله ورضوانه . ” .