طالبان تطوّق كابول.. ومفاوضات لدخولها سلمياَ

15 أغسطس 2021
طالبان تطوّق كابول.. ومفاوضات لدخولها سلمياَ

وطنا اليوم:تتسارع الأحداث في أفغانستان بشكل كبير ومتلاحق، اليوم الأحد، بعد أن بدأت حركة طالبان باقتحام كابل من جميع الجهات، وسط أجواء هلع في العاصمة الأفغانية، وفي الأثناء أعلن قيادي في طالبان أن الحركة أمرت المقاتلين بالإحجام عن العنف في كابل والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، بينما طالبت الحركة النساء التوجه لأماكن آمنة.
وقال مسؤول آخر في طالبان لـ”رويترز”: “لا نرغب في سقوط أي مدني أفغاني بريء قتيلا أو جريحا مع تولينا زمام الأمور لكننا لم نعلن وقفا لإطلاق النار”.
من جانبه قال مسؤول أمريكي، إن لأعضاء الرئيسيون في الطاقم الأمريكي في كابول يعملون من مطارها الآن.
وأضاف أن: “أقل من 50 مسؤولا في السفارة الأمريكية، سيبقون في كابول في الوقت الحالي”.
بدوره أشار مسؤول بحلف شمال الأطلسي، إلى أن: “العديد من موظفي الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى موقع أكثر أمنا في كابول”.
وقال مسؤول في القصر الرئاسي الأفغاني إن الرئيس أشرف غني يجري محادثات طارئة مع الدبلوماسي الأمريكي زلماي خليل زاد، ومسؤولين كبارا في حلف الأطلسي، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر إلى سماع دوي إطلاق نار، بالقرب من القصر الرئاسي.
ونقلت قناة الجزيرة عن وسائل إعلام أفغانية، قولها، إن رئيس البرلمان وعددا من زعماء الأحزاب السياسية غادروا كابول إلى باكستان.
وبث وزير الداخلية في الحكومة الأفغانية، عبد الستار ميرزا كوال، رسالة مصورة، قال فيها إنه لن يحدث قتال في العاصمة كابول، وسيتم الانتقال فيها بصورة سلمية.
وقال لسكان العاصمة، إن قوات الامن ستحافظ على الأمان في المدينة.
من جانبها، دعت وزارة الخارجية التركية، الرعايا الأتراك المقيمين في كابول والراغبين بمغادرة أفغانستان،إبلاغ سفارتها على الفور.
بدورها قالت وزارة الداخلية البريطانية اليوم الأحد، إن بريطانيا تعمل على حماية رعاياها ومساعدة موظفيها السابقين الآخرين على مغادرة أفغانستان.
وأضافت عبر تويتر “مسؤولو وزارة الداخلية يعملون في الوقت الحالي، من أجل حماية المواطنين البريطانيين، ومساعدة موظفي المملكة المتحدة السابقين، وغيرهم من الأشخاص على السفر إلى بريطانيا”.
وسيطرت حركة طالبان صباح الأحد على مدينة جلال أباد في شرق أفغانستان، بحسب ما أفاد به سكّان.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول أفغاني في جلال أباد قوله: “لا توجد اشتباكات حاليا في جلال أباد لأن الحاكم استسلم لطالبان… فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين”.
وأكد مسؤول أمني غربي كذلك سقوط المدينة التي كانت واحدة من بضع مناطق رئيسية مجاورة للعاصمة كابول تسيطر عليها الحكومة.
وقال أحمد والي، وهو من سكّان جلال أباد: “استيقظنا هذا الصباح (ووجدنا) أعلام طالبان البيضاء في كلّ أنحاء المدينة. إنّهم في المدينة. دخلوا من دون قتال”، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وأعلنت حركة طالبان من جهتها على وسائل التواصل الاجتماعي أنّها سيطرت على المدينة.
وأمس قرر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رفع عدد القوات الأمريكية المتجهة إلى العاصمة الأفغانية كابول لإجلاء الرعايا، وسط تقدم سريع على الأرض لحركة طالبان.
وقال بايدن، السبت، إنه وافق على إرسال قوات إضافية إلى كابول؛ للمساعدة في سحب أعضاء السفارة الأمريكية من أفغانستان بأمان، وإجلاء الرعايا من أفغانستان. ودافع بايدن في بيان مطول عن قراره سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، قائلا إنه يتعين على القوات الأفغانية صد قوات طالبان التي تجتاح البلاد.
من جهته قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان الأفغانية، محمد نعيم، إن توسع الحركة الصادم، خلال الأيام القليلة الماضية، على حساب الحكومة في كابول، حدث في أغلبه بدون قتال.
ونفى “نعيم” وقوع الكثير من الضحايا أثناء سيطرة مقاتلي الحركة على ولايات البلاد ومراكزها، والتي باتت جلها بيد طالبان، في انتصارات سريعة، تشمل مختلف مناطق البلاد مترامية الأطراف.
وأكد المتحدث انضمام الآلاف إلى صفوف الحركة، مشددا على أنها لا تزال منفتحة على الحوار مع مختلف الأطراف.
وقال: “الهدف هو أن يقرر الشعب مصیره. لا بد من نظام إسلامي مستقل یعمل لحل مشاکل الشعب”.

فرار

قالت وزارة خارجية أوزبكستان، الأحد، إن مجموعة من 84 عسكريا من جيش أفغانستان، عبرت الحدود إلى أوزبكستان وطلبت المساعدة.
وأضافت الوزارة، في بيانها: “في 14 آب/ أغسطس، عبرت مجموعة من عناصر القوات المسلحة الأفغانية قوامها 84 شخصا، حدود دولتنا عند أحد أقسام الحدود مع أفغانستان، وتم اعتقالهم من قبل حرس الحدود الأوزبكي، بحسب موقع “روسيا اليوم”.
ولم تظهر أي مقاومة خلال ذلك من جانب عناصر المجموعة، بل طلبوا مساعدة طبية، تم تقديمها لثلاثة جرحى”.
وتابعت الوزارة في بيانها، بأن “حرس الحدود الأوزبكي لاحظ تجمع أفراد عسكريين من القوات الحكومية الأفغانية في الجزء الأفغاني من جسر ترمذ-خيراتون، ويجري اتخاذ إجراءات لتقديم المساعدة الإنسانية لهؤلاء الأشخاص”.
وأشارت الوزارة، إلى أن المفاوضات جارية مع كابل حول عودة المواطنين الأفغان إلى وطنهم وتسوية الوضع في منطقة جسر ترمذ-خيراتون.