العريقات يترجّل والسّاحة الفلسطينية في حداد

12 نوفمبر 2020
العريقات يترجّل والسّاحة الفلسطينية في حداد

لارا احمد

نعى رئيس السّلطة الفلسطينيّة، أبو مازن، يوم الثلاثاء، القياديّ الوطنيّ الكبير في منظمة التحرير الفلسطيني وفي الضفّة الغربيّة، صائب العريقات، وذلك بعد وفاته متأثّراً بمرضه الذي لازمه قرابة الشّهر.

قبل حوالي عشرين يوماً، نقلت السلطات الفلسطينية صائب العريقات من منزله في أريحا إلى إحدى مستشفيات دولة الاحتلال، من أجل تلقّي العلاج الضروريّ. 

وقد أكّدت السلطات الفلسطينية آنذاك أنّ الوضع الصحّي للعريقات معقّد، وهو يتطلّب تدخّلاً فوريّاً من مختصّين في قطاع الصحّة، وهو ما لا يتوفّر في المستشفيات الفلسطينيّة.

ونظراً لتدهور وضع العريقات بشكل مفاجئ وسريع، اضطرّ مسؤولون في وزارة الصحية الفلسطينية إلى نقل العريقات لأقرب مستشفى يستجيب للشروط الصحّية الأساسيّة ضمن حالته الخاصّة. 

أثار هذا الخبر حفيظة جهات عديدة في فلسطين، لكنّه لم يُجابه برفض وطنيّ، حيثُ كانت السلطة برام الله قبل قطع العلاقات مع إسرائيل تتعامل مع سلطات الاحتلال وتنسّق معها في مجال الصحّة، دون وجود معارضة وطنيّة حقيقية. 

هذا وتُشير المعطيات الإحصائيّة إلى أنّ آلاف الفلسطينيّين يتلقّون علاجاً خاصّاً في مستشفيات الاحتلال سنويّاً، وعادة ما يكون هؤلاء من المصابين بالأمراض المزمنة أو الخطيرة التي تستوجب رعاية صحيّة فائقة. 

وقد دعا البعض في الأسابيع الماضية إلى استئناف التنسيق الصحّي مع إسرائيل لأنّ الواقع أثبت أنّ فلسطين عاجزة في هذه المرحلة عن تلبية حاجياتها بذاتها.

تبقى وفاة العريقات حدثاً صادماً في الساحة الفلسطينية. ومع موته، من المتوقّع أن يتضاعف الجدل حول ملف العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية وخيارات السلطة الفلسطينية إزاء هذا المشروع.