محمية الشومري.. سفاري أفريقي في قلب صحراء الأردن

17 أغسطس 2021
محمية الشومري.. سفاري أفريقي في قلب صحراء الأردن

وطنا اليوم:تأسست محمية الشومري للأحياء البرية عام 1975، كمركز إعادة إكثار يهدف إلى إكثار وإعادة إدخال الحياة البرية المهددة عالميا والمنقرضة محليا وتحديدا المها العربي، لتصبح في ما بعد العنوان الأوحد لعشاق “السفاري”، والتي تحاكي في مضمونها تلك الأفريقية؛ للتمتع بمشاهدة الحيوانات البرية والاستمتاع بالبراري.
المحمية التي تقع شرق العاصمة عمان، في قلب الصحراء الشرقية، تبلغ مساحتها 22 كم مربع، وتمثل أول نموذج للمحميات الطبيعية في المناطق ذات المناخات الصحراوية الجافة في الأردن وتضم مجموعة من الحيوانات النادرة في الشرق الأوسط، مثل النعام، الغزلان والحمار البري، بعيدا عن خطر الصيد وتدمير الموائل الطبيعية (المناطق المخصصة لعيش فئة معينة من الحيوانات) اللذين كادا يقضيان عليها نهائيا.
ويقول مدير المحمية أشرف الحلح “إن المحمية أغلقت لمدة عشر سنوات، وأعيد افتتاحها عام 2017، بعد استحداثها من خلال إقامة مركز للزوار وإدخال العديد من البرامج الترفيهية لعشاق الحياة البرية”.
زوار المحمية لديهم الفرصة لمشاهدة مجموعة من الحيوانات النادرة مثل المها الذي يتجول بحرية في المراعي الصحراوية، والنعام، الغزلان والحمر البرية في مسيجاتها.
ويقول الحلج “تم استحداث برنامج خاص لرحلات السفاري يحاكي السفاري الأفريقية، وخصص ممر للدراجات الهوائية وممر للمشي خلال فترة الربيع، ومركز زوار يتيح لهم الإطلاع على كافة المعلومات المتعلقة بالمحمية والحيوانات الموجودة فيها والتنوع البيئي أيضا”.
الزائر يتعلم خلال جولته المبادئ الأساسية لتعقب الحيوانات وقراءة مساراتها الطبيعية، بالإضافة إلى تعرفه على الغطاء النباتي في المحمية، فهي غنية بأنواع مختلفة من النباتات والأعشاب المحلية
وتبدأ رحلة السفاري مع الدليل المحلي الذي يرافق الزوار في جولة لمتابعة المها العربي المهدد بالاتقراض، حيث يقوم بتقديم نبذة تعريفية صغيرة عن المحمية قبل البدء بالجولة. وفي منتصف الطريق يتوقف الزوار للاستمتاع بالمشاهد الشبه صحراوية وهم يتناولون أكوابا من الشاي الساخن ووجبة خفيفة.
وفي الأثناء يمكن للزوار أيضا مشاهدة الحمار البري الفارسي، وهو آخر الأنواع المهددة بالانقراض، لكن ليس بالإمكان ضمان رؤية أي من الحيوانات الكبيرة خلال الجولة، ولكن سوف يرى الزائر أفقا خاصا للصحراء الشرقية، مع مجموعة متنوعة من النباتات المختلفة.
ومحمية الشومري تقع على مسار هجرة عالمية رئيسية بين أوروبا وآسيا وأفريقيا وتعد بقعة هامة لنشاط الطيور، حيث تتوقف فيها العديد من الطيور خلال مواسم الهجرة للراحة وتناول الطعام والتزاوج.
وسوف يتعلم الزائر خلال جولته المبادئ الأساسية لتعقب الحيوانات وقراءة مساراتها الطبيعية، بالإضافة إلى تعرفه على الغطاء النباتي في المحمية، فهي غنية بأنواع مختلفة من النباتات والأعشاب المحلية.
ويواصل الدليل الرحلة في اتجاه وادي الشومري ليشرح حكاية الممر الدائري الذي يبدأ من مركز زوار المحمية باتجاه منطقة التنزه وحتى تصل إلى بوابة الوادي.
ويبدأ المسير داخل الوادي حيث يوفر مناظر طبيعية وخلابة للمحمية، ويمتاز الممر بالتنوع الحيوي الفريد، حيث يمر الزوار عبر العديد من أنواع النباتات منها الموسمية مثل الشعير البري والخبيزة ولسان الحمل والكلخ والحرمل، وبعض النباتات المعمرة مثل القطف والشيح وشجر الإثل والرتم.
وتصل الرحلة إلى مسيج العناية بالمها العربي والمشي بمحاذاته لحد الوصول إلى البركة الصناعية والتي تتيح للزائر فرصة مشاهدة المها العربي وبعض الطيور المغردة، وهناك يرى الضيوف أيضا عرضا للصقور وكيفية إحاطتها بالفريسة.
وبعد مواصلة المسير يتم المرور بوحدة العناية بالطيور المصادرة إلى أن ينتهي الممر رجوعا إلى مركز زوار.
وقال الحلج “نسعى لتنويع الخدمات، عبر إنشاء مخيم بيئي يستهدف محبي الطبيعة لمراقبة الكواكب والنجوم والقبة السماوية”.