لماذا كل هذا التضليل؟

24 أغسطس 2021
لماذا كل هذا التضليل؟

 

بقلم الدكتور محمود المسَّاد

 

وصلني من صديق أحترمه جدًا يقدّرني واعتقدت أنه يقدّر عملي وخبرتي وتخصصي، فيقول ” إن ما يدور من كلام حول نشر مذهب التشيع في مناهج التربية الإسلامية للصفين التاسع والعاشر الأساسيين…. فإنه يتوجّب على المركز أن يلتزم بالتأليف وفقًا لمصفوفة المدى والتتابع … وأن يلتزم بمعايير المنهاج الأردني والعادات والتقاليد وأحكام الشرع الإسلامي ومذهب أبو حنيفة لقانون الأحوال الشخصية والشافعي للإفتاء (أي مذهب أهل السنة) كما نص الدستور الأردني، وإن أي خروج على ذلك هو غير مطلوب”.

وهنا يساورني الشك في مستوى هذه الوصاية التي بات يرتفع سقفها إلى ما يقترب من اختطاف كامل للمجتمع، وأن هناك حراسًا وأمناء مكلفون بالمحافظة على هذا المجتمع، وهم أهله ولا أحد غيرهم يحق له التصرف بغير ما يروا، وليتهم يرون الحقيقة. نعم التأليف لأي مبحث له منطلقات ومرجعيات تستند للدستور والقانون، وتراعى ثقافة الأمة، وتتطلع للتحديث والريادة واستشراف المستقبل، وتُدار بكل قواعد ومعايير الحرفية في العمل والأمانة والإخلاص للمهنة والوطن، إلا أننا لا نجد الهدوء والأمان اللازم لإتقان العمل، لقد أشغلتم بعض وقتنا بما تحيكون في الليل من دسائس ومؤامرات.

وبشكل عام أقول أن المركز الوطني لتطوير المناهج مركز متخصص يقوم بعمله بكل احتراف، وبخبرات أردنية متميزة، أشرك في إعداد كتبه عددًا كبيرًا من أساتذة الجامعات، وأعضاء المناهج والمشرفين التربويين والمعلمين من وزارة التربية والتعليم، والكثير من الخبراء ذوي التجربة العملية من المتقاعدين والعاملين في القطاع الخاص الأردني، وجميعهم مواطنون أردنيون يعملون بكل إخلاص وجدية، لذلك فإنني أقول لمن يعمل في سواد الليل ويخطط لإرباك المجتمع، ارحم هذا المجتمع المثقل واترك مؤسساته تعمل، ولا تجعل من نفسك ومن ورائك الحراس على الفضيلة وأمن المجتمع، و أنت ما أنت عليه.