التكريم للمبدعين الأحياء ضرورة” والشحاتيت ” أنموذجاً”

24 أغسطس 2021
التكريم للمبدعين الأحياء ضرورة” والشحاتيت ” أنموذجاً”

 الدكتورة سهام الخفش

نأتي على الدنيا بشهادة ميلاد، بها اليوم والشهر والسنة، ونغادرها بشهادة أخرى مماثلة تحمل التفاصيل ذاتها ، وما بين هاتين الشهادتين حياتنا بما فيها من آلام وأحزان ، وأفراح وأتراح ، ونجاحات واخفاقات، فيها الشقي وفيها السعيد ، فيها المجتهد وفيها الكسول وفيها الناجح وفيها الفاشل ، وفيها لمريض والمعافى، …..الخ

 أمم وحضارات تفنى وتأتي غيرها ، العالم ( الكون) يسير بسرعة وغرابة وما زال هناك الغاز لم تحل بعد ،،، هناك العديد من الفلاسفة والمفكرين والعظماء والكبار حاولوا تفسير هذا الكون العجيب الغريب ، حتى السلوك الإنساني المعقد ما زال مدار جدل وبحث لعلماء التربية والنفس ، وما زال المخفي أعظم.

وهناك شهادات أخرى نحصل عليها بحياتنا منها: العلمية ، والحياتية ، والوظيفية ، والزواج ، والطلاق، والزور ، والكذب ، والنفاق ، والتقدير ، والثناء …. والأمثلة عديدة .

القليل منا من يواصل ليله بنهاره، من يفكر ويجتهد ويبحث لينيرالطريق لغيره ، ليسعد الآخرين بإنجازاته ، وينقذ حياة البشرية والإنسانية بعلمه وابتكاراته.. هؤلاء من يستحقون الحياة ، هؤلاء من يستحقون الثناء والتكريم ، هؤلاء من ترفع لهم القبعات ، هؤلاء هم الذين يعمرون الأرض قال تعالي :” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً”

في حقيقة الأمر هناك ظاهرة في مجتمعنا العربي تحديدأ ، ليست بالحميدة ظاهرة غريبة ومقيتة ، فعندما يكون في أحضان الوطن والمجتمعات رجالات عظاء وسيدات عظيمات ،منهم الفنان ، والرسام، والمفكر ، والكاتب ، والمخترع، والشاعر، والطبيب ، والمهندس ، والاعلامي والباحث، ……..وغيرهم الكثير وهم من القامات والشخصيات البارزة الذين ساهموا في بناء أوطانهم ، ولهم بصمات في حياة البشرية ، قليل من المجتمعات العربية تلتفت إلى كبارها وعلمائها ومبديعها ، وقليل من المجتمعات التي تكرم العظماء والمفكرين والفلاسفة في حياتهم .

للأسف، عندما يموت المبدع والمفكر والفنان يتبارى الناس في التعظيم والتكريم ويبدعون في الرثاء والتباكي، والخطب والشعر والنثر والغزل، يصبح عندهم أعز الناس وأحلاهم وأرقاهم وأجملهم ا، فكراً وجمالاً وقدراً، ولا يوجد في العالم شبيهاً له . بعد أن كان بينهم نسياً منسياً، وروحه وعقله يشعان في الابداع والانجاز. ويومض في فكره العطاء، لا تصله كلمة شكر، ولا إطراء، ولا حتى جملة ثناء، بل ربما يهاجم ويحارب ويقلل من شأن انجازة…

 لنتفاجأ بعد ذلك بأن قد تم تحديد يوم تكريم المرحوم (فلان/ة) .ونرجو الحضور للأهمية … بالله عليكم ما قيمة هذا التكريم بعد الرحيل ، والمكرم في عالم آخر. بالله عليكم ما هذه المعادلة المقلوبة، وكيف يمكن أن تقرأ …

 إن تكريم الأشخاص الأحياء يعد تبراساً ودافعأ قويأ لمزيد من الانتاج و العطاء ـليكون قدوة لغيره. كما تكريم المبدع وهو على قيد الحياة يعد مسلكاً حضارياً راقياً، ووقفة نبل ووفاء. .

 علينا تبني ثقافة التكريم وعلى المجتمع بكافة أطيافه، والجهات الوطنية المسؤولة والمعنية رعاية الإبداع والمبدعين والمفكرين والمتميزين ، وتهيئة الظروف والأمكنة المناسبة لتكريمهم، ودعوتهم للمحافل، وتوسيع مظلة الاحتفاء بهم.بصورة مستمرة . ومفرحة .

  لا لتهجير العقول المبدعة، لا للتقليل من الانجازات، لينهض المجتمع ويتعافى من العلل والآمراض النفسيةـ ، ولتتفتح ازهاره وتتناثر أوراقه وعطره .

لا أحد يتفوق علينا في النقد والتجريح والقدح والذم والشتم، بينما التفوق علينا في التقدير والشكر والامتنان فهو أمر في غاية السهولة ، ولغة لا يفهمهما إلا من يمتلك الثقة والفكر والتسامح والمحبة.

في أردننا الحبيب ، العديد من المبدعين والمميزين لا يمكن حصرهم واختزالهم في هذا المقال فإذا اردتم أبحثوا عنهم، ابحثوا عن البرفسور والباحث الأردني الدكتور صلحي الشحاتيت ، تحدثوا عن انجازاته العلمية باحتفال مهيب يليق بابداعاته، ابحثوا عن مؤرخين على سبيل المثال لا الحصر امثال المجالي والعرموطي ، ابحثوا عن الأدباء والمفكرين والاعلاميين والرسامين فهم كنوز الوطن، ابحثوا عن سلامة، واحمد ، ومهدي ، واسامة، ومحمد ، وحمدي ، وليلى ، وفرح .ورلى، وسامر ، وعون ، ومها ، ومصطفى …………الخ ، ابحثوا عن ابداعاتهتم وانجازاتهم لا عن انتماءتهم .

الحمد لله لقد أكرمني الله بشهادة شكر وتقدير كما أكرم ثلة من رجالات هذا الوطن ونسائه من قبل المعهد العربي الدولي للسلام والتربية المسجل في جنيف بتاريخ 30 حزيران 2021. الف شكر لهم

نرير أن تفرحوا الناس بإنجازاتهم ولا نريد تكريم جنائز ودموع..