إصلاح على شِباك العناكب…!

3 سبتمبر 2021
إصلاح على شِباك العناكب…!

سهل الزواهرة

تطايرت الدعوات و تناقلتها رياح العبث و التجريب و التخصيص فحطت في أحضان البعض بردًا و سلمًا و في أحضان المعظم بؤسًا و نقمة، وكأن الإصطفاء لُعبة و المستقبل مجرد ضربة مرهونة بملامح رغبة.
انتهت تلك اللجنة أو كادت و قريبًا ستُطلق الأدخنة البيضاء الإحتفالية إيذانًا بإتمام المَهام المُكدَّسة و التي سال في روابيها حِبرٌ فاق الرُكب بمئةِ عامٍ أو يزيد.
ترقب ممزوج بمحاولات عُرفية لتطويق الألسنة و قلاعها و كأن التعبير مُتخم ترفًا او زادت زينته عن الحد المطلوب فيراد رده الى كهوف الإنتقائية و الأسر أو ربما كفه عن إدمان بدأ شره مع اول جرعة تجريبية فكانت مفتاحًا لتضييع جيل أصبح التعليم فيه مادة للتنويم المغناطيسي او ربما الوقوف الإجباري في محطة لا وجود لها إلا في ملاعب الزيف و التخيل .

القاريء لما رشح من تلك المُوشحات الأنَدلسية لا يمكنه أن يسند تفاؤله طولًا فقد ذُبح كبش الإصلاح ذبحًا و سُلخَ في محطات الحافلة المُريعة و تكشفت عورات النظر القصير و الذي زينه جدلٌ كبير بدأ بإرادة و انتهى بلا إرادة.
قوائم وطنية أُدخلت تطفلًا على قانون جعل للأحزاب المجهرية الأثر لتكون حجر بناء لمراحل ثلاث لمستقبل خلع منطقه و ارتدى عباءة ورقية تصلح للخط عليها لا للوقاية من فصول السنة الاربعة و التي إن جنبنا الله شر ربيعها فلسنا من باقي فصولها بمأمن، فقد ألقى أهل الاصطفاء النظر البعيد الى الأمام شَغَلَهم فيءُ اللحظة و الذي إن كفاهم عامًا فهم في غيره بلا ميرة، بخطوات متثاقلة أصبح الخلف لها قِبلة فهي في ذلك الى أحقاب مديدة ستلبث فيها و ستضعنا على شفا جرف من فوضى لن يتأخر زكامها بالحلول ليطمس على العيون و يُلَبِس على الأُنوف فيصبح الثعلب دجاجة و المسك ليس اكثر من زجاحة، و يتغلب دين المحاصصة و تصبح شريعة الوطن المتبدل عنوانًا للمستقبل الفارغ.
منذ طفولتي المنسية كنت مغرمًا بروايات أجاثا كريستي ليس حبًا بالغموض و النوازع الإجرامية لكن لأنها كانت دوما تجعل من فكري شبيهًا بالعناكب الطائرة التي تتنقل على شباكها بحركات اكروباتية لكي اتوقع من الجاني في النهاية و أزعم انه و لو لمرة واحدة لم يخب ظني و كان دومًا حدسي يُحالفه التوفيق، إصلاحكم أشبه بتلك الروايات و التي بنهايتها سيطفو لنا جُناة بثوب أبطال سيقودون المشهد المرتبك الى مزيد من الحبكات و التي ضحيتها حتمًا وطن أصبح مستقبله خاضعًا لأمزجة و مصالح فرضتها الصدفة علينا كحروف تناطُحها سيسطر كلمة لطالما ختمت كل قصصنا البلهاء كضيف ثقيل الظل على حقولنا المنهوبة ، تلكم الكلمة هي : النهاية …، و التي ستكون قدرًا أو لقاحًا إجباريًا للسقوط طالما أن الإرادة الهابطة هُلامية و الثقة الصاعدة غائبة و ما بينهما متأرجح بين أنانية الفرادة أو مطامع الريادة أو الترقب لعل الحظ يحمل في أمواجه شىء من وقت او فرصة .