أكملت لجنة الإصلاح مهمتها.. ماذا بعد؟

19 أكتوبر 2021
أكملت لجنة الإصلاح مهمتها.. ماذا بعد؟

بسام الياسين

((( الفقيه الدستوري محمد الحموري قال ساخراً :ـ توصيات اللجنة الملكية لتحديث القانون ـ الانتخاب والاحزاب ـ لم اطلع على نظيره في اي دستور او قانون وضع منذ ( 500) سنة قبل الميلاد ))).

لا حُجة لاحد،  فقانون الانتخاب تغير، والحكومة تعدلت، والهيئة المستقلة مستنفرة.، لعد استكمال التوصيات. السؤال الذي يجب ان يُسئل :ـ هل خرجت الدولة من ذهنية القلعة ونأت بنفسها عن التلاعب باللعبة الانتخابية ؟!. وهل اسهمت في تغيير،  “الذهنية الجمعية للناس” لاختيار مرشح كفؤ و مجلس شعبي مؤهل،  ام اننا لا زلنا ندور في فلك العشيرة، كنف القرابة، دائرة المنفعة، اصابع الاجهزة، المال القذر، الوعود بتعيين مراسل، تزفييت حارة،  شطب مخالفة، غسل عار مرشح الحشوة الاهم هل محت الدولة ، فوبيا الانتساب للاحزاب الموروث من ايام قمع الوعي ـ ايام المرحلة العرفية ـ.

عرس وطني باهت عريس عنين، يعاني من عنة مستدامة، لا تحركه اعشاب العطارين،  ولا طلاسم المشعوذين. لذلك لا دبكة تثير الغبرة و لازفة تدوي فيها زغرودة. ما يجري تلبيس طواقي وتبديل اقنعة لهذا ستغرق لحانا بدموعنا المالحة، لما آلت اليه اوضاعنا من ضحك على اللحى. اما عروسنا ارملة انقطع طمتها وجف ضرعها لا بارود عند خروج ـ عريس الزين ـ من مخدعها،  ولا تلويح بالمنديل الابيض لاشهار بصمة الطهارة وتأكيد عذرية البكورة بينما احاديث عجائز الحارة انها ” جوازة كالجنازة ”.فلا قبله ساخنة،  ولا عناق مودة بل سباق للنفاق، و حلف ايمان  كاذبة على القرآن يهتز لها عرش الرحمن، ان كل شيء على ما يرام.

ما حدث ـ رقصة على الوحدة ونص ـ.على ايقاع طبل بلدي،  وجر امنيات على نوتة ربابة قديمة. اوتارها مقدودة من ذيل فرس هزيلة لغة مفككة، لتسويق عملة رديئة غير قابلة للتداول، متبوعة بحركات قرعاء من الجاهلية الاولى ” تصدية ومكاء / اي تصفيق وتصفير ” وكأننا لم نبلغ ” المائة سنة “.

ما جرى وسيجري في الانتخابات، غياب مطلق للبرامج، انحسار في الرؤى تجرد من فروسية النبلاء تعامل نفعي، تسليف صوت بمصلحة لاحقة، استغلال الظرف الاقتصادي للمواطن لتسليعه ولكل راس ثمنه شعارات ركيكة،  محشوة باللغو والغلو و علك ماء… طبخ حصى…نفث دخان في الهواء الوجاهة هي الهدف لا الوطن، اما الرقابة والتشريع والنقلة النوعية الحضارية ” عند عمك طحنا او عمتك جرشنا “.

في المفهوم السائد،  ليس المهم مؤهلات المرشح،  تاريخه السياسي.. الاهم،  الفهلوة،  اطلاق العصافير من تحت قبعته، اخراج الافاعي من كمه،  خطابات تهز الميكروفونات فيما العمل مركون على الرف ولا امل بمستقبل .تلك هي المغامرة / المقامرة في استيلاد مجالس اخر زمان،  في حين ان الاصلاح يعني خروج الاكثرية الصامتة من عزلتها و تحررها من شعورها بالغربة في وطنها،  و احساسها بانها مجرد نتوءات زائدة ، هوامش للاستغلال،  ارقام تضاف الى سجلات الناخبين.

الاصلاح احساس الفرد بان له وزنا،  وقدرة التاثير على القرارات المتعلقة بمصيره،  وان صوته مؤثر لا كما حدث ـ قبل اعوام ـ حيث تهافت الناس على صناديق الاقتراع فيما كانت اسماء الناجحين،  بجيب احد مدراء المخابرات كما اعترف بلسانه، اما الثاني فالعن على الملأ انه عينّ ثلثي المجلس.

 المحصلة ان العزوف الشعبي عن الدبكة في “العرس الوطني” وارد جداً، لدرجة ان مساحيق اللجنة واصباغ الهيئة المستقلة للانتخابات لن تُجملَّ عروساً دميمة،  صناديقها مليئة بالحكايا التي تدينها.