في ذكرى رحيل أبو شاكر

30 أغسطس 2021
في ذكرى رحيل أبو شاكر

بقلم : محمد سويلم ابوتايه
نستذكر في مثل هذا اليوم من كل عام ذكرى وفاة الأمير زيد بن شاكر ( أبو شاكر ) القائد الفذ والفارس الشجاع والسياسي المحنك ، والذي تأسرك فيه الكاريزما الفريدة التي يمتلكها وابتسامته التي تبث الثقة والطمأنينة في أحلك الظروف .
كانت علاقته بجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه متميزة وصادقة ، عززتها روابط الدم والجيرة والدراسة والعمل العسكري والسياسي ، وهذا ما جعله من أنجح ضباط الارتباط بين الملك والشعب والعسكر وهو ماعزز مكانته في قلوبهم جميعا . شكل أبو شاكر رمزية وطنية بامتياز من خلال مواقفه التاريخية التي جعلته جزءا من الهوية الأردنية الراسخة على قواعد متينة من الإيمان الوطني الصادق ، والعمل الجاد والمضني بواجبات تحمل المسؤولية ، والتي استمرت معه حتى بعد الانتهاء من العمل الرسمي .
إن صفات أبو شاكر ومناقبه ما زالت حاضرة في وجدان كل من أيده أو اختلف معه ، فدماثة خلقه وتواضعه الشجاع ومواقفه الغائبة الحاضرة التي تجسد إنسانيته ، كان يرى بها إنعكاس لأثر الثقافة التي اعتبرها المرآة الحقيقية لمكانة الإنسان ومحفزه الحي للدافعية نحو العمل والإنتاج في سبيل نهضة الأردن ، لذلك كان رحمه الله قائدا واداريا بارع من خلال سعيه الدؤوب للارتقاء بمستوى الجندي الأردني بدنيا ونفسيا وسلوكيا ، إضافة إلى تعزيز الجانب الذهني والمعرفي للاستفادة منه في خدمة وطنه بعد إحالته إلى التقاعد .
إن هذه القيم التي نستذكرها هذا اليوم في حياة ابو شاكر ما هي إلا غيض من فيض في سيرة فارس عربي غادرنا جسدا وبقيت روحه الطاهرة وسيرته العطرة راسخة في قلوب ووجدان من يعرفون المعنى الحقيقي للأردن .

فرحم الله أرواحا لا تعوض ، ولا تولد مرة أخرى .