تغطية واسعة وعوائد غامضة بعد زيارة الخصاونة لبيروت

4 أكتوبر 2021
Jordanian Prime Minister Bisher al-Khasawneh walks with Lebanese Prime Minister Najib Mikati at the government palace in Beirut, Lebanon September 30, 2021. REUTERS/Mohamed Azakir

وطنا اليوم:الحراك السياسي الأردني في عمق المعادلة اللبنانية مؤخرا له ما يبرره في سياق سعي الاردن للتحدث باسم دول المنطقة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مؤخرا كما يؤكد مسؤولون أردنيون.
لكن هذا الحراك في عمق المعادلة اللبنانية أظهر قدرات دبلوماسية خاصة عند الأردنيين قد تنطوي على مجازفة برأي بعض المراقبين خصوصا وان الاردن ليس بصدد التعامل الحريص مع ما يسميه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بتلبية احتياجات الشعب اللبناني بافضل الطرق الممكنة قياسا بالامكانات الذاتية والوضع الاقتصادي الاردني حيث تقديرات سلبية جدا من جمهور النخب الخبيرة بالاقتصاد والمال.
رئيس الوزراء الخصاونة زار بيروت مؤخرا وحظيت زيارته إلى بيروت وهي الاولى عمليا من نوعها بعد سلسلة طويلة من المجاملات الدبلوماسية بتغطية اعلاميه واسعة النطاق سلطت الضوء مجددا على الحركة الأردنية التي تحاول تبديد انطباعات الكسل واظهار القدرة على الاختراق.
المخاوف بالتوازي مع هذه الزيارة زادت لانها ترافقت مع انفتاح غير مسبوق وسريع جدا في العلاقات بين الاردن وسوريا.
الهدف الأساسي من الزيارة هو تلبية احتياجات الشعب اللبناني من فائض الكهرباء الاردنية وتوفير ارضية تسمح بتصدير الكهرباء الاردنية الى لبنان عبر الاراضي السورية وتحقيق حالة تنسجم مع معايير الادارة الامريكية الجديدة برئاسة جو بايدن والتي وعدت الاردن لتمكينه من الأسواق السورية وأسواق الضفة الغربية والسوق اللبناني قليلا في المرحلة المقبلة نوع من التعويض جراء الدوري الأردني الاقليمي والأمني والداعم للاستقرار في المنطقة.
استدرك بوضوح الخصاونة بعد ساعات من وصوله الى بيروت واستقباله من قبل الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء الجديد نجيب ميقاتي ونخبة من حكام المشهد اللبناني حاليا وحاول الايحاء بان بلاده ليست لديها القدرة على التقدم لوعود لا تستطيع الايفاء بها.
وهنا قال الخصاونة بوضوح بعد ساعات من وصوله الى بيروت الى انه لن يطلق وعودا من النوع الذي ينطوي على شكوك بامكانية تحقيقها.
لكن الأردن في الاثناء تحرّك بسرعة كبيرة باتجاه دمشق وعادت الرحلات الجوية بين عمان ودمشق وتم تشجيع المواطنين من البلدين على زيارة البلد الاخر.
وانتقل التنسيق الأمني والعسكري بين الاردنيين والسوريين الى مناطق غير مسبوقة و بتسارع ملحوظ في الوقت الذي ارسل فيه الخصاونة تحيات الملك عبد الله الثاني الى الشعب اللبناني معلنا امام الرئيس ميقاتي بان الاوامر والتوجيهات العليا لحكومته تقضي بالتعاون مع الشعب اللبناني الشقيق والعمل على تلبية احتياجاته وهي مهمة حساسة وخطرة يعتقد مراقبون خبراء او ينصحون بان لا يبالغ الاردن في التحدث عنها بسبب امكاناته الحقيقية.
وثانيا بسبب عدم توفير غطاء امريكي لكي يتولى الاردن مسالة مساعدة لبنان في تلبية الاحتياجات بالصورة التي يمكن ان تكون منتجة ومفيدة لكل الاطراف مع ان الأردن من الدول المحتاجة أصلا.
الاردن بهذا المعنى في المسالة اللبنانية والسورية يغرق في التفاصيل لكن يمكن ملاحظة ان الحديث الاردني مع الدولة السورية العميقة والتنفيذية ومع الرئاسة ورئاسة الحكومة في بيروت فيما تبقى الاطراف الفاعلة الاساسية في المعادلتين السورية واللبنانية الممثلة عمليا للنفوذ الايراني او لمحور المقاومة خارج نطاق الاتصالات الاردنية او الاختراقات التي قامت بها المؤسسة الاردنية مؤخرا.
يعتقد هنا وفي الخلاصة وعلى نطاق واسع بان البوصلة الاردنية عليها ان تجيب على اسئلة محددة في الايام القليلة المقبلة لها علاقة بامكانية تطوير العلاقات مع سوريا ولبنان بدون اطراف فاعلة في معادلة البلدين واساسية يمثلها حزب الله على الاقل او المجموعات الشيعية القريبة من ايران او المحسوب على خطوط محور المقاومة خصوصا وان عمان تبني مجدها الدبلوماسي على فكرة انها الطرف الوحيد في المنطقة الذي يستطيع التحدث مع كل الاطر.
عمان تتقدّم باتجاه بيروت ودمشق بحذر شديد ودون ايحاءات تؤشر على أن لديها القدرة والاستعداد على التواصل مع لاعب مهم في المعادلة اللبنانية واساسي وايضا في المعادلة السورية هو مثلا حزب الله اللبناني الذي يفترض ان تمر الكهرباء الاردنية داخل الاراضي السورية الى لبنان عبر مناطق نفوذ تتبع مسلحيه وهو لاعب اساسي في المياه وفي ملف الطاقة اللبناني ايضا.
السؤال العالق: هل تستطيع عمان الإستمرار في جملتها التكتيكية بعيدا عن حزب الله وتنجح في قطف ثمار هذا الاختراق على الجبهتين اللبنانية والسورية؟