الهوية الوطنية الاردنية …ثم ماذا ؟… هل نحن على درب اسقاط الهوية الفلسطينية ؟

29 أكتوبر 2021
الهوية الوطنية الاردنية …ثم ماذا ؟… هل نحن على درب اسقاط الهوية الفلسطينية ؟

بكر خازر المجالي 

لماذا هذا النقاش والحديث عن الهوية الوطنية الاردنية ؟ 

ومتى بدأ هذا الجدال وظهور النظريات والتحليل والتفسير ؟ 

وما الاسباب والدوافع وراء تصعيد النقاش وخلق اشكالية اسمها اشكالية الهوية الوطنية الاردنية ؟ 

ومتى سيشعر ممن وراء هذا النقاش والحوار ،متى يشعرون انهم حققوا اهدافهم ؟؟ وبعد ذلك ،ماذا ؟؟ 

قرار فك الارتباط هو لمنح الفلسطينيين الاستقلالية التامة في مسار انشاء دولتهم ، هل فشلوا ؟؟ وعادوا الى البحث عن مبتغاهم في الهوية بشكل جديد ؟؟ 

في بداية تأسيس الدولة وحين كان الاردن باطار جغرافي يضم سكان شرق الاردن ،بعد نجاح التقسيم وتسارع خطوات تنفيذ وعد بلفور ، فان الهوية للجميع في بلاد الشام هي أقرب لأن تكون الهوية السورية لأبناء بلاد الشام ، وبعد التجزئة فان اهل كل منطقة أخذوا اسم ارضهم لتكون هويتهم وجنسيتهم بدءا بفلسطين وشرق الاردن ولبنان وسوريا . 

ولكن دارت الدوائر على وطن وارض واحدة من هذه الهويات وهي ارض فلسطين وهويتها ، وفي اطار استمرار مخطط الاستلاب والتهويد ، ولا زالت الهوية الفلسطينية هي الهدف ، وهنا : هل يبحث اؤلئك المنظرون والسياسيون والمحللون الى تعويض اهل الهوية الاصلية “الفلسطينية ” بهوية اخرى ؟ 

هل هذا نتاج اليأس والفشل والعجز وادراك ان لا عودة لفلسطين ولا لقيام دولة فلسطينية ؟ وفشل اهداف قرار فك الارتباط ؟ 

وتحويل سلوك الفشل الى درب اخر يمكن تحقيق نجاح ما ؟ 

هل مصطلحات “الهوية الجامعة ” وما قاربها فيها الحل الذي يرتقي الى مستوى المقاومة الصلبة للتآمر على الهوية الفلسطينية ؟ أم عكس ذلك تماما ؟ 

هل التنظير والتنقيش كله بهدف مساعدة المجتمع العالمي لايجاد صيغة توافقية وسطية يقبلها الجميع ، وبالذات الاردنيون والفلسطينيون ؟ وتحقيق القبول يعني حتما الموافقة على نقل القضية الفلسطينية الى رف جديد في مستودع نبنيه في شرق الزرقاء أو شرق الجفر ، وننساه أو قد نزوره سنويا أو سنة بعد كل سنتين . 

لهذا نعود الى  السؤال : لماذا تخضع الهوية الاردنية الوطنية الاصلية الى النقاش ؟ 

لماذا نقبل بأي شكل كان ذلك ؟ 

هل يتم البحث حاليا عن حل للهوية وكأنها اصبحت مشكلة شائكة ؟ لماذا نخلق من الهوية الاردنية اشكالية ؟  لخدمة من ؟ ولمصلحة من ؟ ومن سيستفيد وهل هم من اصحاب الاجندات او ممن يحصلون على رواتب ومخصصات وامتيازات من كل الاطراف ؟ 

قد فشلت كل الحلول السياسية ، وسقطت كل الحلول العسكرية ، ولا نتيجة للان ، ولكن هناك من يسعى الى الوصول الى أي نتيجة بأي ثمن ومهما كان شكلها وعلى حساب أي كان ، لأن الفاشل والعاجز يريد تحقيق نتيجة يعتقد ان من ورائها انجاز ونجاح ،هنا يجري البحث عن الحلقة الاضعف ، يبحث عن الاكثر تسامحا وتساهلا ، يبحث عن الاقل فهما وادراكا للخطر ؟ يبحث عن من يعتقد انه لا يخسر شيئا ملموسا بل الخسارة هي في الفاظ والقاب ومسميات  ليس أكثر ، 

ومن ثم تبدأ الحسابات الأعمق يوم لا ينفع نعيق ولا ثغاء ، بعد وضع الهوية الوطنية الاردنية بحجة الهوية الجامعة مثلا وغيرها ،يوم وضعها او تعليقها على مشجب جزار ، 

ثم ماذا ؟؟؟؟

اذا كان هناك أدنى تنازل عن مفهوم الهوية الاردنية باصالتها ، فهي البداية لضياعها ،

اذا قبلنا ان تكون الهوية الاردنية موضع نقاش وتفاوض فيعني اننا نقبل من حيث المبدأ ان نتنازل لو عن غرام او ملم واستخدم هذه المقاييس لانه لا توجد مقاييس للهوية الوطنية فهي كل لا يتجزأ ولا تقاس بكل انواع الاوزان والمقاييس الا بمقياس المواطنة والاخلاص ونقاء الضمير .والهوية الوطنية لا تخضع للمحاصصة كمقعد نيابي ووزارة وظيفة بالدرجة العليا .  

نحن نؤمن بشكل مطلق بسلامة الهوية الفلسطينية ، وسلامتها بأن لا تدخل في اي مزايدات كانت . بل تحتاج لتكريسها كواقع هي في وجدان كل فلسطيني على ارضه واينما وجد ، وتحتاج الى التوجه النقي للدفاع عنها . 

ونحن نؤمن بهويتنا الوطنية الاردنية العميقة وقوتها وديمومتها ايضا بأن لا تكون مجالا للتنظير والاشتراك مع غيرها ،وتحتاج منا الى الفهم الصحيح والحذر من هؤلاء المنظرين وبعض من جلدهم هو الوطن وبداخله الجلد غير ذلك . 

فكيف نواصل خدمة الهوية الوطنية الاردنية كقيمة اردنية مطلقة نخدم من خلالها قضيتنا الاولى فلسطين وجوهر القضية القدس العربية ؟ 

كيف ندرك أبعاد المزايدات والمتاجرة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية بتصفية هويتها اولا واستيراد مصطلحات جديدة جامعة وهي غير ذلك ، ؟؟ 

اذا كان هناك اعتقاد ان الحالة الديمغرافية توجب خلق توازنات ما ، فلماذا لا تبدأ اسرائيل اولا بتطبيق هذا المبدأ ؟ 

ويبقى السؤال اذا كان هناك استمرار في نقاش الهوية على اساس الجمع والقسمة والطرح والضرب ،فيعني هذا ان نستعد الى اسقاط فلسطين من كل الحسابات ، وان نبدأ في غرفنا المغلقة مسيرة جديدة .