عسكرة الإجراءات لحملة التطعيم.. هل تقنع المترددين في الأردن

29 أكتوبر 2021
عسكرة الإجراءات لحملة التطعيم.. هل تقنع المترددين في الأردن

وطنا اليوم:دعا خبراء وبائيون وصحيون الحكومة الى اتخاذ اجراءات من شأنها اقناع الناس بالمطاعيم، بعيدا عن “عسكرة الاجراءات”، مشددين على اهمية الوصول الى المواطنين في منازلهم وعدم الاعتماد على متابعتهم في مواضع أعمالهم فقط.
وأشار هؤلاء الى ان الحكومة تتجه الى التطعيم الإجباري لطلبة المدارس من سن 12 الى 18 عاما، من خلال وضع شرط التطعيم مقابل التعليم الوجاهي.
وحذر الخبراء من متلازمة الكورونا مع الفيروسات التنفسية التي ستبدأ مطلع الشهر المقبل، فضلا عن مخاوف المتحور الجديد الذي يضرب بلدانا في العالم، لافتين الى اهمية العمل على زيادة وتسريع وتيرة التطعيم لأن جرعات التطعيم السابقة أوشكت مناعتها على النفاد.
وفي السياق، قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور مهند النسور إن افضل الأساليب لمواجهة زيادة انتشار الفيروس هو التطعيم، بحيث يتم الوصول الى الناس في أماكنهم، وخاصة السيدات في المنازل، لافتا الى ان التركيز على المواطنين في اماكن عملهم لا يجدي نفعا كالوصول إليهم حيث يكونون، وإقناعهم بضرورة تلقي المطاعيم.
وشدد على ضرورة التعامل مع المواطنين بالإقناع وجذبهم الى المطاعيم بدلا مما وصفه “عسكرة الإجراءات” التي لا تجدي ولا تنجح في اقناع الناس ولا تخفف من عدد الاصابات.
بدوره، لفت استشاري الامراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة إلى اهمية فحص المخالطين ومخالطيهم، وضرورة الابتعاد عن الاجراءات التي من شأنها دفع المواطنين الى المطاعيم دفعا وإفقادهم الثقة بإجراءات الحكومة.
وأشار الى ان متلازمة كورونا والفيروسات التنفسية ستلقي بظلالها على المواطنين مطلع الشهر المقبل، فضلا عن مخاوف انتشار المتحور الجديد (اي يو) الذي بات يضرب دولا مثل بريطانيا وفلسطين المحتلة، وينتشر بزيادة عشرة اضعاف عن فيروس “دلتا” سريع الانتشار، ويتوقع ألا يستجيب للمطاعيم.
وبين الطراونة ان على الحكومة التحضر لموجة جديدة من المطاعيم، خاصة بعد مرور اكثر من 6 اشهر على تلقيها، وهو ما من شأنه ان يفقد أعدادا كبيرة من نسبة مناعتهم في مواجهة الفيروس، وفقا لأحدث الدراسات العلمية.
وشدد على ضرورة التقيد بالاشتراطات الصحية، محذرا من استمرار ارتفاع الاصابات، وهو ما يمكن أن يشكل ذرورة وبائية جديدة، في ظل عدم الالتزام وسياسة التراخي التي تسود المملكة حاليا.
ولفت إلى ظاهرة دخول بعض الاطفال إلى المستشفيات في المملكة بسبب كورونا، معتبرا ان ذلك مشهد جديد ينذر بمخاوف من انتشاره وآثاره على الأطفال.
بدوره ، قال رئيس لجنة التنمية والصحة والتعليم في المركز الوطني لحقوق الانسان، الدكتور ابراهيم البدور، إنه لا بد من رفع المناعة المجتمعية عبر تلقي المطاعيم.
واضاف: “يبدو أننا متجهون الى وضع شرط اللقاح على الطلبة للسماح لهم بالتعليم الوجاهي”، متوقعا أن يطبق هذا الشرط خاصة على الأعمار بين 12-18عاما.
وجاء حديث البدور بعد تصريح وزارة الصحة عن أن نسبة الإصابات بفيروس كورونا ارتفعت في المدارس إلى 35 – %40 من إجمالي عدد الحالات المسجلة، معتبرة أن سبب الزيادة في الحالات المسجلة هو الاختلاط داخل المدارس.
وكان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري أكد أن إصابات كورونا بين الفئات التي تقصد المدارس ارتفعت أكثر من الضعف منذ منتصف آب (أغسطس) الماضي حتى اليوم، مؤكدا أن ارتفاع أرقام كورونا متوقع ويعكس فتح القطاعات، ومشيرا إلى أن فئة الشباب هي من ساهم برفع معدل الإصابات.
وأضاف في تصريحات صحفية أن “الوضع الوبائي يسمح حاليا باستمرار ما نحن عليه شريطة الإقبال على المطاعيم”، مشيرا إلى أن أكثر من ثلث الإصابات المسجلة يحدث في فئة طلبة المدارس.
وقال إن التجمعات لمتلقي المطاعيم لا تشكل خطورة طالما أن الحاضرين حاصلون على اللقاح أو فحوص سلبية.
ولفت الهواري النظر إلى أن “التجمعات المطعمة لا تشكل خطورة، لأن كل من هو في التجمع مطعم أو حاصل على فحص سلبي للفيروس”.