الزميل فادي غانم يكتب : الم يحن الوقت لنسمي الأشياء بأسمائها؟

13 نوفمبر 2020
الزميل فادي غانم يكتب : الم يحن الوقت لنسمي الأشياء بأسمائها؟

فادي غانم

كبيرة كانت آمالنا عندما وصل العماد عون إلى الرئاسة وانتظرنا تحقيق الوعود !!!

بعد أربع سنوات يحق لنا أن نسأل ماذا تحقق؟ وأين أصبحت الوعود بدولة قوية قادرة، تُقيم العدل وتُحقق التغيير والإصلاح المنشود؟ أين وعود الكهرباء والمحاسبة والإقتصاص من الفاسدين؟ أين الإبراء المستحيل؟ وأين لبنان العظيم اليوم؟

نتفهم الضغوط ومصالح الدول الكبرى طبعاً، وهذه التركيبة الطائفية العجائبية في نظامنا السياسي، لكن هل فعلاً لا يمكن تحقيق الإصلاح في لبنان؟ هل طغى الباطل وزُهق الحق؟

وكي لا نظلم نقول: لقد نجح العهد في ضرب الإرهاب التكفيري، ونجح في تغيير قانون الانتخاب، ولكن المواطن اليوم يئن تحت وطأة الضائقة الإقتصادية، وتدهور سعر صرف العملة الوطنية والغلاء، وبلطجة المصارف، فيما يبدوا أن الدولة في إجازة من أي إجراءات رادعة أو محاسبة .

الكل يُقرّ بوجود الفساد ولكن لا يمكن محاكمة أي فاسد. أطنان من المواد الخطرة تنفجر وتهدم المرفأ وواجهة بيروت، ولا أحد مسؤول. هدر وسرقات بملايين الدولارات، لكن لا يمكن استعادة قرش واحد.

اتفاقات وتسويات وحكومات محاصصة، وكأن لبنان بالف خير. فهذا يريد المالية، وذاك الطاقة، وآخر الأشغال أو الصحة، أو غير ذلك. يتم توزيع الدولة ومرافقها إقطاعات مذهبية، ليعمل كل وزير في خدمة جماعته وحزبه، الذي وظّفه وأنعم عليه بلقب معالي الوزير .

أربع سنوات ونحن ننتظر فخامة الرئيس، وما زلنا متمسكين بوطننا، لا نريد الرحيل، لكن هل حان الوقت فيما تبقى من الوقت لإنقاذ لبنان، مما بات يتخبط فيه من أزمات؟ هل حان الوقت لوقف هذه المحاصصة الهدامة، وتشكيل حكومة لكل لبنان؟

لن نرحل ولن نسكت أيضاً، وقلناها سابقاً ونقولها اليوم «كفا». نعم كفا استهتاراً بعقولنا وبمصلحة هذا الوطن، وكفا تقاسم لمغانم السلطة، وكفا تسويات على حساب هذا الشعب، الذي انتفض منذ عام، وصمته الآن لا يعني انتهاء الغضب، فالجمر ما يزال تحت الرماد، وقد ينفجر في أية لحظة.

لم يتبقَ الكثير من الوقت، لكن ما زال يتسع لفسحة أمل، بأن نشهد تغييراً حقيقياً، وانحيازا من المسؤولين لمصلحة الوطن والشعب كل الشعب. فلن تنفع مكاسب صغيرة، بوزارة هنا أو موظف هناك، لأنه إذا لم تصحوا الضمائر، فلن يبقى وطن لتتقاسموا الحصص فيه.

فخامة الرئيس! لا نريد الهجرة، فهذه أرضنا وهذا وطننا. لكن نريد الدولة العادلة، ونريد أن نبني وطنناً حراً سيداً مستقلاً مزدهراً، نريد لبنان الذي عرفناه، ملتقى الحضارة ومنارة الحرية، ونقطة الوصل بين الشرق والغرب. نريد لبنان الذي أحبه أشقاءه العرب، وحلم به المستشرقون، فهل يمكن لنا أن نأمل فيما تبقى من عهدكم، بإنجاز حقيقي للبنان؟

* الرئيس والمدير التنفيذي لموقع الثائر اللبناني