الرواشدة يرد على التل…قراءة المشهد تحتاج الى عيون ٦/٦

30 سبتمبر 2021
الرواشدة يرد على التل…قراءة المشهد تحتاج الى عيون ٦/٦

وطنا اليوم – رد الدكتور ياسين رواشدة عبر وطنا اليوم على ماورد في حديث للدكتور سفيان التل اثناء موتمر عقده حزب الشراكة والانقاذ في كلمة يبدو ان الشراكة والانقاذ قد انتقد بعض ماجاء فيها ، حيث قال الرواشده في معرض رده على التل :

ان النقد ضمن الدستور وضمن السقف والخطوط الحمراء ليس مقبول فقط.بل هو مطلوب.. لكن حجم الفساد مرتفع والشعوب الحيه هي التي تنتفض وتغضب للفساد في مجتمعها.

واضاف الرواشدة لكن النقد والهجوم غير البناء والذي يستهدف النظام كمظله تحمي البلد فهذا نرفضه لان اصلاح المنزل لا ياتي بهدمه..بل على العكس بدعم اسسه وتثبيت اركانه.
ومن هذا المنطلق علينا ان نقرا خطاب المعارض الاردني الدكتور سفيان التل..
واعتقد ان الرد العلمي ودحض ما اقترفه الدكتور التل من خطايا هو الاسلوب الافضل من اغلاق الباب ورفض الحوار والرد.
لقد ذكر الدكتور سفيان في بداية كلمته( في مؤتمر حزب الشراكه والانقاذ) ان الاردن يحتفل بمئة عام( من القمع) ..وهذا الكلام مردود عليه ففي تلك الاعوام المئة شارك اجدادنا ومنهم اجداد الدكتور سفيان في النضال لتاسيس اركان الدولة وتشييد برلماناتها وحكوماتها واحزابها.

واشار الرواشدة بان اجدادنا شاركوا بنضال سياسي دؤؤب في انتزاع الاستقلال ايار ١٩٤٦. وكما انهى اباؤنا في اول انتخابات برلمانية حره انهو المعاهدة البريطانيه كما ساهمو قبلها بسنوات قليلة في صياغة دستور مدني متطور للمملكة دستورية اردنية هاشميه..
كان وعلى مدى الماءة عام حراك شعبي وكان هناك تجاوب من الدوله مع مطالب الشعب ونخبه واحزابه.ولنعترف بان المطالب تتحقق دائما بالكامل واحيانا بالاقل.

واكد رواشدة بان تقييم الحالة الاردنية تحتاج الى قراءة وتقييم رجل دولة .تقييم ياخذ بالاعتبار ظروف البلد والتحديات المحيطة به داخليا وخارجيا.. وكمايقال لا تسير الرياح دوما كما تشتهي السفن، ذاك ان انكار دور الاجيال الثلاثه في بناء الدوله الاردنية والتي هي الوحيده( تقريبا) الصامده كما هي في هذا الاقليم طيلة هذا القرن.. اليس هذا انجاز كبير.. لو كانت مئة سنه من القمع لما كان هناك اي اثر لدولة اسمها الاردن.. لذلك فالتهمه مردوده على صاحبها.. وهي ظلم كبير وبل اساءة لاجدادنا والى اجداد الدكتور سفيان انفسهم.
واشار الرواشده في رده لوطنا اليوم ، في مكان اخر ذكر المتحدث بان ” كل مقدرات البلد منهوبه” وفي هذا مبالغة كبيرة. فلا يجوز التعميم. هناك فساد وهناك نهب. وبل هناك اشخاص يحاكمون واخرين لا يحاكموا ولكن هناك مقدرات للبلد تقع بين ايدي ابناؤه. ويتصرفوا بها.. بادارة ناجحه احيانا وفاشلة احيانا اخرى لكنها موجوده.

وقال رواشده بان الملاحظه او التهمه الكبرى الاخرى التي اطلقها سفيان وهي ان ال ٧٢ الف من افراد الدرك ..”هذا العدد الكبير هو لقمع الاردنيين”!!.
صحيح كما قال ان عدد الاطباء قليل جدا .ولكن عدد الدرك الكبير ليس لقمع الاردنين يا دكتور سفيان بل هم لحمايتي ولحمايتك ولحماية الاردنيين.. ولولا ال ٧٢ الف دركي لما استطاع الحزب الذي تحدثت من منبره ان يعقد مؤتمره ولما استطعت انت وبكل ثقة وهدوء ان تلقي خطابك في عاصمتنا الامنه والمستقره وفي بلدنا الواقع على مفترق طرق النار والدم ان يصمد ويظل امنا.
واكد رولشده بان هذه الفريه لا يقبلها اي اردني..لان عنصر الدرك هو ابني او ابنتي او اخي .
واستفسر الرولشدة من التل هل تنسى بهذه السهوله يا دكتور سفيان ان هذا الدركي ساهر المعايطه اعطى دمه ورفاقه للدفاع عن قلعة الكرك من الدواعش.. هل ساهر المعايطه جاء للكرك من عمان ليقمع اهل الكرك او ليحميهم؟!
وهل تنسى يا سفيان ان المقدم معاذ الدواني الحويطات ابن الجفر الذي خدم في الزرقاء وسارع الى قلعة اخرى من قلاع الوطن في السلط.ليقاتل بشجاعة الاردني عصابة الدواعش. ويضحي بنفسه في جراة نادرة لكي يتجنب اي اصابة محتملة للمدنيبن في الموقع الذي اقتحمه..
هناك ومئات والاف الامثله على تضحيات ذلك الدركي التي تتهمه زورا وبهتانا بانه موجود” لقمع الاردنيين”.
هذا الدركي وشقيقه ابن الدفاع المدني شاهدناهم كيف يوزعون الخبز والماء على الاردنيين في بداية ازمة كورونا.. وكيف نشاهدهم اليوم و في كل يوم يحافظون على امننا وسلامتنا وسلامة وامن الوطن وامنك انت واسرتك!.
واضاف هذه ليست زلة لسان يا دكتور سفيان .هذه اساءة لنا نحن قبل ان تكون اساءة للدرك..
لماذا تقيس يا هذا ان عدد الاطباء مرتبط بعدد افراد الدرك.. هل اذا انخفض عدد افراد الدرك- لا سمح الله- سيعني ارتفاع عدد الاطباء؟ ما هذه المعايير الغريبة ؟!.
والفرية الاكبر والتي اذهلت الاردنيين واثارت سخطهم هو انك تعتبر ان الاردن” بلد محتل” من الامريكيين بسبب اتفاقية التعاون العسكري التي ابرمتها الحكومه مع واشنطن!.
هل جميع الدول التي ترتبط باتفاقيات وتوجد قواعد على اراضيها هي دول محتله؟.
اذا قبلنا بهذا التوصيف فان الغالبية العظمى من دول العالم هي محتله..لان فيها قواعد عسكرية اجنبيه..من كندا الى استراليا الى اليابان واوربا قاطبه وغالبية دول اسيا وجميع الدول العربية دون استثناء ..
الشي الصحيح في قولك يا سفيان هو ان الاتفاقية لم تمر على مجلس الامه.كما يجب ان يكون. والصحيح ان الاردنيبن بطبعهم وثقافتهم الاستقلاليه يكرهون القواعد الاجنبيه وانا من بينهم. ولكن هذا شيء والمطالبة باعلان شروط وبنود الاتفاقية وتقييم فائدتها للامن القومي للاردن.. اما اعتبار ان الاردن محتل بسبب القاعدة التي جاءت باتفاق وشروط..فهذا غير صحيح وهو تزوير وتشهير ..
هل نلاحظ جنودا امريكيبن على الطرقات او هل نرى عسكريين امريكيين يديروا مؤسساتنا المدنيه والعسكريه حتى نقول او نستنتج وجود ” الهيمنه او الاحتلال العسكري” الامريكي؟!.
واخطر واسوا ما قالت يا دكتور سفيان دعوتك الكريهه الى ” التسلح” لتحرير البلاد.. واطلاقك دعوة للتشبه بحركات تحرير الجزائر وما شابه!.
هل الاردن اليوم مثل الجزائر قبل الاستقلال.؟.
هذه الدعوة لتشكيل حركة تحرير تستخدم اسلوب المقاومه المسلحه..هي دعوة خطيرة .دعوة للانتحار وللاقتتال الداخلي.
انها دعوة مرفوضه. ليس فقط لانها مخالفة دستورية وبل دعوة كارثية خطيره.
لا يمكن لاحد عاقل يدعو لحمل السلاح.. ومن هي الجهة التي تدعو ومن اين السلاح وما هي العمليات والاهداف. وكيفية التنفيذ؟؟.الاجابة على هذه الاسئلة تعني انك يا دكتور سفيان تدعو الى الانقلاب العسكري على النظام القائم. الى انقلاب عسكري علينا نحن الاردنيين الذين نريد ان نستخدم ادواتنا الدستوريه في تحقيق ما نريد. هذه الادوات التي نجحت عبر السنين في معالجة اخطر الازمات التي مرت بها البلاد.
لقد كانت ازمة ايلول١٩٧٠ اكبر تحد عسكري على البلاد وكان التهديد العسكري واضحا جليا.. لكن احدا لم يتجرا ان يدعو الاردنيين للتسلح او تنظيم ” حركة تحرير” ولسبب بسيط لان هناك جيشا اردنيا قادرا على حماية البلاد اذا دعا الداعي وتطلب الامر. واذا كان الامن الوطني مهدد فان هذا الجيش قادر على القيام بالمهمه. وهو جدير بذلك. وقد جربناه في الكرامه وايلول وو.ولا يزال هذا الجيش يده على الزناد.. وسيحمي الوطن من اي خطر خارجي.لانه جيش الشعب ويقف الشعب خلفه..
ورغم انك يا دكتور سفيان تتحدث عن الفساد والمفسدين وهنا معك حق بهذا.. لكننا نعارضك بقوة وندين اقوالك بقوة والتي تتعرض بها للدستور وللنظام وللدرك والجيش ولمؤسساتنا وقيمنا العريقه .
ان قراءة المشهد تحتاج الى عيون ٦/٦.. ويبدو انك با دكتور سفيان لا تملكها.