الفلسطينيون يتنفسون الصعداء بعد رحيل ترامب

8 نوفمبر 2020
الفلسطينيون يتنفسون الصعداء بعد رحيل ترامب

تنفس الفلسطينيون الصعداء مع رحيل “أسوأ رئيس أمريكي (دونالد ترامب)” كما وصفه سياسيون فلسطينيون، لكنهم مع ذلك لا يتوقعون “معجزات” من خَلَفه.

وفي وقت سابق السبت، أعلنت وسائل إعلام أمريكية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالسباق إلى البيت الأبيض، على حساب الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب، الذي رفض الاعتراف بالهزيمة، بحسب ما أكدت حملته الانتخابية.

وعانى الفلسطينيون كثيرا في عهد ترامب، الذي لم يتردد في اتخاذ قرارات تؤدي إلى تصفية قضيتهم، على رأسها “صفقة القرن” التي تبدد حلم إقامة دولتهم، ونقل سفارة واشنطن إلى القدس، ومسلسل التطبيع مع الدول العربية الهادف إلى عزل القضية الفلسطيني عن محيطها وعمقها العربي.

بصريح العبارة، قال نبيل شعث الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني: “لم يكن هناك أسوأ من عهد ترمب” معتبرا أن “الخلاص منه مكسب”.

مع ذلك، قال المسؤول الفلسطيني في حديث للأناضول: “لا نتوقع تغييرا استراتيجيا كبيرا في الموقف السياسي الأمريكي (تجاه القضية الفلسطينية)”.

وفي تصريحات سابقة، قال بايدن إنه سيعيد المساعدات للفلسطينيين، ويسعى إلى تعزيز حل الدولتين، حال فوزه.

وفي السياق ذاته، غردت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، قائلة “أميركا تتخلص من ترمب” داعية إلى “فحص ظاهرة الترامبية ومعالجتها لاستعادة التوازن داخل وخارج الولايات المتحدة”.

من جهته، قال أمين عام حركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، إن “سقوط ترامب أمر إيجابي جدا، لأنه كان أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، وأسوأ رئيس في العصر الحديث لكل البشرية”.

وأضاف في حديثه للأناضول: “ترامب دفع بالسياسة في اتجاه غاية في الهبوط، وقام بتفكيك العلاقات الدولية في محاولة لزج العالم في شريعة الغاب كبديل للقانون الدولي”.

وتابع البرغوثي: “أسوأ ما فعله ترامب تجاه الشعب الفلسطيني صفقة القرن، الهادفة لتصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني”.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أطلق ترامب خطته “صفقة القرن” والتي تشطب حق العودة للاجئين وأي أفق لدولة فلسطينية مستقبلية، وتبقي القدس تحت سيطرة إسرائيل.

لكن البرغوثي لم يستبعد أن تستمر محاولات تطبيق “صفقة القرن” في العهد الجديد، مضيفا “سمعنا بايدن يقول إنه سيبقي السفارة في القدس، ولم نسمع منه موقفا يدين الاستعمار الاستيطاني”.

ونقل الموقع الإخباري لمنظمة التحرير عن عضو اللجنة التنفيذية تيسير خالد، قوله إن نتائج الانتخابات الأمريكية “بداية النهاية لعهد ظلامي حاول (ترامب) فرضه على المنطقة”.

وأضاف: “ترامب لن يكون الخاسر الوحيد بقدر ما يشاركه في الخسارة عدد من الأنظمة، التي ارتبط زعماؤها من مواقع التبعية بنهجه السياسي الشاذ”.

وقال خالد، إن ترامب “اعتمد على البلطجة السياسية والاستهتار بالقانون الدولي والشرعية الدولية وإعلاء شأن شريعة الغاب، مثلما اعتمد على الاستخفاف بالقيم العالمية، بما فيها قيم الديمقراطية والحرية والمساواة وحقوق الإنسان”.

من ناحيتها، قالت حركة المجاهدين إن “سقوط ترامب هو سقوط لكل الأنظمة التي استعانت بالشيطان ضد أمتها وفلسطين”.

وأضافت أن “الرهان على تغيير الإدارات الأمريكية في تحصيل الحقوق الفلسطينية هو مضيعة للوقت وأمر أثبت فشله”.

وعانى الفلسطينيون كثيرا في عهد ترامب منذ توليه مطلع 2017.

ففي 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017، أعلن ترامب رسميا، اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وفي مايو/ أيار 2018، نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس.

في المقابل، أعلنت السلطة الفلسطينية قطع اتصالاتها مع إدارة ترامب، واستمرت القطيعة حتى اليوم.

وفي 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سمحت واشنطن لمواليد القدس من الأمريكيين، بتسجيل إسرائيل مكانا للميلاد، وهي خطوة يراها الفلسطينيون تكريسا لاعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة مزعومة لدولة الاحتلال.

على صعيد التضييق الاقتصادي، بدأت واشنطن في 16 يناير 2018، تقليص مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، ثم في 3 أغسطس/ آب 2018، قررت قطع كافة مساعداتها.

وفي 2 أغسطس 2018، أعلنت السلطة الفلسطينية أن الإدارة الأمريكية أوقفت كل مساعداتها للفلسطينيين، بما يشمل المساعدات المباشرة للخزينة وغير المباشرة.

ولاحقا في 10 سبتمبر 2018، أغلقت الإدارة الأمريكية مكتب منظمة التحرير بواشنطن، وحساباتها المصرفية، وبعد أيام طردت السفير الفلسطيني لديها حسام زملط وعائلته.