لمن كتبتم يا سادتي ؟!

19 سبتمبر 2021
لمن كتبتم يا سادتي ؟!
محمد داودية
حفل إشهار مذكرات دولة طاهر المصري، (في المركز الثقافي الملكي) الذي وقع فور “الانفتاح”، أتاح لنا ملتقىً هو الأكثر عددا، رغم أن الدعوة لم تكن عامة.
مجرد حضور دولة طاهر المصري في أي حفلة أو مناسبة، هو نجاح بحد ذاته.
وطاهر هو أيقونة النظام السياسي الأردني. وهو الرجل ذو الوجه الجميل الواحد، المحترم بلا حدود.
لم يكن الحضور يشاهدون المتحدثين لذلك كان يجب وضع شاشتين عملاقتين متقابلتين في يمين ويسار القاعة ورفع مستوى منصة جلوس السادة المتحدثين لتفادي مشكلة Eye Level
اتصلت مع دولة عون الخصاونة وهنأته على كلمته الجزلة وعلى أنه الوحيد الذي لم يلحن في اللغة.
اتصلت مع دولة أبي نشأت مهنئا ومباركا، ولما سألني كيف كان الحفل، قلت له كان يمكن أن يكون أجمل وأكمل. فاستغرب لأنه اعتقد أن الحضور الكثيف، والحفاوة المفرطة، والتصفيق المتلاحق الذي قوبل به، يكفي.
وقد نقلت له بأمانة، انطباعاتي عن الحفل وعن المتحدثين الكرام.
واسجل أن سعر بيع كتب المذكرات المرتفع جدا، لا يتيح شراءها وقراءتها.
وللأسف فإن الكتّاب والصحفيين والمثقفين، لم ولن يتمكنوا من شراء كتب المذكرات التي يزيد ثمن بيع النسخة الواحدة منها على 5 دنانير.
يجب أن تباع كتب مذكرات الشخصيات المحترمة إلى الجمهور بسعر الكلفة، وإلى المؤسسات بالسعر المرتفع المعلن، كي يتحقق هدف تعميم قراءة هذه النفائس، لا حصر شرائها على المقتدرين الذين تظل عند بعضهم في جلاتينها، للزينة والتباهي.
يباع كتاب دولة مضر بدران “القرار” بمبلغ 34.2 دولار.
ويباع كتاب دولة فايز الطراونة “في خدمة العهدين” بمبلغ 25 دينارا.
ويباع كتاب الأمير زيد بن شاكر “من السلاح إلى الإنفتاح” بمبلغ 20.9 دولار.
وهي اسعار ليست في مقدرة الجمهور.
لا داعي لبدعة الغلاف المقوّى الذي يرفع الكلفة، التي من أسباب ارتفاعها، اعتماد التجليد الفني للأغلفة Hard Cover
شكرا على شجاعة كتابة مذكراتكم السادة المسؤولين الكبار، الذين عاشوا الأحداث وساهموا في صناعتها.
واذكر هنا أنني، ومعظم من سألت من الكتاب والصحفيين والمثقفين والسياسيين، لم نقرأ أي كتاب من المذكرات المشار اليها اعلاه، رغم تطلعنا الى مطالعتها، وسبب ذلك ارتفاع اسعار بيعها.