دولة الرئيس، هل إعتدلت قليلاً يرحمنا ويرحمكم اللّٰه ؟

21 أكتوبر 2021
دولة الرئيس، هل إعتدلت قليلاً يرحمنا ويرحمكم اللّٰه ؟

الدكتور أحمد الشناق

يقول عالم الاجتماع ابن خلدون في المقدمة في باب (العمران السياسي ) كثرة الضرائب تقلل الإنتاج وينتج عنها خراب العمران ( الدول ) .
– دولة الرئيس نعم قد نفهم ضغوط اقتصادية على الأردن لعدة عوامل بعضها قد يكون خارج عن إرادتة لموقعة الجيواستراتيجي ورسالته بمواقفه التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، ودول جوار عربي لم تتعافى بنوازل حلت بها، وإستهداف وتضيق، لسعي القيادة نحو تكتل عربي، لدور اردني بإقتحام بوابات عربية، مؤصدة بتداخلاتها الإقليمية والدولية
– وندرك ازمة أقتصادية متراكمة بأخطاء سياسات حكومية متعاقبة واجبة المعالجة والتصويب .
– دولة الرئيس، الأردنيون يعشقون وطنهم وإن شحّت موارده وقست ظروفه وأجدبت موازنته. ولكن اعتماد حكومتكم على سياسة مالية في معالجة الأمور خطأ مستمر في السياسات الحكومية، شأن من سبقها من حكومات، في ظل عدم تغير في النهج الإقتصادي وإستمرار السياسة المالية وجلب الضرائب والاعتماد على القروض والمنح والمساعدات. وتحميل المواطن والوطن فوق طاقته وقدرته.
ولماذا حتى الآن لا تكون مراجعة لضريبة المبيعات بما يحقق العدالة بين الغني والفقير، ولتحريك النشاط التجاري وتوفير سيولة معقولة.
ومتى تكون مراجعة لملف الطاقة للتخفيف على قطاعات الصناعة والزراعة وعديد القطاعات المنتجة في البلاد ؟
– وما هي خطة حكومتك بعد عام من تكليفها بأربعة تعديلات وزارية عليها، وهذه التجارب بموقع الوزير، حول مشروع وطني في حل مشكلة الآلاف المؤلفة من جيوش العاطلين عن العمل .
– وما هي آليات حكومتك في إصلاح الجهاز الإداري للدولة وهو العمود الفقري للإصلاح في كافة جوانبه. ومتى نسمع من حكومتك، آليات برنامجها التنفيذي القابل للتطبيق في إدارة كفؤة للموارد بعيداً عن التنظير
– نعلم أنه لا توجد دولة فقيرة ولكن يوجد سوء إدارة للموارد، هل يمكن فتح حوار حول إقرار قانون الخدمة الوطنية لمجتمع إنتاجي والاستغلال في طاقات الشباب الأردني وإبداعهم .
– أين السياسة الزراعية كمشروع وطني بمشاركة كافة القطاعات الزراعية، كنقابة المهندسين الزاعيين وكليات الزراعة وإتحاد المزارعين ؟
– هل يحق لنا أن نسأل، ما هي مرتكزات المشروع الفكري الثقافي لحكومتكم الموقرة وآليات تنفيذه في مرحلة تاريخية تتصارع فيها الأفكار والثقافات، وأين الخطاب الإعلامي للدولة؟ اما آن الوقت لتثويره ومغادرة مربع الإعلام الخائف، والإعلام المعاصر يشكل نصف المعركة في عالم وسائل التواصل وعصر الانترنت .
– ما هي خطة الحكومة في تفعيل دور الشباب على مساحة الوطن وهم عماد الوطن وركيزتة. لما بعد إقرار مخرجات اللجنة الملكية، والمرأة وتمكينها في أحزاب وقانون انتخابات ، وهل حكومتك اعدت خطة بوزاراتها للاشتباك مع المناطق وكافة المكونات الحزبية والسياسية والإجتماعية ؟ وألا يستحق مشروع تحديث نظامنا السياسي نحو الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة، ورشات عمل وطنية على مساحة الوطن ؟
– لماذا الحكومة، إنفردت بإغلاق باب الحوار والإنغلاق عن القوى السياسية والحزبية والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، هل حكومتكم لا تؤمن بالتعددية السياسية ودور المجتمع المدني في الدولة ، علماً بأن الدولة الحديثة القوية هي التي تمتلك القدرة التواصلية مع مجتمعها.
– هل الحكومة تمتلك خطة لخريطة جغرافية سكانية لكافة المحافظات، لايصال الخدمات بنوعية وعدالة ولكافة مناطق المملكة .
– هل تمتلك الحكومة خطة بآليات للتنفيذ والتطبيق لسياسات اقتصادية تحفّز الإنتاج وتشجع الإستثمار برأس المال الوطني المدخر بالبنوك الأردنية بمشاريع إنتاجية، وإعداد خريطة علمية لثروات الوطن وموارده، بخطة تحفيز حقيقية.
– سؤال يطرح ، لماذا تعطل الحكومة العقل الجمعي للأردنيين مع القوى الوطنية بمختلف أطيافها والجامعات بكليات إختصاصاتها، لإيجاد البدائل والحلول لتحدياتنا الداخلية بكافة مجالاتها، وليتحمل الجميع المسؤولية الوطنية .
– دولة الرئيس، هل تعلم بأن هناك وزارات معطلة في حكومتكم عن القيام بواجبها الدستوري ودورها الوطني .
– وهل تعلم بأن هناك حالة إنفصال بين المحافظات ووزراء في حكومتكم ؟ وهل يوجد وزير يمتلك خطة لوزارته للإشباك مع المحافظات بخطته وآليات تنفيذها ؟
– فهل من إعتدال ياحكومة وتغير في النهج والسياسات، لأننا نؤمن أن نجاح حكومتكم هو نجاح للوطن في مرحلة من أخطر المراحل التي تمر بها منطقتنا بتحولاتها التاريخية ومنعطفاتها الحادة وتقلباتها المفاجئة، وهي مرحلة نقدّر أنها لا تحتمل لا مزاودة ولا استقواء.
— هل اعتدلتم ولو قليلاً ليرحمنا ويرحمكم اللّٰه ؟
حمى الله الأردن وحفظ الله قائد الوطن وراعي مسيرته وشعبه الوفي، ووفقكم لما فيه خير البلاد والعباد .