الطاغية ومشايخ باب الحارة

2 نوفمبر 2021
بسام الياسين

بسام الياسين

( كاليجولا امبرطور روما،عبقري الشر،واسطورة السادية.متعته الماتعة، نشر البؤس بين شعبه وذروة سعادته حين يرونهم يتضورون جوعا.لذلك اقفل صوامع الغلال لينعم بعذاباتهم. حالة مرضية لا يعقلها عقل ولا يصل لها خيال،حيث اجبر اثرياء بلاده  علىكتابة وصاياهم بان تؤول اموالهم اليه بعد موتهم وحرمان الورثة.ما زاد في تماديه صمت الناس وجبنهم.فزاد في احتقارهم،ورفع قدر نفسه مثل إله اغريقي .دخل ذات مرة، مجلس الامة على ظهر حصانه لتنصيبه نائباً في مجلس الإمعات. فانتفض عضو ـ اخو اخته ـ وصاح بالخانعين الذين هتفوا بحياته :ـ متى تستردوا شرفكم المهان. كلامه  استفزهم فاشعل ثورة. تحرك الجمع مشحونيين بحقدهم على افاعيله،فقتلوه وذبحوا حصانه وطاردوا حاشية التي اختبأت في مجارير الصرف الصحي ) .

كذلك واقعنا العربي، يدين الانظمة التي دفعت المواطن البائس الى كآبة ميئوس من شفائها. زورا صوته،سلبوا حقوقه.فرضوا عليه رسوم مواطنة تصاعدية.لم يكتفوا بذلك بل شنوا حروباً بينية لتدمير حواضرهم وحضارتهم،ولزيادة الطين بلة،استقدموا جيوشاَ اجنبية لتدمير البقية الباقية،وعصابات بلاك ووتر لتصفية العناصر الوطنية حتى حلت الغربان مكان السكان في المدن التي كانت عامرة باهلها.

مدن عربية يتيمة،دق الحزن اوتاده فيها.رفع اعلامه الحزينة على مآذنها.فتمزقت خارطة  الامة ،واخذت ريح التفرقة تلعب فيها.لا يجمعها الا ظلم الانظمة، ونخب مستبدة ديدنها السلطة، ودينها المال و تصغير الرجال لتبقى الآمر الناهي،ولا احد يحاسبها عن مفاسدها.

انظمة لا تتمرجل الا على شعوبها،ففقدت شرعيتها، و لم يبق منها سوى هياكلها كسيارات “السكراب”المركونة في ساحات مهجورة. انظمة فشلت في التنمية ثم اسقطت فلسطين من اجندتها لتحظى بمباركة الصهاينة ورضا الامريكان.

فلسطين ـ فضيحة العربان ـ. هربوا منها عند اشتداد النزال، ثم عادوا اليها لمعانقة مغتصبها حاملين له الحلوى،مباركين بتشييد المستعمرات في الضفة الغربية،وصلاة المستوطنيين في الاقصى،وكأنه لم يعد قبلتنا الاولى بل صار ذكرى. منحوتة من خشب اوجبص تباع على الارصفة،و صورة معلقة على حيطاننا حتى مسخت فلسطين واصبحت قصيدة ممجوة من شاعر متكسب او باحث عن شعبوية.

توالت هزائمنا.فمن كان يصدق ان بيروت الجميلة صارت مزبلة،و احياءها حارات متناحرة،كل حارة جمهورية قائمة بذاتها، لها مليشياتها المسلحة واعلامها،لدرجة ان وصل بها الحال بان رئيس الدولة لا يعنيها،بقدر زبال يشيل زبلها.

من يصدق،ان بغداد التي كانت تستحلب الغيم عطشى،تحفر باظافرها الرمل ،لتروي ظمأها ؟.تفعل ما فعلته هاجر ـ ام اسماعيل ـ الساعية بين الصفا والمروة بحثاً عن قطرة ماء لارواء وليدها.معذورة هاجر كانت في وادٍ ليس بذي زرع،اما بغداد فتسترخي بين نهري الجنة، الفرات ودجلة.الادهى نومها في الظلمة، رغم انها تعوم على بحر نفط. فلا كهرباء تحرك مروحة تهش بها وهج الصيف،ولا تدفئة تدفع زمهرير الصحراء القارسة،فيما نخبها ـ رضي الله عنهم ـ يعيشون الف ليلة وليلة،واصبحوا بين ليلة وضحاها، كقارون تنوء بمفاتيح كنوزه العصبة اُولي القوة ؟!.

من يصدق ان دمشق المسنودة بقاسيون الذي يُناطح السُحبا، اصبحت اجواءها مستباحة وارضها لمن دب عليها؟ّ.من يصدق ان اليمن السعيد، صار اشقى بقاع الارض كافة،وحكمته اليمانية صارت لعنة ؟!.من يصدق ان ليبيا المشاطئة للبحر مسافة 1600 كم،بنفطها الغزير،وشعبها القليل صارت عنوان فقر وقبائل جاهلية تذبح على الهوية.

 دول فاشلة او على الحافة وشعوب عاجزة لا تهش الذباب عن وجهها.وصدق من قال عنا امة سفينتها متهالكة و ربابنتها قراصنة لا يرون الا بعين واحدة. بناءً عليه،كفى كذباً وتوقفوا عن استهبال العامة.الحل الجذري لا يكون الا بكسر الابواب المغلقة المفضية ،لفضح اسرارها وتعرية شيوخ الحارة.