بكر خازر المجالي
ينتهي مهرجان جرش بدورته الخامسة والثلاثين ، ونحن كمواطنين سننام ليلنا الطويل بينما تستمر ادارة المهرجان وهي مؤسسة حكومية ذات تكوين دائم ومستمر في الاعداد لدورة المهرجان 36 ، ومن ثم تتكرر نسخة المهرجان الماضي مع تغيير في الاشخاص من الفنانين وبعض الفعاليات المستجدة .
وهنا نتساءل : هل يمكن التفكير بتغيير نمط المهرجان ؟ هل يمكن استحداث افكار جديدة تجعل المهرجان محور تفكير على مدار العام ؟ هل هذا ممكن ؟
يأتي هنا واجب الهيئات الثقافية 0لتناقش الموضوع خاصة في زيادة المساحة الثقافية وتنويعها وان لا تكون في معظمها الشعر بانواعه ، وانما في توجيه البرنامج نحو الثقافة الوطنية من خلال الندوات عن مواقف الدولة والقيادة الهاشمية ، وان يكون ذلك في كل المحافظات ، والهيئات الثقافية ، وان يتاح المجال لهذه الهيئات لتقدم برامجها ولكن الملاحظ التركيز للهيئات على الامسيات الشعرية فحسب .
كانت هناك ندوة واحدة عن تاريخ مهرجان جرش تناولت جرش المكان والزمان ، وتركز النقاش حول المستقبل لمهرجان جرش ، وهل سنبقى نكرر انفسنا بذات السوية ، ؟ وهل نعجز عن التطوير ؟ هناك افكار سيتم طرحها وقد انتقد البعض عدم توفر فنادق في جرش لمن يريد ان يعيش اجواء جرش الليلية وفي النهار ، والاجابة ستكون واضحة ان جرش هي اقل من 40 كلم عن عمان فما الداعي للفنادق ؟ وتحدث البعض عن تلفريك يكون فوق المدينة ، وبالطبع التلفريك لا يحتاج الى منحدرات ، والتقنية الحديثة تعالج مثل هذه الامور الفنية .
جرش تستحق تطويرها كمدينة ثقافية على مدار العام ، وان تشهد انشطة متنوعة في النهار والليل ، وان نحاول اعادة تاريخ المدينة بتحويل بعض مراففقها لتحاكي تاريخها الاصلي بنظام اللباس والادوات هذه التي هي على طراز مدن تاريخية عديدة في العالم يمكن الاستعانة بتجاربها . وان يكون هناك سوق بنمط روماني واخر بنمط عربي يشغله من يقوم بالبيع الان خاصة من اهل جرش ومن جمعيات المدينة .
جرش مدينة عالمية بتاريخها ومهرجانها ، وقد نقلت صورة الاردن الحضارية الى كل انحاء العالم ، وهي استثمار مميز يحتاج الى ان ننتقل الى العالمية وتوسيع محتوى المهرجان الثقافي وان تكون جرش هي الرسالة وهي صورة الاردن في التسامح والمحبة .
